أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
![]()
التاريخ: 2023-03-28
![]()
التاريخ: 9-10-2014
![]()
التاريخ: 2023-03-19
![]() |
قال تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: 166]
{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} : تكبروا عن النهي أو عن ترك ما نهو عنه ، وهذا مثل قوله تعالى : {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الذاريات: 44].
{قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}: مطرودين مبعدين من كل خير، كقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40].
في تفسير الإمام (عليه السلام) في سورة البقرة عند قوله : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] ، قال [الامام] علي بن الحسين (عليهما السلام) : كان هؤلاء قوما يسكنون على شاطئ بحر نهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت ، فتوصلوا إلى حيلة ليحلوا بها لأنفسهم ما حرم الله فخدوا أخاديد [1] وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ولا يتهيأ لها الخروج إذ همت بالرجوع فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان لها فدخلت الأخاديد وحصلت في الحياض والغدران فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج لتأمن من صايدها فرامت الرجوع فلم تقدر وبقيت ليلها في مكان يتهيؤ أخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع لمنع المكان لها ، وكانوا يأخذون يوم الأحد ويقولون ما اصطدنا في السبت إنما اصطدنا في الأحد ، وكذب أعداء الله بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراهم ، وتنعموا بالنساء وغيرهم لاتساع أيديهم به .
وكانوا في المدينة نيفا وثمانين ألفا ، فعل هذا منهم سبعون ألفا وأنكر عليهم الباقون كما قص الله : { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} [الأعراف: 163] ، وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم ، ومن عذاب الله خوفوهم ، ومن انتقامه وشدائد بأسه حذروهم ، فأجابوهم من وعظهم {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ } [الأعراف: 164]، بذنوبهم هلاك الاصطلام [2] {أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} أجاب القائلين هذا لهم : {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ } هذا القول منا لهم معذرة إلى ربكم ، إذ كلفنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فنحن ننهى عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم وكراهتنا لفعلهم ، قالوا : ولعلهم يتقون ونعظهم أيضا لعلهم تنجع فيهم المواعظ فيتقوا هذه الموبقة [3] ويحذروا عقوبتها .
قال الله تعالى : ( فلما عتوا ) حادوا وأعرضوا وتكبروا عن قبول الزجر عما نهوا عنه قلنا لهم : ( كونوا قردة خاسئين ) مبعدين من الخير مغضبين فلما نظر العشرة الآلاف والنيف أن السبعين ألفا لا يقبلون مواعظهم ولا يخافون بتخويفهم إياهم وتحذيرهم لهم اعتزلوهم إلى قرية أخرى وانتقلوا إلى قرية من قريتهم ، وقالوا : نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم ، فأمسوا ليلة فمسخهم الله كلهم قردة ، وبقى باب المدينة مغلقا ، لا يخرج منه أحد ولا يدخله أحد وتسامع بذلك أهل القرى فقصدوهم وسموا حيطان البلد فاطلعوا عليهم فإذا هم كلهم رجالهم ونساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض ، يعرف هؤلاء الناظرين معارفهم وقراباتهم وخلطائهم فيقول المطلع لبعضهم : أنت فلان وأنت فلانة فتدمع عينه ويؤمي برأسه أو بفمه بلى أو نعم ، فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ، ثم بعث الله تعالى مطرا وريحا فجرفهم إلى البحر وما بقي مسخ بعد ثلاثة أيام ، وإنما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها لا هي بأعيانها ولا من نسلها .
والقمي ، والعياشي : عن الباقر (عليه السلام)قال : وجدنا في كتاب علي عليه السلام إن قوما من أهل أيلة من قوم ثمود وأن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الأحبار ، ولا يمنعهم العلماء من صيدها ، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ، ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت وكلوها فيما سوى ذلك من الأيام ، فقالت طائفة منهم : الآن نصطادها فعتت ، وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا : ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرضوا بخلاف أمره ، واعتزلت طائفة منهم ذات
الشمال ، وسكتت فلم يتعظهم ، فقالت للطائفة التي وعظتهم : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) ، فقالت الطائفة التي وعظتهم : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) ، قال : فقال الله تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به ) يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقالت الطائفة التي وعظتهم : لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم ، قال : فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله تعالى غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ، فقال الرجل لأصحابه : يا قوم أرى والله عجبا ! قالوا : وما ترى ؟ قال : أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون ، لها أذناب ، فكسروا الباب ودخلوا المدينة ، قال : فعرفت القردة أنسابها من الأنس ، ولم يعرف الأنس أنسابها من القردة ، فقال القوم للقردة : ألم ننهكم ؟
قال : فقال علي (عليه السلام): والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة أني لأعرف أنسابهم من هذه الأمة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا ، وقد قال الله : ( فبعدا للقوم الظالمين ) فقال الله : ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) .
وفي الكافي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام)في هذه الآية : كانوا ثلاثة أصناف صنف إئتمروا وأمروا : فنجوا ، وصنف إئتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا ، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا .
والعياشي : عن [الامام] الباقر (عليه السلام)ما في معناه .
وفي المجمع : عن[الامام] الصادق (عليه السلام)هلكت الفرقتان ، ونجت الفرقة الثالثة .
[1] الأخدود شق في الأرض مستطيل جمعه أخاديد وخد الأرض من باب مد شقها .
[2] الاصطلام الاستيصال وهو افتعال من الصلم وهو القطع المستأصل وصلمت الاذن من باب ضرب استأصلتها قطعا .
[3] وبق كوعد ورجل وورث وبوقا وموبقا هلك كاستوبق وكمجلس المهلك .
|
|
دراسة: الفطر سلاح فعال ضد الإنفلونزا
|
|
|
|
|
حدث فلكي نادر.. عطارد ينضم للكواكب المرئية بالعين المجردة
|
|
|
|
|
خبراء المتحف البريطاني يُشيدون بالطرق العلمية لتخزين القطع الأثرية في متحف الكفيل
|
|
|