أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1636
التاريخ: 2023-08-07
1185
التاريخ: 11-10-2014
1927
التاريخ: 27-11-2014
5293
|
التمثيلات القرآنية بخصوص أعمال الكفار والمنافقين
قال تعالى : {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17، 18].
يضرب الله سبحانه وتعالى في الكفار والمنافقين أمثلة متنوعة؛ فهو يقول حيناً: إن مثل الكافر والمنافق كمثل الذي يطوي طريقه بيسر وبسرعة نحو هدف كاذب وزائف، لكنه عندما يصل إلى نهايته يدرك أنه قد ضل سبيله ولم يصل إلاً إلى طريق مسدود: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [النور: 39]. فنتيجة عمل الكافر هي كالسراب، وسعيه هو كاللهث وراء السراب. والسراب هو شيء ظاهره ماء يظهر عند خط الأفق نتيجة سطوع أشعة الشمس على سطح الأرض، فيجذب نحوه الإنسان الظمآن الغافل. لكن هذا الإنسان مهما واصل المسير فلن يجني إلاً تفاقماً في العطش، حتى إذا بذل كل ما أوتي من طاقات في هذا السبيل الأعوج المنحرف، وانتهى إلى حيث لا طاقة له على مواصلة المسير، ولا قدرة له على النكوص والإياب، ولا وجد ماء يطفى به نار عطشه، فإنه يموت ظمآناً. الكلام في هذا التمثيل يجري حول الحركة والجد في السير في الطريق المعوجة، أما في الآية مورد البحث فالحديث عن توقف المنافقين أو إبطائهم في الحركة.
السر في هذه الازدواجية في التعبير هو أن هناك شرطين لبلوغ المقصد: أولهما معرفة الطريق، وثانيهما معرفة الهدف والمقصد. فالذي لا يعرف الهدف، أو الذي يعرفه لكنه لا يعرف الطريق إليه ويسير في جادة منحرفة، فإنه لن يبلغ المقصد أبداً. فإن جد المنافقون في السير، فهم يسيرون في سبيل منحرفة، وإلا فهم عاجزون مقعدون عن طي الصراط المستقيم. فالقرآن الكريم يبين نفي الهدف في جملة (كسراب بقيعة)، ويظهر فقدان البصيرة اللازمة لمعرفة السبيل في الآية محط البحث. إذن، فالمنافقون هم إما سائرون صوب شيء هو ليس هدف الخلقة ومقصودها، أو أنهم عرفوا الهدف والمقصود لكنهم لا يبصرون الصراط القويم الموصل إليه ليسيروا فيه، بل يضلون طريقهم عامدين.
يقول الله عز وجل في مثل آخر يضربه حول أعمال الكفار: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]: فأعمال الكفار هي ظلمات متراكمة حالكة قد تورطوا فيها؛ فهم كالذي غرق في ليلة ظلماء في بحر لجي؛ بحر غمرته أمواج متلاطمة عالية، وغشيه الضباب والسحب الكثيفة، بحيث لو انه اخرج يده لم يكن بالإمكان رؤيتها، وهذا من منطلق ان النور هو من الله وحده، والذي يحرم من النور الإلهي تحيط به الظلمة من كل حدب وصوب.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|