وصلت إلينا بعض قوائم بأسماء بنات «رعمسيس الثاني» يظهر أنها رُتبت على حسب سنهنَّ، هذا إلى بعض الأسماء الأخرى التي نقشت على جدران المعابد، وقد رسم معظمها مع الفرعون نفسه على تماثيله التي أقيمت في المعابد، أو على اللوحات التي أقامها في مختلف جهات القطر، وسنحاول هنا أن نذكر أهمهن على حسب ما وصلت إليه معلوماتنا.

(1)  الأميرة «بنت عنتا»: وتعد كبرى بنات الملك «رعمسيس الثاني»، وأمها الملكة «إست نفرت»، وقد ظهرت معها في منظر على صخور السلسلة (1)، وكذلك في نقش في أسوان، كما أنها كُتبت على رأس قائمة الأقصر. أما أهم الآثار التي وجدناها مصورة عليها فهي:

عثر لها على تابوت من الجرانيت الوردي في هيئة جسم محنط، وهذا التابوت كان في الأصل لرجل، غير أنه على ما يظهر اغتصبه «رعمسيس» لابنته «بنت عنتا» (2). وكانت «بنت عنتا» أول ابنة من بناته تزوج بها على الطريقة الفارسية القديمة، وسُميت الزوجة الملكية والابنة الملكية، وقد ظهر اسمها — كما قلنا — في قائمة الأقصر بين أسماء بنات «رعمسيس»، وفي «بو سمبل» (3)، وعلى بردية أيضًا (4). هذا وقد ظهر اسمها مع زوجها، أو مع أسرتها في أماكن عدة (5).  وقبر هذه الأميرة والملكة يوجد في وادي مقابر الملكات «بطيبة الغربية» (6)،والمناظر التي في قاعة هذه المقبرة نشاهد على جدرانها الملكة أمام الإله بتاح «سكر»، والإلهة «حتحور»، كما نشاهدها تقدم للإله «شو» بوساطة الإلهة «حتحور»، وكذلك تقدم للإله «أوزير» والإلهة «حتحور»، كما ترى في منظر آخر تقدم القربان للإله «بتاح»، وكذلك للإله «خبري» رب الوجود الذي يمثل الشمس في صورة جُعل، وفي كل هذه المناظر كُتب معها ألقابها، وفي الحجرة الأولى من هذا القبر نشاهد الملكة جالسة وأمامها الخبز وفي القاعة الداخلية نشاهدها تتعبد للإله «نو» — الذي يمثل الماء الأزلي — كما ترى مع أميرة تتعبد للإله «أوزير» في حين أن الأميرة كانت تتعبد للإلهة «نفتيس»، وفي منظر آخر كانت تتعبد لكليهما.

شكل 1: صورة الأميرة «بنت عنتا» ابنة «رعمسيس الثاني» وزوجه.

على أن ما يلفت النظر في قبر هذه الأميرة والملكة العظيمة ما نشاهده من اغتصاب «رعمسيس» تابوت رجل عادي لزوجة ملكية كريمة عزيزة عليه، هذا على الرغم من أنها كبرى بناته؛ ولذلك يخيل لي أن هذا الاغتصاب من جانب الملوك كان شيئًا عاديًّا، بل ربما كان شيئًا محببًا، ولعل السبب الذي دعا «رعمسيس» إلى ذلك هو أن موارد ثروته في أواخر حكمه قد قلت، وهذا شيء ملحوظ في مبانيه التي كانت كثيرة في بادئ حكمه، ثم أخذت تتضاءل في آخر أيامه كما سنتحدث عن ذلك بعد. ومما يلحظ في قوائم أسماء بنات «رعمسيس الثاني» أنهن لم يكن يلقَّبن بنات ملك فحسب، بل كانت كل واحدة منهن لها وظيفة تقوم بها في المعابد المصرية، ولم تستثنَ واحدة منهن على حسب ما جاء في قائمة الأقصر، وعلى رأس هذه القائمة كانت الأميرة «بنت عنتا» تحمل لقب كبيرة نساء الإله «آمون»، وهذا أسمى لقب كهانة كانت تحمله امرأة في المعبد على ما يظهر.

(2)  الأميرة الثانية: اسم هذه الأميرة على حسب قائمة «بو سمبل» وجد مهشمًا (7).

(3) الأميرة «باكموت»: ذكر اسمها في قائمة «الدر» (8).

(4) الأميرة «مريت آمون»: وتعد في قائمة «الأقصر» رابعة بنات «رعمسيس الثاني» (9)، وقد بنى بها والدها، فكانت تلقب الزوجة الملكية العظمى، وسيدة الأرضين. وقبر هذه الملكة في «وادي الملكات»، وقد نقش عليه كل ألقابها بوصفها زوج الفرعون العظمى، ونشاهدها في قاعة هذا القبر تتعبد للإله «أوزير» (10)،والإلهة «حتحور»، كما ترى مقدمة القربان للإله «بتاح سكر أوزير»، وكذلك للإلهين «خنوم»، و«حتحور»، وتابوتها محفوظ الآن «بمتحف تورين»، وقد نقش عليه اسمها وألقابها (11). وقد ظهرت في منظر على جدران معبد «بو سمبل»، وعلى أحد التماثيل كما صورت على تمثال في «تانيس»، ووجد لها جعارين باسمها (12).

