يعد الماء أساساً لكل الكائنات الحية. ويشكل الماء الجزء الأكبر من أجسام وأنسجة معظم الأحياء ويؤدي الماء دوراً مهماً ليس فقط بالنسبة لنشوء الأنواع في الأحقاب الجيولوجية الغابرة وفي استمرار الحياة في الكرة الأرضية في الوقت الحاضر بل كذلك على المستوى الخلوي والمستوى الجزيئي، ويكون الماء حوالي 60-90% من الوزن الطري لمعظم الأحياء بصورة عامة ونادراً ما تنخفض عن هذه النسبة وعلى سبيل المثال فإن نسبة الماء في البذور الجافة للنباتات والأبواغ الكامنة Dormant spores قد تصل إلى حدود 10% من وزنها الطري في حين بعض الحالات قد ترتفع إلى أكثر من 98% كما هو الحال في ثمار بعض النباتات كالخيار والرقي وبعض أنواع قناديل البحر.

تصل نسبة الماء في جسم الانسان بحدود 60-70% وقد تم تقدير كمية الماء التي تفقد من جسم إنسان وزنه حوالي 70 كغم بحدود 2500سم³ يوميا خلال العمليات الإبرازية المختلفة وعملية التنفس. وفي حالة القيام بمجهودات بدنية أو رياضية قد تصل كمية الماء التي يفقدها الإنسان إلى أربعة أضعاف الكمية أعلاه.

عند ملاحظة انتشار المياه في الكرة الأرضية فإن أكثر من 70% تغطيها المياه التي تشكل المحيطات بصورة رئيسة. وثم تبخر الماء من سطوح المحيطات وبقية المسطحات المائية كالبحار والبحيرات والأنهار فضلاً عن التبخر من أجسام الأحياء حيوانية كانت أم نباتية. ويعود هذا الماء المتبخر إلى الأرض مرة أخرى ساقطاً على أجسام الكائنات الحية وعلى التربة وعلى المسطحات المائية المختلفة وقدرت كمية المياه الساقطة على سطح الكرة الأرضية بحدود 4.46 × ²⁰10 غم سنويا منها 0.99 × ²⁰10غم تسقط على اليابسة والمتبقي وهو 3.47 × ²⁰10 غم تسقط على المحيطات . علماً بأن حوالي 2% من مجموع المياه الموجودة في الكرة الأرضية يكون مثبتاً بطريقة أو بأخرى منها ما يشكل كتلا جليدية كالجبال الجليدية في القطب أو يكون مرتبطاً بدقائق التربة Bound water أو جزء من بنية أجسام الكائنات الحية . أما الجزء المتبقي والأكبر فإنه يجري تدويره بصورة مباشرة بين سطح الأرض المغطى بالمياه أو اليابسة وبين الجو . علما بأن الماء ينتقل بين اليابسة والجو والمسطحات المائية سواء كان حرا أو مرتبطا بشكل مؤقت ^.

إن الماء الحر Free water المتواجد في أي مكان هو الذي يحدد طبيعة أنواع الكائنات الحية التي يمكن أن توجد فيه ومدى وفرة أعدادها ، فضلا عن ذلك المياه السطحية Surface water المنتشرة في بقاع المعمورة المختلفة المتمثلة بالبحيرات Lakes والبرك Ponds والأنهار Rivers والجداول Streams كما هناك المياه الجوفية Ground water المتواجدة في خزانات بأعماق مختلفة في باطن الأرض في الطبقات الجوفية النفاذة من الصخور أو الرمل أو الحصى. وتمثل المياه الجوفية في العديد من مناطق العالم المصدر الأهم من مصادر المياه وعلى سبيل المثال فإن حوالي 96% من المياه العذبة في الولايات المتحدة الأمريكية هي مياه جوفية.

تكون المياه الجوفية بالمقارنة مع المياه السطحية ذات جريان بطيء. كما أن المياه السطحية بقدر ما هي متوفرة في عدد من الأقطار العربية مثل العراق ومصر والسودان وسوريا وغيرها . فضلاً عن المياه الجوفية الوفيرة لكن هناك أقطار عربية أخرى تكاد تكون المياه الجوفية المصدر الوحيد للماء اللازم لسد احتياجات السكان كما هي الحال في معظم أقطار الخليج العربي. علماً بأن العديد من دول العالم تستغل المياه الجوفية لاستخدامات مختلفة منها تكون مصدراً لمياه الشرب.

لا بد هنا من الإشارة بأن المياه الجوفية تتعرض إلى عدد من الملوثات كما هو الحال في المياه السطحية ومن الضروري الحفاظ عليها والانتباه بأن هذه المياه رغم وجودها في باطن الأرض لكن يصلها العديد من الملوثات خلال ما ينفذ من سطح التربة من مواد مختلفة كالمبيدات أو بعض العناصر الثقيلة وغيرها من الملوثات.