أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
2470
التاريخ: 26-8-2018
7686
التاريخ: 8-3-2021
2293
التاريخ: 2024-08-14
550
|
لا تَصلُح اللغة والدين والجماعات السياسية والصفات التشريحية، كشكل الجماجم ولون الجلود والسَّحَنَات (1)، لتقسيم العروق وإظهار الفروق الدقيقة بين الأمم المتقاربة، كالأمم الأوربية مثلًا، وإن صلحت الأوصاف التشريحية لتقسيم الأجناس البشرية الظاهرة الاختلاف البادية التباين. بيد أنه توجد صفات نفسية، وإن شئت فقل سجايا خُلُقِية، ثابتة ثبات الصفات التشريحية، وأنه سيأتي يوم تكون فيه هذه الصفات النفسية، التي أغفلها علم أوصاف الإنسان الحديث، أساسًا لتقسيم العروق، فلا يقول فيه أشدُّ الناس تمسكًا بالأوصاف التشريحية: إنه ينال، باطلاعه على صفات العرقين المتقابلين التشريحية، معارف أكثر من التي ينالها باطلاعه على صفاتهما النفسية. وتأتي الصفات النفسية المتشابهة بنتائج متشابهةٍ دائمًا كما تأتي الصفات التشريحية، ومن يُنعم النظر في تطور إحدى الأمم يَعجب مما يلاحظه من تجلِّي سجاياها الخُلُقية على نمطٍ واحد في غضون الأجيال، وتنشأ عن الصفات النفسية نُظُمُ الأمة وشأنُها في العالم على الخصوص، وتستتر تحت الأخلاق، أي تحت المقوِّمات التي تُولد مع الإنسان وتُقَرِّر طِرازَ شعوره وفعله، عوامل السَّير اللاشعورية. وتختلف الأخلاق باختلاف العروق، ونفسر بهذا الاختلاف السببَ في أن النُّظم المتشابهة تأتي بنتائج مختلفةٍ عند إدخالها إلى أمم مختلفة، ونفسر به، مثلًا، علة الفوضى السائدة لجمهوريات أمريكة الإسپانية البائسة وما تتمتع به جمهورية الولايات المتحدة من السعادة والرخاء مع تماثل نُظُم هذه البلاد وتلك. وفي الماضي تنضَج عوامل السَّيْر، ومنه تتسرب فينا، وفي الماضي الطويل تتكون المروءة والنشاط والشجاعة والمبادرة وردع النفس وكبح العواطف، وغيرُ ذلك من الأخلاق والمشاعر التي يرثها أبناءُ الجيل الحاضر؛ لينقلوها إلى جيل المستقبل، والتي لا يستطيع أيُّ نظام أن يمنحها.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
راية الإمامين الكاظمين ترفرف حزناً في سماء البصرة الفيحاء
|
|
|