أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-02
577
التاريخ: 2024-11-17
245
التاريخ: 12-10-2014
2187
التاريخ: 2024-11-18
247
|
قال تعالى : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة : 111] .
ان كل دعوى تحتاج إلى دليل ، وان الدليل يحتاج إلى دليل ، حتى ينتهي إلى أصل عام واضح بذاته ، لا يختلف فيه اثنان ، ونتكلم في هذه الفقرة عن نوع الدليل :
وهو يختلف باختلاف طبيعة الشيء المتنازع عليه ، فإذا أردنا - مثلا - أن نعرف المواد التي يحتوي عليها جرم من الأجرام الطبيعية اعتمدنا التجربة والمختبر ، وإذا أردنا أن نثبت وجود مدبر حكيم وراء الكون رجعنا إلى العقل ، أو معرفة حكم من أحكام الشريعة الاسلامية استندنا إلى الكتاب والسنة ، أو معرفة اللغة ومداليل الألفاظ تحتم الرجوع إلى العرف واصطلاح العرب الأوائل ، وإذا كان هناك مسألة قانونية رجعنا إلى القانون ، أو تاريخية رجعنا إلى علماء الآثار والرواة الثقات . . وهكذا تختلف نوعية الدليل باختلاف طبيعة الحادثة التي يراد إثباتها ، وليس لأحد كائنا من كان أن يقترح من عندياته نوع الدليل ، أو يطلب المزيد من الإثبات بعد أن استكمل الاستدلال جميع العناصر الموجبة لليقين والإقناع .
وعلى هذا ، فإذا قام الدليل الكافي الوافي الذي استدعته طبيعة المدلول ، ثم اقترح مقترح دليلا سواه ، أو المزيد من الاستدلال فهو مكابر لجوج يضرب بطلبه واقتراحه عرض الحائط . . وقد تحدى محمد ( صلى الله عليه واله ) بالقرآن المشككين والمعاندين وثبت عجزهم وخذلانهم ، وتمت الحجة عليهم ، فإذا طلبوا الزوائد بعد العجز الفاضح كان طلبهم هذا من باب العناد واللجاج ، إذ لو كان غرضهم الحق بما هو حق لاقتنعوا به ، وأذعنوا له بعد أن ظهر بأكمل صوره وأجلاها .
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة : 119] . هذا تحديد لوظيفة النبي ومهمته ، وانه معلم ، لا مسيطر ، ومبين للحق ، لا مكره عليه ، فالآية تجري مجرى قوله تعالى : {وقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ ومَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف 29 ] . وفي الآية تسلية للنبي ( صلى الله عليه واله ) لئلا يضيق صدره بكفر من كفر ، وعناد من عاند .
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة : 120] .
قال صاحب مجمع البيان : « سأل اليهود والنصارى محمدا ( صلى الله عليه واله ) ان يهادنهم ، وأظهروا له انه إذا هادنهم وأمهلهم اتبعوه وآمنوا به فآيسه اللَّه منهم ومن موافقتهم . وهذا يدل على انه لا يصح إرضاء اليهود والنصارى بحال من الأحوال ، لأنه تعالى علق رضاهم بأن يصير يهوديا أو نصرانيا ، وإذا استحال ذلك استحال إرضاؤهم » .
والحقيقة ان أكثر أهل الأديان والأحزاب على هذه النزعة ، ولا خصوصية لليهود والنصارى في ذلك ، بل ان بعض الناس لا يرضى عنك الا إذا جعلت من نفسك عبدا له ، وقد استنكر القرآن الكريم هذه النزعة البغيضة ، ودعا إلى التعايش الديني مع جميع أهل الأديان ، وقدس جميع الرسل والأنبياء ، وذكرهم بكل خير ، وأوجب على أتباعه الاعتراف بهم والايمان بنبوتهم ، وهذا من أقوى البواعث للتآخي بين أهل الملل والنحل ، وتعاون بعضهم مع بعض .
وعلى أية حال ، فان اللَّه خص اليهود والنصارى بالذكر ، كي ييأس النبي ويقنط من متابعتهم له ، كما قال صاحب المجمع .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|