أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2021
2462
التاريخ: 21-7-2016
2048
التاريخ: 21-7-2016
1331
التاريخ: 21-7-2016
1451
|
التوبة عودة إلى الحالة الفطريّة، وإزالة الكدورات التي تعكّر صفو القلب، ولذا كان تأثيرها وفاعليّتها عندما يستيقظ الإنسان ونور الفطرة لم ينطفئ، وقبل أن يستوعب الظلام القلب كلّه.
والتوفيق إلى التوبة النصوح الكاملة بشرائطها ليس صعباً، ومع ذلك، فإنّ ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كلّ من طلب التوبة وجدها. فعلى من وُفِّق للتوبة ونال درجتها، أن يكون أحرص على التمسّك بها، والوقوف عند الحدود والطاعات التي يتّقي بها الزلّة والسقوط، فقد لا يوفّق لها ثانيةً، إذا ما عاود الذنب.
لكن مع ذلك فإنّ رحمة الله بعباده، وكرمه الواسع يأبيان أن يغلقا أمام العبد العاصي باب التوبة مجدّداً، إذا ما طرقه، فإنْ تاب ورجع قَبِلَ الله توبته، فلا ييأسنّ العاصي ولا يقطع رجاءه.
فإنّ الله تعالى إنّما فتح لعباده العاصين هذا الباب، ليسهّل لهم الرجوع إلى ساحة العبوديّة له، وليخزي عدوّه الشيطان الرجيم.
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "لمّا هبط إبليس، قال: وعزّتك وجلالك وعظمتك، لا أفارق ابن آدم حتّى تفارق روحُه جسدَه، فقال الله سبحانه: وعزّتي وجلالي وعظمتي، لا أحجب التوبة عن عبدي حتّى يُغرغر بها"[1].
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قيل له: فإنْ عاد وتاب مراراً؟ قال: "يغفر الله له"، قيل: إلى متى؟ قال: "حتّى يكون الشيطان هو المحسور"[2].
إنّها حرب مستعرة بين الإنسان والشيطان فيها كرّ وفرّ، وحيثما انتصر الإنسان على الشيطان وجد نفسه في ظلّ رحمة الله، وعلى باب عفوه.
وقد يُتوهّم أنّ فتح باب التوبة بهذا الشكل يغري بالذنوب، وذلك لأنّ أكثر الناس إنّما يمنعهم عن ارتكاب الذنوب خوف العقاب، فإذا أمن العبد ذلك لم يبقَ ما يحول بين العبد وبين إرضاء هواه وإشباع نزواته بالمعاصي والذنوب، وقس ذلك على القوانين الوضعيّة، فإنّ عامّة الناس إذا أمنوا العقوبة، ووعدوا بالعفو بمجرّد الندم والتوبة، فسوف يشيع فيهم التساهل بالأنظمة والقوانين، والتمادي في المخالفة.
والحقيقة إنّ هذا التوهّم ينشأ من قلّة التدبّر في حقيقة التوبة، فكيف يأمن العاصي أن تدركه العقوبة، وهو مستغرِق في المعصية! وليست التوبة أماناً من ذلك، وإنّما هي إقالة العاثر والعفو عنه إذا ندم وعاد إلى دائرة الطاعة قبل أن يؤخذ، وأصلح ما أفسد من عمله. وليست التوبة مجرّد قول يظهره التائب بعد الوقوع في قبضة السلطة - كما في الأنظمة الوضعيّة -، وإنّما هي حالة قلبيّة قبل كلّ شيء، يطّلع عليها من لا تخفى عليه خافية، فإذا كان عنده ندم حقيقيّ ورجوع واقعيّ إلى دائرة الطاعة ورَبق العبوديّة، فسوف يقيّده ذلك من التمادي في الذنب ومقارفة المعصية.
وكيف يطمئنّ العاصي المتمادي في المعصية إلى التوبة، آملاً الرجوع والتوبة فيما بعد! ومن الذي يضمن له البقاء إلى غدٍ ليتوب فيه! وإذا ضعف الآن أمام مغريات الهوى وتسويلات النفس الأمّارة بالسوء، فما الذي يضمن له عدم السقوط أمامها غداً! وإذا لم يوفّق للتوبة اليوم، فكيف يطمئنّ إلى أنّه سيوفّق غداً، وقد يزداد قلبه ظلمة بسبب الذنوب الجديدة فالأمر بالعكس تماماً، إنّ التوبة تجذب العاصي إذا استيقظ من غفلته، وتفتح له باب العودة إلى سواء السبيل، وإصلاح حاله، وتدارك ما فسد منها، ولا تتركه طعمة اليأس والقنوط الذي يدفعه عادة إلى التمادي والإيغال في المعاصي.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|