المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22



حسن الظن  
  
1028   08:39 صباحاً   التاريخ: 2024-01-10
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص139ــ141
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2020 2926
التاريخ: 5-6-2017 3521
التاريخ: 22-11-2016 2575
التاريخ: 22-11-2016 34710

يعتبر العالم بما له من المنزلة العظيمة كباب من أبواب الله يأتيه الناس لقضاء حوائجهم، فهم ورثة الأنبياء (عليهم السلام)، والامتداد الطبيعي لهذا المنهاج المقدس. ولان المحتاج قد لا يفكر عادة إلا في قضاء حاجته قد يسيء الظن بالعلماء، ويتهمهم بسوء التصرف بالحقوق الشرعية، أو عدم اللامبالاة متناسياً أن لهؤلاء العلماء أموراً قد تخفى عن المحتاج. ولذلك إن لم يكن من أهل الوعي فقد يصدر منه ما لا يجب، بخلاف ما لو كان من المتقين المتأملين في حقائق الأمور.

حدثني الشيخ جعفر الهلالي عن أبيه الشيخ عبد الحميد أن أباه في بداية حياته العلمية مرت عليهم ظروف قاسية، وأيام عجاف جعلتهم يلجأون إلى آية الله السيد ناصر السلمان المقدس من أجل أن يمدهم بما يعيد أمرهم إلى طبيعته ويسد حاجتهم. يقول الشيخ عبد الحميد:

اجتمعت أنا مع بعض طلاب العلم وذهبنا سوياً إلى منزل السيد ناصر وعرضنا عليه حاجتنا، وصعوبة الأوضاع التي نعيشها. فاعتذر لنا بأنه لا توجد لديه حقوق لكي يعطيهم. فبينما نحن كذلك. فإذا برجل جاء بحمار وعنده حقوق كثيرة. فلما رأينا ذلك اشرأبت أعناقنا، وحمدنا الله فالأمور ستفرج وإن الله لطف بنا سريعاً. ولكن سرعان ما بدد هذا الفرح لما تناهى إلى مسامعنا كلام السيد ناصر لذلك الرجل بأن يذهب بهذا المال للشيخ موسى بو خمسين وأصبنا بخيبة أمل.. خرج الرجل فخرجنا بعده. ولكن كانت خطواتنا أسرع من خطواته، باتجاه منزل الشيخ موسى. فعرضنا حاجتنا إليه فرد علينا: لدي مسئول مالي، والأموال التي تصل تذهب إليه، والشيخ يقسم الأموال حسب الأوليات من الأسماء والفقراء وطلبة العلم، والأيتام، فان زاد المال الموجود عن الأشخاص المقرر لهم فإنه سيكون لكم منه نصيبا. فذهبنا إلى الشيخ عبد الله الزويد وكان هو المسئول المالي عند الشيخ، فأخبرناه بما قال الشيخ. فجرد الأموال وقسمها كل بحسبه فتبقى منه ما كان فيه خير لنا فخرجنا ونحن بحمد الله شاكرين.

ومن خلال هذه الحادثة قد نخرج بعدة نقاط مهمة وهي:

أولاً: إن اختلاف العلماء في الظاهر لا يعني أنهم يختلفون حقيقة وواقعاً بل يوجد بينهم اتفاق في مقام خدمة الدين وإن اختلفوا في بعض مصاديق العمل.

ثانياً: عدم حصول الشخص على حاجته من العالم أو المرجع أو الوكيل لا يعني أن نسيء الظن بهم، أو التكلم عليهم بل يجب علينا التحلي بالصبر وحسن الظن.

ثالثا: إن العلماء لديهم مصاريف وأولويات يديرون بها مشاريعهم والموارد التي تأتيهم من الحقوق تصرف وفق هذه الأولويات، ولا يعني أن ما نراه نحن لابد أن يراه العالم.

رابعاً: قد تمر على العالم بعض الحالات أو الأوقات لا توجد لديه موارد مالية فلذلك لا يبذل، ولا يعطي، ليس بخلا فيه أو إجحافاً بأحد بل راجع ذلك للظروف والحالات التي يقدرها للصرف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.