أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-05-2015
6183
التاريخ: 5-4-2016
6044
التاريخ: 26-11-2014
17991
التاريخ: 10-05-2015
6619
|
لعلَّ اختيار هذا العنوان بعد الذي قيل في البحث السابق [عدم امتلاكها للعقل جزءٌ من الدليل على تآلفها ، علاوة على هذا أنَّ اللَّه تعالى خَلَقها بشكلٍ تأتلفُ فيه بسرعةٍ وتبقى على هذا الحال إلى الأبد] يبدو عجباً ومتناقضاً ، والحال أنّه ليس كذلك ، مع أنّ الحيوانات تبدو بلا عقلٍ أو قليلة العقل ، ونحنُ نشبّهُ البُلداء بالبهائم ، إلّا أنّها تبدي ذكاءً ووعياً في بعض المسائل بحيث تبعث على الدهشة.
فقد شاهدَ اغلبُنا قطيعَ الأغنامِ عندما يعود من الصحراء ، فهنالك عدد من الغنم والماعز تعود إلى عائلةٍ ما وبمجرد اقترابها من القريةِ يسلك كلٌّ منها فروع وازقةَ القرية ويتجه نحو بيت صاحبهِ بدونِ أيِّ اختلاف.
أنَّ النعجةَ لا تسمح أبداً لغير وليدها أن يرتضع من ثديها ، وعندما تُطلقُ الصغار في ظلمةِ الليل وتدخلُ في القطيع يذهبُ كلٌ منها إلى امه ، فتعرفه وتستعد لإرضاعه ، وهذه المعرفة تحصل عن طريق «الشَّم» فقط ، وهذا يعني أنَّ عددَ روائح الأغنام تضاهي عددها ، وكلُّ نعجةٍ تشخصُ رائحةَ صغيرها من بين هذه الروائح!
يقول «غرسي موريسن» في كتاب «سرُّ خلق الإنسان» : (إنَّ اغلبَ الحيوانات تُشخصُ طريقها في الليالي المظلمة ، وتسير بيُسر ، وإذا كانت لا تبصر في الظلمة الحالكة فهي تعرفه من تفاوت الهواء المحيط بالطريق ، ويؤثر النورُ الضعيف جدّاً للأشعة ما فوق الحمراء الذي يشع من سطح الطريق على عيونها).
إنَّ طراز بناء البيت ، وتربية الصغار ، وكيفية مقاومة العدو ، وحتى معالجة نفسها أثناء المرض من الامور العجيبة في الحيوانات ، وشرحُ كلٍّ منها يحتاج إلى بحثٍ مفصَّلٍ.
ذكر أحدُ علماء البيئة ويُدعى «البروفسور هانر منرو» في كتابه في خصوص استعداد بعض الحيوانات لمعالجةِ أمراضها قائلًا :
«اجريت بعض الكشوفات الطبية على علاجاتها ، فمثلًا هناك نوعٌ من الطيور التي تأكل الأسماك ، تتضرر أرجلها أثناء الطيران الجماعي أو الهبوط على الأرض ، بسبب طولها ، فوجدت أنّها على اطلاعٍ تامٍ بالتجبير وعلاج الكسور ، فتذهب إلى ساحل البحر والمناطق الموحلة التي يمتزج طينها مع النورة الخاصة بالتجبير ، وتغمسُ أرجلها بالنورة الرطبة ، ثم تجلس تحت أشعة الشمس كي تَجفَّ النورة ، وتبقى تراقب أرجلها بهذا الحال حتى يلتحم مكانُ الكسرِ تماماً ...
ومن الصدفة أنَّ النّورة التي يستخدمها الأطباء في المستشفيات من نفس هذا النوع الذي يستخدمه هذا الطائر الذي يأكل السمك لعلاج نفسهِ ، لأنَّه لزجٌ ومتماسكٌ جدّاً» «1».
يعتقد العلماء أنَّ معظمَ الحيواناتِ لديها لغةٌ خاصة بها ، وتتفاهم فيما بينها عن طريقها ، فالنمل يتحدث فيما بينه من خلال اللمس ، أو من خلال اصطدام لوامسها ، وتتبادل الرسائل ، وبعضُها تخابُر أثناء حلول الخطر من خلال ضرب ارجلها على باب الخليّة فترسل برقيات بهذه الطريقة إلى بعضها الآخر.
إنَّ اغلبَ الاحياء علاوة على امتلاكها للغةٍ خاصةٍ فهي تملك لغةً عامةً تستطيع من خلالها فهم لغة بعضها البعض الآخر ، فهذه اللغة التي يصدرها الغراب أثناء حصول الخطر حيث يحذِّرُ بقيةَ الحيوانات بصوتٍ خاصٍ كي تبتعد سريعاً عن منطقة الخطر ، ويعتبر الغراب في الواقع بمنزلة جاسوس من جواسيس الغابة!
لقد توصلَ علماء البيئة في دراساتِهم إلى هذه النتيجة وهي أنّ الحشرات تلي الإنسان
في امتلاك جهاز اتصالاتٍ متكاملٍ ، لا سيما التكلم وجهاز اتصالات النحل ، فهو أكثرها عجباً وندرةً «2».
القى عالمُ احياءٍ سويدي محاضرةً تثير الاهتمام في جامعة «لاند» حول لغة النحل وكانت نتيجة هذا التحقيق والتجربة التي أجراها عالم الأحياء هذا بمساعدة الأجهزة وعن طريق المقايسة ، أنّها لغة يمكن فهمُ معناها «3».
إنَّ عجائب عالم الحيوانات أكثرُ من أن يُؤدى حقُها في كتابٍ واحدٍ أو عشر كتب.
والأفضل أن نكتفي بهذا المقدار ونغلق الملف ونقول بكل خضوعٍ وخشوعٍ أمام الحضرة الإلهيّة المقدّسة : «سُبحانَكَ اللَّهُمَّ وبحَمدِّكَ لا تُحصىَ عَجائِبُ خِلْقَتِكَ وإِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ».
______________________
(1) أفضل طرق معرفة اللَّه ، ص 197.
(2) مجلة الصيد والطبيعة ، العدد 72.
(3) تربية النحل ، ص 60.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|