المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

بين الامام الجواد (عليه السلام) والمأمون
27-8-2017
القومية
16-12-2021
Reduction of Aldehydes and Ketones : Mechanism
7-9-2019
Chemistry of Calcium
22-11-2018
Abu Kamil Shuja ibn Aslam ibn Muhammad ibn Shuja
16-10-2015
العوامل المؤثرة في النسيج الحضري - التلوث البيئي والبصري
1-10-2020


الشباب ومشكلة القلق  
  
678   03:15 مساءً   التاريخ: 2024-07-26
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 157 ــ 159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 3571
التاريخ: 1/9/2022 1740
التاريخ: 2024-01-04 1293
التاريخ: 18-9-2019 2060

يعتبر القلق مرضاً من أخطر أمراض البشرية المعاصرة التي تهدد الإنسان وصحته النفسية والجسدية، وتدفع به إلى أنماط السلوك المنحرف.

والقلق كما عرف هو: (إنفعال مركب من الخوف، وتوقع الشر والخطر والعقاب) وهو من أخطر مشكلات الشباب، لاسيما في مرحلة المراهقة. خصوصاً لدى الشباب الذين نشؤوا في أجواء ثقافية تفتقد الإيمان بالله تعالى وقيم الأخلاق. وتصور الإحصائيات التي تسجلها البحوث والدراسات والمصحات النفسية هذه الظاهرة بشكل مفزع في جيل الشباب.

فالقلق كثيراً ما يتحول إلى ممارسات خطرة، وجرائم مأساوية أمثال الإنتحار واللجوء إلى المخدرات، والشعور باللامعنى للحياة، والإصابة بسرعة الإنفعال والأرق والأمراض العصبية والجسدية الخطيرة، واللجوء إلى التدخين، والتعبير المنحرف والشاذ. ومرحلة القلق الفكري هي واحدة من مظاهر القلق الخطرة في هذه المرحلة. وكذلك عدم الإستقرار العقيدي والانتماء الإجتماعي والسياسي. لذا كان من السهل إجتذاب الشباب نحو الآراء والنظريات التي تقدم كبدائل للمجتمع. ولعل أهم أسباب القلق لدى الشباب هو: الفراغ الفكري الذي يدفعهم إلى اعتناق الأفكار التي يتصورون صحتها، أو تراهم يركضون وراء بعض الوجوه اللامعة والعناوين البراقة ظناً منهم أنها مفاتيح الجنة.

ومن أسباب القلق أيضاً: الإحساس بالخوف على المستقبل، والاضطهاد السلطوي، والبطالة، وتردي الأوضاع المعاشية، وغياب الأمل في تحقيق الأهداف المنشودة، والخوف من الفشل الدراسي، وتلاشي الطموح المدرسي، والخوف من الإصابة بالأمراض، لاسيما الأمراض الوبائية كمرض الإيدز، أو مشاكل اخرى، أو الخوف على مستقبل الحياة الزوجية.

وتفيد الدراسات والإحصاءات العلمية أن ظاهرة القلق تزداد إتساعاً في صفوف الشباب في البلدان والمناطق التي يضعف فيها الإيمان بالله سبحانه وتعالى، أو لا يكون للدين الحق تأثير في سلوك الإنسان فيها كأمريكا وبعض الدول الأوربية والآسيوية.

إن عقيدة الإيمان بالله وتفويض الأمر إليه، والرضا بقضائه وقدره، وحكمته وعدله، وحبه لخلقه، ورحمته بهم كل ذلك أساس وقاعدة لحل مشكلة القلق واستئصال معظم مناشئه ودواعيه. قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51]، وهذه الآية الكريمة واحدة من معالجات القرآن لمشكلة القلق. وذلك بتوفير الأمن النفسي الناشئ عن الإيمان بالقضاء والقدر الإلهي العادل.

وقال أيضاً: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وهناك وثيقة الحقوق المعاشية للنوع البشري التي خوطب بها آدم (عليه السلام) بتعبير القرآن الكريم: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 118، 119].

وقال - عز وجل - أيضاً: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3، 4].

إن هذه الوثيقة هي من أهم الضمانات الموفرة للأمن النفسي للإنسان وإبعاد شبح القلق والخوف من أزمات الحياة المادية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.