تتبع الآثار التسممية للعضويّة الحيّة إلى زمن التعرض للمواد الكيميائية السامة وإلى تركيز هذه الأخيرة وإلى درجة السميّة الخاصة بها، وهكذا فقد نجد أن لمادتين مختلفتين نفس الدرجة من السميّة لدى استنشاقها لمرة واحدة أو لدى ابتلاعها مرة واحدة أيضاً. ويختلف الحال عندما يجري التعرض اليومي لهما، سواء عن طريق التنفس أو عن طريق قناة الهضم زمناً طويلاً.

ويعرف التسمم الحاد بأنه طبيعة التسمم الحاصل خلال تعرض قصير الزمن للمادة السامة. ولا يعني ذلك تعريفاً دقيقاً لأن مفهوم الزمن القصير، مفهوم نسبي، وعادة يعني التعرض مرة واحدة سواءً عن طريق التنفس أو الهضم أو تماس وحيد مع العيون أو الجلد أو التعرض لمرة واحدة لهواء ملوث خلال زمن يصل الى 8-24 ساعة في بعض الأحيان.

ويعرف التسمم المزمن بأنه ذلك التسمم الحاصل لدى تعرض جسم العضوية إلى تأثير المادة أو المواد السامة خلال زمن طويل، وكذلك فإنه لا يمكن تحديد دقيق لهذا الزمن الطويل، وعادة يعني بذلك تعرضاً يومياً يمتد خلال أسابيع أو أشهر وحتى سنوات عدة. وعلى سبيل المثال يؤدي التعرض للراديوم بابتلاع كمية منه لمرة واحدة إلى تسمم مزمن لأن كميات منه تبقى في الجسم لسنوات عديدة بينما يجب أن يتم التعرض لمواد أخرى، بشكل متتال ومكرر، زمناً طويلاً قبل حدوث التسمم المزمن بوضوح. وعموماً تغلب هذه الصفة على حالة التسمم المزمن والذي يحدث خلال زمن طويل نسبيا.