خصائص البحث الإعلامي

هناك خصائص ومعايير معينة للبحث الإعلامي لا بدّ من توافرها، إذ يجب على الباحث أن يُراعي في بحثه الأساليب العلمية التي تعتمد على قواعد علمية مطلوبة بشكل كبير في البحث، ومن أهم هذه الخصائص:

1. التنظيم والهدف: أن يتناول البحث الإعلامي تحقيق غاية أو هدف من وراء إجرائه ويتطلب من الباحث الالتزام بتبني الأسلوب العلمي في انجاز البحث بعملية منظمة وهادفة توضع على شكل مشكلة بحثية يتعامل معها الباحث منهجياً على أساس خاصية التنظيم والهدف.
2. الأصالة: يتميز البحث الإعلامي بأن الباحث يسعى فيه إلى الوصول إلى أفكار علمية جديدة ذات أهمية علمية من خلال الموضوع الذي يقوم بدراسته، على أن يكون مستقلاً في تفكيره، ومعايشاً للواقع. وتبرز الجدة والأصالة في البحث الإعلامي عند اختيار الموضوع وتحديد المشكلة والأسلوب الذي يستخدمه الباحث لمعالجة الموضوع. كما أن الأصالة يمكن أن تظهر من خلال الأمثلة المحلية التي يستخدمها الباحث، وكذلك النتائج والتوصيات والحلول النابعة من البيئة التي يتوصل إليها الباحث ويقترحها لعلاج المشكلة.
3. المهارة: يقصد بالمهارة هي القدرة على القيام بأداء العمل بسرعة واتقان، فضلاً عن مهارات التفكير العلمي في القابلية على تحديد المشكلة العلمية والبحث عن ايجاد العلاقات بين الظواهر، فضلاً عن الملاحظة العلمية الدقيقة وخاصية الإبداع في لبحث الإعلامي التي يمتلكها الباحث ويسخرها لخدمة موضوع البحث، وليتوصل إلى أفكار ابتكارية متميزة.

1. الأمانة العلمية: ويقصد بالأمانة العلمية توخى الباحث لضرورات الدقة في عملية الوصف والامانة في تسجيل الملاحظات العلمية وان يرجع المعرفة العلمية إلى مكتشفيها وواضعيها فليس للباحث الحق في تحريف أي معلومة أو تغييرها أو لنفسه بسرقة جهد الآخرين ونسبته إلى نفسه والأمانة العلمية من الفضائل الإنسانية النبيلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان بشكل عام ولاسيما الباحث، ومن متطلبات الأمانة العلمية المحافظة على حقوق الغير، بالإشارة إلى المصادر التي استقى منها الباحث معلوماته، وذكر كل البيانات عن المراجع المستخدمة.
2. الموضوعية: لكي يكون التفكير في البحث الإعلامي تفكيراً علمياً، يجب أن ينظر الباحث لمادة البحث نظرة موضوعية، أي نظره بعيدة عن الذاتية والاهواء الشخصية، وهي تلك النظرة التي يتساوى فيها الناظرون للشيء تحت الدراسة، مهما اختلفت زوايا الرؤية. ويجب على الباحث إلا يتحيز إلى رأيه الشخصي أو أفكاره الخاصة، وإنما يجب عليه الاعتماد على الفكرة المدعمة بالأدلة والبراهين. ومن الموضوعية إلا يسمح الباحث لعاطفته بالسيطرة على أفكاره أو على تفسيراته وتبريراته في أي جانب من جوانب الموضوع، وإنما يجب أن يكون همه هو تحري الحقيقة والبحث عنها، فكلما ابتعد الباحث عن الأحكام الذاتية وتحرر من التحيز زادت درجة موضوعيته، وذلك لكون الحقائق العلمية مستقلة عن رغبات الباحث الذاتية، ولهذا يجب على الباحث أن يعرف المؤثرات على موضوعية البحث العلمي ليتجنبها.
3.  الدقة: بما أن البحث الإعلامي عمل دقيق، فإنه يتطلب الحرص التام من الباحث، والتأكد من أن المعلومات التي يعتمد عليها في دراسته معلومات دقيقة، وان يسعى في البحث إلى التحقق من دقة تلك المعلومات. هذا بالإضافة إلى أن من أهداف البحث الإعلامي زيادة درجة تأكيد بعض البيانات والاستنتاجات القديمة. ولهذا فإن الباحث يعمد في بعض الأحيان إلى التكرار وإعادة الدراسة أو استعمال أداة بحث أخرى كاستعمال تحليل مضمون المادة الإعلامية في وسيلة ما، وبنفس الوقت استعمال أداة بحث أخرى مثل استمارة الاستبيان لاستطلاع رأي الجمهور حول نفس الموضوع للتأكد من الدقة، خاصة أن التوصل إلى بعض الحلول لبعض المشاكل قد يكون بداية لظهور مشكلات جديدة مما يدعو إلى ضرورة إجراء بعض الأبحاث الأخرى لتأكيد صحة تلك النتائج أو لصياغة مشكلات بحثية أخرى والتوصل إلى ما ينافيها.
4. الاعتماد على الدليل بدلاً من مصدر الثقة: أن إضافة معرفة جديدة إلى المعرفة الإنسانية ليس بالأمر السهل والبحث العلمي يجب أن يعتمد على الدليل في مقابل رفض الاعتماد على مصدر الثقة مهما كان موثوقاً، وذلك لأن النتائج لا تكون صحيحة إلا إذا دعمت بالدليل القاطع.