المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حاول أن تقلل التفكير في الأشخاص الذين أساؤوا إليك والأشياء التي تزعجك  
  
429   07:38 صباحاً   التاريخ: 2025-01-28
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص103ــ104
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2537
التاريخ: 15-6-2022 1808
التاريخ: 31-1-2022 2126
التاريخ: 29-1-2022 2265

هناك أشياء لا تعد ولا تحصى يمكن أن تقضي وقتك وأنت تفكر فيها، لكن الكثير منا يركزون اهتمامهم على تلك الأشياء المزعجة. لا تتجاهل ما يزعجك، ولكن لا تركز عليه وتستثني الأمور التي تستمتع بها.

رالف يمتلك قطعة أرض في الزاوية من مجمع مكتظ في شيكاغو. ويشعر أن جيرانه الملاصقين له أصدقاء له. كما أن أحد جيرانه هو طبيب أسرته.

لكن المشكلة هي وجود ممر يؤدّي إلى الساحة الخلفية والمنازل بعضها فوق بعض، والطريق الوحيدة لأي من جيرانه إلى الساحة الخلفية لا بد أن تمر عبر ساحة رالف. لكن رالف يوقف سيارته في الغالب في الساحة، وهكذا فإنه يغلق المرور أمام جيرانه. إنهم يستطيعون المرور مشيا على الأقدام، لكن لا يستطيعون إدخال سياراتهم. فهل هم بحاجة فعلاً لقيادة سياراتهم إلى ساحاتهم؟ ليس دائما. لكن الحقيقة أن عدم تمكنهم من ذلك بسبب وجود سيارة رالف أمر أثار غضب بعضهم.

بحث جيران رالف في قوانين المدينة، ولاحظوا أن هناك قانونًا يعود إلى سنة 1892م، يمنحهم حق المرور في ساحة رالف للوصول إلى ساحاتهم. قال رالف: إن قانون 1892 يمنحهم الحق في المشي من خلال ساحته وليس قيادة السيارة. لم يعد هؤلاء الجيران والأصدقاء جيرانا ولا أصدقاء لرالف، إذ اجتمعوا، وفيهم طبيب أسرته، ورفعوا دعوى ضد رالف يطالبون بحق مرور سياراتهم إلى مواقعهم. وتدهورت العلاقات كلها لأنه لم يكن هناك شخص واحد مستعدا لأن يضحي بشيء غير مهم فعلاً من أجل السلام والصداقة.

إن من يركز باستمرار على الأمور السلبية، التي لا تجلب السعادة، لا يحتمل أن يشعر بالقناعة بنسبة 70% مقارنة بمن لا يركز على هذه السلبيات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.