شكل 2: الأميرة «مريت آمون» بنت «رعمسيس» وزوجه.

(5) الأميرة «بيكاي»: وقد وجد اسمها مع أخرى مهشمة في قائمة «الأقصر» (13).

(6) الأميرة «نفرتاري»: ذكر اسمها في قائمة «بو سمبل» (14).

(7) الأميرة «نبت تاوي»: ظهرت مع الفرعون على أحد تماثيله الضخمة في معبد «بو سمبل»، كما ذكرنا من قبل كما جاء اسمها في قائمة معبد «الدر» (15).  وقد كانت تُدعى الزوجة الملكية العظمى، لذلك يحتمل أنها تزوجت من والدها «رعمسيس الثاني»، كما يظن كذلك أنها تزوجت بعد ذلك أو قبل ذلك من أحد أفراد الشعب؛ لأن ابنتها «استماخ» لم تدعَ ابنة ملك (16).

ولا بد أنها كانت قد تجاوزت الأربعين من عمرها عند موت «رعمسيس الثاني»، ولا يظن أنها قد تزوجت وقتئذ، ويقول الأستاذ «بتري»: إنها إما أن تكون قد تزوجت من أحد الرعايا بعد موت الملك، أو أن الخرزة المنسوبة إلى «استماخ» تشير إلى الأميرة «نبتا» بنت «أمنحتب الثالث» (راجع Petrie History III, p. 89). وقبر هذه الأميرة في «وادي الملكات» (17)، ونشاهدها على جدران قاعة هذا القبر، وهي تقدم القربان لصورة «ماعت»، كما نشاهدها في القاعة الداخلية، وهي تتعبد للإله «جب»، وكذلك للإله «حور اختي».

(8) الأميرة «إست نفرت»: هذه الأميرة تزوجت من أخيها «مرنبتاح» الذي أصبح فيما بعد ملكًا على مصر بعد والده «رعمسيس الثاني»، وقد وجد اسمها في قوائم «الدر»، و«بو سمبل»، و«الأقصر» (18).

(9) الأميرة «حنت تاوي»: وجدت صورتها على تمثال «رعمسيس الثاني» في معبد «بو سمبل» (19)، كما جاء ذكرها في قائمة «الدر» (20)، وكتب اسمها على خرزة من الكرنلين (أو حجر الدم) وجدت في معبد «السرابيوم» (21).

(10، 11) الأميرتان «ورنرو» و«ونزموت»: ذُكرتا في قائمتي «الدر»، و«بو سمبل «(22).  وذكر «بتري» أسماء أخرى كثيرة من بنات هذا الفرعون (23).  والواقع أنه لا يمكن حصر أسماء أولاد «رعمسيس الثاني» الذكور أو الإناث على وجه التأكيد؛ لأن هذه القوائم التي وصلت إلينا كُتبت في تواريخ مختلفة من حياته، وليس لدينا قائمة كاملة من أواخر حكمه يمكننا أن نعرف منها حقيقة عدد أفراد أسرته.

....................................................

1- راجع:  L. D. III, p. 174 e.

2- راجع: Ibid p. 175 h.

3- راجع:  L. D. III, p. 186.

4- راجع: Lepsuis Konigsbuch, XXII.

5- راجع: Petrie Hist. III, p. 37.

6- راجع: Porter & Moss I, p. 48; Gauthier L. R. III, pp. 102-3.

7- راجع:  L. D. III, p. 168.

8- راجع:  L. D. III, p. 184.

9- راجع:  Rec. Trav. XVI, p. 32.

10- راجع:  L. D. III, p. 174.

11- راجع:  Porter & Moss I, p. 47 No. 68.

12-راجع: Lepsius Konigsbuch, XXII.

13- راجع:  Rec. Trav. XVI, p. 32.

14- راجع:  L. D. III, p. 186.

15- راجع:  L. D. III, p. 184.

16- راجع:  Rec. Trav. XI, p. 81.

17- راجع: Gauth. L. R. III, p. 106; Porter & Moss I, p. 45.

18- راجع:  Champ. Monuments 114, 121.

19-راجع:  Baedeker’s Egypt p. 377.

20- راجع:  L. D. III, p. 184.

21- راجع: Pierret. Louvre Catalogue Sall. Historique 547.

22- راجع:  L. D., III, 184–6.

23- راجع: Petrie History III, p. 38 نذكر منهن على حسب الترتيب: (13) «حتحور بنتأتت»، (14) «رنبت نفر» (15) «مرينسخت» (16) … (راجع Rec. Trav. XVI, 32) (17) «موت تويا» (وقد وجد لها قطع من تمثال في معبد أوزير بالعرابة (راجع Arundale & Boromi Gallery XXXIX)  (18) » مري بتاح» (19) «بارع رنبت نفر» (راجع Rec. Trav. XVI, p. 32). وغير ذلك من الأسماء التي جاءت من غير ترتيب.