من المعروف أن الغلاف الجوي للأرض يمتص قدراً كبيراً. الكهرومغناطيسية التي تمر من خلاله ويعتمد مقدار الامتصاص على الطول الموجي للإشعاع كما يعتمد أيضاً على الإرتفاع عن سطح الأرض. ويوضح الشكل (1) هذه العلاقة بين الطول الموجي ومقدار الامتصاص لنصف الشدة لكل كيلومتر من الارتفاع في جو الأرض. ويلاحظ أن هنالك أطوال موجية معينة يكون عندها الامتصاص قليلاً، أي أن الاشعاعات عند هذه الأطوال الموجية تكون ذات نفاذية عالية تسمى هذه الأنطقة الموجية النوافذ الجوية Atmospheric Windows.

ويقوم مصمموا الأجهزة والمجسات الطيفية بمراعات هذه النوافذ الجوية. يلاحظ أن معظم اشعاعات اكس وجاما والأشعة الفوق بنفسجية والتي هي اشاعات مضرة بالحياة على سطح الأرض، يتم امتصاصها في طبقات الجو مما يحول دون وصولها إلى الأرض والحاق الضرر بالحياة التي عليها. ولهذا السبب ذاته يحتاج الفلكيون إلى ارسال المراصد الفلكية التي تتحرى الكشف عن الاشعاعات القصيرة إلى الفضاء. مثال ذلك تلسكوب جاندرا لتحسس أشعة إكس.

الشكل(1) النوافذ الجوية

وهكذا فالإشعاع الذي يقع طول موجته بين 8 و 15 ميكرومتراً لا يحدث له امتصاص شديد. فإذا رغب الفلكيون في رصد الأجرام السماوية عند الأطوال الموجية المحتجزة بفعل الغلاف الجوي الأرضي فما عليهم إلا اللجوء إلى وضع

تلسكوب في الفضاء بحيث يتم التحكم فيه من على سطح الأرض.