المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التباين في التركز السكاني
2025-01-16
Lymphocytes with Limited Diversity
2025-01-16
التوسع الزراعي في ايطاليا
2025-01-16
الثروة السمكية للنرويج
2025-01-16
طرق تحضير الحموض الكربوكسيلية
2025-01-16
الجغرافيا البشرية للدنمارك
2025-01-16



قواعد النجاح في الحياة / التفكير السليم، او التفكير الايجابي  
  
30   07:32 صباحاً   التاريخ: 2025-01-16
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 21 ــ 25
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-24 1514
التاريخ: 1796
التاريخ: 25-7-2016 2176
التاريخ: 15-6-2022 1645

القاعدة تسهل لنا حفظ ما نريد، ونصل بها لأهدافنا بانسيابية فتحفظ لنا الطريق الذي نسلكه، وكلما استندنا على القواعد في مختلف شؤون حياتنا استطعنا ان نكون على درجة عالية من الالتزام والنجاح والرقي، تنفعنا القاعدة في الاستناد والثبات، فتكون مرجعاً ومستنداً نتكئ عليه، وكلما كانت القواعد صحيحة ورصينة كان البناء الذي يبنى عليها أكثر تماسكاً، اما اذا كانت قاعدتك بالوناً مملوءاً بالهواء فانه لا يحمل اي ثقل وسرعان ما ينفجر، فالحياة التي نعيشها تتطلب منا ان نجد القواعد التي إذا سرنا وفقها نجحنا في كل ما نريد، هذا اذا كان احدنا يفكر في النجاح، والا لم تنفعه اي قاعدة، حتى تلك القواعد التي تكون امام ناظره، فغاية وجودنا النجاح وليس الفشل، وهذا سجل الحكماء والعظماء لا يوجد فيه الفشل؛ لأن همهم كان النجاح.

وقد يسأل أحدنا: هل هنالك قواعد للنجاح تشترك في مجالات مختلفة في الحياة؟ ونستطيع ان نقول له: نعم، خذ التفكير السليم او التفكير الايجابي، فهو أحد أهم القواعد التي تكون منطلقاً إلى النجاح، وخذ الحذر واليقظة والانتباه، وغيرها الكثير، اطلب منك ان تقرأ هذه القاعدة بدقة.

ـ التفكير السليم، او التفكير الايجابي

ويعني ان تعرف الخطوات الاساسية والصحيحة في كل عمل أو مهنة، تفكر قبل ان تعمل وقبل ان تكتب وقبل ان تتعاقد وقبل ان تدرس، ويلازمك التفكير دائماً، ولا تدعه ينفك عنك ابداً، فان حياة العقل هو التفكر، والتفكير الايجابي يقدم الانسان بصورة سريعة نحو الهدف والغاية التي يرومها، فالباحث لا يمكن له ان يغفل عن اهمية التفكير، وكذلك العلماء بمختلف اختصاصاتهم، يقول أحد العلماء: انني عندما أفتح كتاب التاريخ واقرأ بعض الاحداث أغمض عيني قليلاً واتصور المواقف والكلمات، فهذا ذوبان في العلم وهو يعلم بانه سوف يصل به هذا التفكير الى حقائق لم يصل اليها غيره ممن قرأ التاريخ وسرده ومر عليه مرور الكرام، وبعض الناس يفكر في مهنته او علمه حتى في أغرب الاحوال، فيعيش حالة من التفكير والتأمل وامثال هؤلاء سرعان ما ينجحون ويصلون بأقرب وقت وأقل جهد، ينقل عن أحد العلماء: انه كان يقرأ كمية قليلة ويقضي باقي الوقت في التفكير، منتقلاً بتفكيره حدود القضايا المعروفة، حتى تمكن من ان يجبر الباحثين على طرح اسمه في أكبر المحافل العلمية، وترجمت نفائسه وكتبه الى لغات عدة، هو بنفسه كان يوصي بالتفكير ويحث عليه، لعل ذلك قد يكون تجربة بشرية محضة، كيف والدين يدعو لذلك كثيراً، فخذ القرآن الكريم انموذجاً وتأمل في آياته الحاثة على التفكير والتفكر، وان كانت واسعة المعنى الا ان ما نريده حاصل بالضبط، يقول الله تعالى في محكم كتابه: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم: 8].

فان الميزان الحق قائم على نباهة الانسان، وحضور فكره في اي جزء من الحياة، فكل مفاصل هذه الحياة بحاجة الى تفكير دائم كي نفهم ما يدور فيها، ونتأمل كثيراً، فان مائز الانسان عن الحيوان بالفكر، فهو القضية الكبرى لدينا نحن البشر، فلا علم ولا فهم ولا نجاة دون الفكر، كل الامم التي أصبحت في مصاف الرقي والابداع كان التفكير قائدهم، وان كان بنسب مختلفة من جهة قيمية، وهذه الآية خير انموذج لتناول موضوع التفكر والتفكير قرآنيا، وليست الوحيدة في هذا المضمار فهنالك العشرات من الآيات الأخرى فالتمسك بهذه القاعدة اللطيفة يفتح لنا ابواباً متفرقة من النجاح وتكون مستنداً لكل فكرة أو خطوة تخطوها، ويمكن جمع الكلام بنقاط:

ـ التفكير الاداة الفاعلة للنجاح في اي مشروع واي عمل، فهو الملح الذي يرافق الطباخ، والاوكسجين الذي يحمله الغواص.

ـ تتضح أهمية التفكير في حياتنا إذا فعّلنا هذه الخدمة في العقل اولاً، ومن ثم القضايا الاخرى التي ترافقنا كل يوم.

ـ التفكير ذلك المصنع العملاق، الذي يصنع لك مئات من القضايا والحلول لأي مشكلة تحصل، فكل حاجة تريدها اقصد العقل والفكر، اي مشروع تريد ان تفتتحه عليك بالعقل اولاً وفكر ملياً بالمسألة وانتظر الناتج، لا تتسرع في الحصول على النتيجة، فانا اعلم بانك تقف على مسمار وتريد النتيجة بكل سرعة، وهذا أمر جميل في بعض الاحيان، لكنه ليس ناجحاً دائماً او مرغوباً فيه.

ـ ان تصاعد الاداء نحو الرقي، مرتكزة وعلته هو الفكر الصحيح السليم الذي يعطينا النتائج المبهرة، وسيرة العظماء خير دليل على ذلك.

ـ هل وجدتم مبدعاً في عمله او مجاله لم يستخدم عقله وفكره في الكشف والتنقيب والتثبيت؟ وهل وجدتموه مبدعاً دون اي جهد.

وفكر؟ كلا، أن المبدعين اتعبوا أنفسهم وفكرهم ليلاً ونهاراً، وإذا وضعنا أنفسنا مكانهم لانصدعت رؤوسنا وتركنا أثرهم.

ـ قيمة الانسان بما يقدمه لنفسه وللبشر، سواء أكانت تجارة او عملاً او علماً او خلقاً، والمفكر هو من يختار الافضل والادوم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.