المناخ الشمولي (الساينوبتيكي) فرع من فروع علم المناخ والذي يهتم بدراسة الغلاف الجوي من حيث المنخفضات والمرتفعات الجوية والجبهات الهوائية وطبقات الجو العليا. وكلمة ساينوبتك (Synoptic) ذات أصل يوناني وتتألف من مقطعين الاول (Syn) بمعنى سوية و (Optic) بمعنى يرصد في آن واحد وتعني ايضا الرؤيا المشتركة لظروف الطقس لمناطق واسعة تنتشر فيها محطات الرصد الجوي باستخدام مقاييس وأدوات موحدة متفق عليا دوليا وهذا يعني انه لرسم خارطة طقسية لابد من تكون البيانات الطقسية مأخوذة في وقت واحد ويسمى علم المناخ الشمولي ايضا بالمناخ الحركي او الديناميكي (Dynamic) على اعتبار انه يتعامل مع غلاف جوي متحرك ومع منخفضات ومرتفعات جوية دائمة الحركة.

واهم ما يميز هذا العلم هو حاجته إلى التعاون الدولي لتبادل البيانات. الطقسية اذ ان هذا العلم يفقد قيمته العلمية في حال عدم حصول تبادل للمعلومات الجوية بين الدول المتجاورة. لذلك فان الجيز المكاني لهذا العلم ضروري جدا لذلك قسم الباحثين دراسات الغلاف الجوي الى اربعة مقاييس رئيسية هي كالاتي:

1. المقياس الارضي : وهو الذي يغطي مسافات واسعة من الكرة الارضية بالاف الامتار تقريبا (3000كم ) فأكثر ويستمرمن عدة ايام الى اسابيع وتتمثل في امواج روسي.

2. المقياس الساينوبتيكي : والتي تنحصر بين مئات الى عدة الآف من الكيلومترات (100-3000كم) ولمدة زمنية تتراوح بين عدة ساعات الى عدة ايام مثل المنخفضات والمرتفعات الجوية.

3. المقياس المتوسط : والذي يتراوح مداه بين (2-100كم) مثل نسيم البر والبحر والعواصف الرعدية وجميع الظواهر التي يتراوح عمرها الزمني بين بضع دقائق الى يوم واحد.

4. المقياس الدقيق : وهو اصغر مقياس بين المقاييس الجوية حيث لا يتعدى الظاهرة الجوية سوى عدة أمتار ولمدة عدة ثواني إلى عدة دقائق حجم مثل الاضطرابات الصغيرة.

وتعود بدايات هذا العلم الى العام 1820م عندما حاول العالم Brandes وضع اول خريطة للطقس بتجميع الراصدات المأخوذة في اوربا لـيــوم 6 آذار من عام 1783م ويعد العالم الالماني Dove اول من وضع في عام 1827م مفهوم علم الارصاد الشمولي (الساينوبتيكي).

ونلاحظ من ذلك ان هذا العلم قديم جدا حيث ساهمت جهود العلماء في تطويره بشكل كبير جدا وتحديدا العالم بيركنز صاحب نظرية الجبهة القطبية التي ظهرت في عام 1918م تلك النظرية التي كان لها الدور الفعال في دقة التنبؤات الطقسية، وصولا الى العالم روسي الذي باكتشافه للأمواج العليا في اربعينيات القرن العشرين فقد ساهم بدور كبير جدا في فتح افاق جديدة لعلم المناخ الشمولي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حازم توفيق العاني، ماجد السيد ولي محمد، خرائط الطقس والتبوء الجوي، مطبعة جامعة البصرة، العراق، 1985، ص 44

2ـ نعمه محسن القبلاوي، الانواء التحليلية، دار الفراهيدي للنشر والتوزيع، بغداد، العراق 18 -2013 .