معنى قوله تعالى : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2022
![]()
التاريخ: 17-12-2015
![]()
التاريخ: 24-11-2014
![]()
التاريخ: 2023-07-13
![]() |
معنى قوله تعالى : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ
قال تعالى : {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } [طه : 10 - 18].
قال أبو جعفر عليه السّلام ، في قوله : آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ يقول : « آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد » . وقوله : أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً كان قد أخطأ الطريق ، يقول : أو أجد على النار طريقا وقوله : أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي يقول : أخبط بها الشجر لغنمي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى فمن الفرق « 1 » لم يستطع الكلام ، فجمع كلامه فقال : وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى يقول : حوائج أخرى « 2 ».
وعن سعد بن عبد اللّه القمي ، عن القائم الحجّة عليه السّلام - في حديث طويل يتضمّن مسائل كثيرة - قال : قلت : فأخبرني ، يا بن رسول اللّه ، عن أمر اللّه تعالى لنبيّه موسى عليه السّلام : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة .
فقال عليه السّلام : « من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السّلام ، واستجهله في نبوّته ، لأنه ما خلا الأمر فيها من خصلتين : إمّا أن تكون صلاة موسى فيها جائزة أو غير جائزة ، فإن كانت صلاته جائزة ، جاز له لبسها في تلك البقعة إذ لم تكن مقدّسة ، وإن كانت مقدّسة مطهّرة ، فليست بأقدس وأطهر من الصلاة ، وإن كانت صلاته غير جائزة فيها ، فقد أوجب على موسى عليه السّلام أنه لم يعرف الحلال من الحرام ، وما علم ما تجوز فيه الصلاة ، وما لم تجز ، وهذا كفر ».
قلت : فأخبرني - يا مولاي - عن التأويل فيها ؟
قال : « إنّ موسى عليه السّلام ناجى ربه بالوادي المقدس ، فقال : يا ربّ ، إني قد أخلصت لك المحبة مني ، وغسلت قلبي عمن سواك - وكان شديد الحب لأهله - فقال اللّه تبارك وتعالى : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أي انزع حبّ أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة ، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسولا » « 3 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت أخرى ، فإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ، كنت من الأخرى في وقت ، فابدأ بالتي فاتتك ، فإن اللّه عزّ وجلّ يقول : وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي . وإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ، فاتتك التي بعدها ، فابدأ بالتي أنت في وقتها فصلّها ، ثم أقم الأخرى » « 4 ».
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله : إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها : قال عليه السّلام : « من نفسي ، هكذا نزلت » .
قيل : كيف يخفيها من نفسه ؟ قال : « جعلها من غير وقت » « 5 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « كانت عصا موسى لآدم ، فصارت إلى شعيب ، ثم صارت إلى موسى بن عمران ، وإنها لعندنا ، وإنّ عهدي بها آنفا ، وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها ، وإنها لتنطق إذا استنطقت ، أعدّت لقائمنا عليه السّلام ، يصنع بها ما كان يصنع بها موسى عليه السّلام ، وإنها لتروّع وتلقف ما يأفكون ، وتصنع ما تؤمر به ، إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون ، يفتح لها شعبتان : إحداهما في الأرض ، والأخرى في السّقف ، وبينهما أربعون ذراعا ، تلقف ما يأفكون بلسانها » « 6 ».
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « لما كانت الليلة التي أسري بي إلى السماء ، وقف جبرائيل في مقامه ، وغبت عن تحيّة كل ملك وكلامه ، وصرت بمقام انقطع عنّي فيه الأصوات ، وتساوى عندي الأحياء والأموات ، اضطرب قلبي وتضاعف كربي ، فسمعت مناديا ينادي بلغة علي ابن أبي طالب : قف - يا محمّد - فإنّ ربك يصلّي . قلت : كيف يصلّي ، وهو غنيّ عن الصلاة لأحد ؟
وكيف بلغ عليّ هذا المقام ؟
فقال اللّه تعالى : اقرأ يا محمد : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الأحزاب : 43]. وصلاتي رحمة لك ولأمّتك ، فأما سماعك صوت عليّ ، فإن أخاك موسى بن عمران لما جاء جبل الطّور وعاين ما عاين من عظم الأمور ، أذهله ما رآه عمّا يلقى إليه ، فشغلته عن الهيبة بذكر اللّه أحب الأشياء إليه وهي العصا ، إذ قلت له : وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى - ولمّا كان عليّ أحب الناس إليك ، ناديناك بلغته وكلامه ، ليسكن ما بقلبك من الرعب ، ولتفهم ما يلقى إليك - قال : وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى بها ألف معجزة » ليس هذا موضع ذكرها . .
وقال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السّلام :
« قوله أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي يقول : أخبط بها الشجر لغنمي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى فمن الفرق لم يستطع الكلام ، فجمع كلامه ، فقال : وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى يقول : حوائج أخرى » « 7 ».
_________________
( 1 ) الفرق : الخوف . « الصحاح - فرق - ج 4 ، ص 1541 » .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 60 .
( 3 ) كمال الدين وتمام النعمة : ص 460 .
( 4 ) الكافي : ج 3 ، ص 293 ، ح 4 .
( 5 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 60 .
( 6 ) الكافي : ج 1 ، ص 180 ، ح 1 . وبصائر الدرجات : ص 203 ، ح 36 . وكمال الدين وتمام النعمة : ص 673 ، ح 27 .
( 7 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 60 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
خلال مؤتمر ذاكرة الألم في العراق.. العتبة العباسية المقدسة تؤكّد على تحصين الأجيال من الخداع والتضليل
|
|
|