تعريف الرياح ونظام هبوبها :

المقصود بالرياح هو الحركة الطبيعية للهواء سواء أكانت بطيئة أو سريعة ، والعامل الرئيسي لهبوب الرياح هو اختلاف الضغط الجوى من مكان إلى آخر . وتهب الرياح دائما من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض القريبة منها ، وتتبع عند هبوبها نظاما ثابتا حيث تنحرف دائما إلى اليمين من هدفها فى نصف الكرة الشمالى وإلى اليسار منه في نصفها الجنوبى على حسب قانون فيريل  Ferrel ويحدث هذا الانحراف بسبب و التأثير الكوريولى (أو القوة الكوريولية) Coriolis effect or force ، وهو التأثير الناتج من دوران الأرض حول نفسها من الغرب إلى الشرق، وتناقص سرعة دوران محيطها كلما اتجهنا من الدائرة الاستوائية نحو القطبين . فعلى الدائرة الاستوائية تبلغ سرعة الدوران 1700 کم/ ساعة ، ثم تتناقص ناحية القطبين لتصل إلى نصفها تقريبا عند دائرة عرض 060 ثم إلى الصفر عند القطب نفسه، وبمقتضى هذا الانحراف فإن الرياح العامة في نصف الكرة الشمالي تنحرف نحو الغرب إذا كانت متجهة نحو خط الاستواء ونحو الشرق إذا كانت متجهة نحو القطب الشمالي ، بينما يحدث العكس في نصف الكرة الجنوبى، ويحدث انحراف الرياح بصورة أوسع عند هبوبها حول المرتبات الحوية والمنخفضات الجوية حيث تميل الرياح فى نصف الكرة الشمالي للهبوب في اتجاه متفق مع اتجاه دوران عقرب الساعة حول المرتفع الجوى ومضاد له حول المنخفض الجوى ، ويحدث العكس في نصف الكرة الجنوبى ونصدق نفس القاعدة عند هبوب الرياح حوب مراكز الاعاصير والدوامات الهوائية والدائرة الاستوائية هى الدائرية العرضية الوحيدة التي لا تنحرف الرياح عند عبورها لها سواء عند هبوبها من الشمال أو من الجنوب ، وذلك لأن التأثير الكوريولى ينعدم على هذه الدائرة ثم يتزايد كلما ابتعدنا عنها نحو الشمال ونحو الجنوب حتى يصل إلى أقصاه عند القطبين . ويرجع ذلك إلى أن اتجاه التأثير الكوريولى يكون على الدائرة الاستوائية متعامدا على الاتجاه الأفقى للرياح ومتناسبا تناسبا مباشرا مع سرعتها ، ولهذا فإن اتجاه الرياح يكون موازيا المحور الأرض ، ولكن انحرافها يتزايد كلما اتجهنا نحو القطبين بسبب تزايد تأثير القوه الكوريولية حتى أن اتجاهها يكون عند القطب عموديا على محور الأرض حيث يكون التأثير الكوريولى قد وصل إلى أقصاه ويكون انحراف الرياح قد وصل إلى أقصاه كذلك. والواقع أن تأثير القوة الكوريولية لا يقع على الرياح وحدها بل يقع على حركة أي جسم متحرك على سطح الأرض تحركا تلقائيا مثل التيارات البحرية ومياه الأنهار ، فعلى الدائرة الاستوائية يكنون اتجاه حر ركة الجسم موازيا المحور الأرض، أما عند القطب فيكون عموديا عليه . وفيما بين هاتين النهايتين يكون اتجاه الحركة متوسطا بين هذين الاتجاهين بدرجة تتناسب مع الدرجة العرضية حيث يكون الاتجاه هو محصلة حركتين إحداهما موازية المحور الأرض والثانية عمودية عليه ، وتتزايد الأولى كلما اتجهنا نحو الدائرة الاستوائية بينما تتزايد الثانية نحو القطبين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا التعبير منسوب إلى اسم الباحث الفرنسي الذى اكتشف هذا التأثير وهو G.   Corialis   سنة1944.