الخدمات الصحفية

وهي خدمات إخبارية وغير إخبارية تحصل عليها الصحف من خلال اتفاقيات تعقدها مع وكالات أو صحف أو دور نشر بهدف الانفراد بنشر بعض الأخبار أو الموضوعات أو المذكرات أو الكتب.

وتعد الخدمات الصحفية خدمات تقدمها بعض المؤسسات الصحفية الكبرى في العالم للصحف والمجلات التي تصدرها المؤسسة كما تقدمها مقابل لمن يطلبها من الصحف الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ويتشابه عمل الخدمات الصحفية إلى حد ما مع عمل وكالات الأنباء إلا أن هذا العمل اقل اتساعا من عمل الوكالات كما أنها لم تستقل عن الصحف التي أنشأتها ولازالت تعمل تحت أسماء هذه الصحف.

وقد لجأت المؤسسات الصحفية الكبرى إلى إنشاء هذه الخدمات للتخلص من النمطية الناتجة الاعتماد على وكالات الأنباء في استقاء أخبارها، وخلق طابع عن يميزها عن غيرها من الصحف التي تشترك معها في خدمات وكالات الأنباء. وتقدم خدماتها بصفة أساسية لصحفها وللصحف ووسائل الإعلام الأخرى التي تطلبها أو تشترك فيها. فهي خدمات متاحة لمن يطلبها أو يشترك فيها وغير مقصورة على الصحف التي أنشأتها وتديرها.

ويعود إنشاء هذه الخدمات إلى الصحف الأمريكية الكبرى التي لجأت إليها للتخلص من النمطية التي غلبت عليها بسبب اعتمادها المتزايد على وكالات الأنباء، ثم فتحت الاشتراك فيها أمام الصحف الأخرى المحلية والأجنبية.

ومن أبرز هذه الخدمات في الوقت الحاضر:

خدمة صحيفة نيويورك تايمز The New York Times News التي بدأت في عام 1917 بأربعة مشتركين واصبح لها مئات المشتركين داخل وخارج الولايات المتحدة من بينهم جريدة الأهرام المصرية وجريدة البيان الإماراتية.

خدمة صحيفتي لوس انجليس تايمز وواشنطن بوست The Los Angeles Times and Washington Post News التي بدأت عام 1962، وتشترك فيها غالبية الصحف العربية خاصة في منطقة الخليج.

خدمة صحيفة نيويورك هيرالد تربیون The New York Tribune News

Service التي بدأت عام 1931.

خدمة صحيفة شيكاغو ديلي نيوز The Chicago Daily News Service التي كانت قد بدأت في نهاية القرن التاسع عشر (1898) وتعد اقدم الخدمات الصحفية.

خدمات السلاسل:

إلى جانب الخدمات السابقة فإن هناك عددا من الخدمات الصحفية الخاصة وهي خدمات إخبارية خاصة بصحف معينة تشكل سلاسل صحفية مملوكة لمؤسسة واحدة في الغالب، وتقتصر خدماتها على الصحف المملوكة للمجموعة ولا تبيعها للصحف أو لوسائل الإعلام الأخرى إلا في أضيق الحدود، وفي المناطق التي لا يوجد للمجموعة صحف أو وسائل إعلامية يمكن أن تتضرر من المنافسة ومن أبرز هذه الخدمات:

أ- خدمة مجموعة جانيت الأخبارية Gannett News Service ومقرها واشنطن العاصمة، وتوزع خدماتها على الصحف المملوكة لمؤسسة جانيت في نحو أربعين ولاية أمريكية ومن بينها الصحيفة اليومية الذائعة الشهرة يو اس ايه توداي USA Today بالإضافة إلى من يطلبها من خارج صحف المجموعة. ولها إحدى عشر مكتبا فرعيا في الولايات المتحدة.

ب- خدمة مجموعة صحف كوبلي The Copley News Service، وتخدم مجموعة الصحف المملوكة للمجموعة ولها خمسة مكاتب رئيسية داخل الولايات المتحدة (1) أهمهما وأكبرها مكتب واشنطن العاصمة بالإضافة إلى أربعة مكاتب أخرى في شيكاغو ولوس انجيليس وسكرامنتو ومكسيكو سيتي. وقد شهدت هذه الخدمة تغيرات عديدة منذ نشأتها في عام 1955 على يد جيمس كوبلي ناشر مجموعة صحف كوبلي لخدمة صحفه في ولايات الينوز وكاليفورنيا وأوهايو والتي تشمل حتى عام 2002 تسع صحف يومية وتسع صحف أسبوعية وصحيفة نصف أسبوعية وتقدم خدماتها التي تشمل الأخبار والتقارير والتحقيقات والصور والرسوم من مكتبها الرئيسي في مدينة سان ديجو بولاية كاليفورنيا إلى نحو 1500 عميل من الصحف الكبرى اليومية والأسبوعية عبر البريد الإليكتروني وخطوط وكالة الاسوشيدبرس. ومن ابرز ما تقدمه هذه الخدمة لعملائها الرسوم الكرتونية المسلسلة التي يشارك في تقديمها اثنين من الرسامين حصلا على جائزة بوليتزر في الصحافة.

ج- خدمة نايت ريدر - تربیون Knight Ridder/Tribune Information Services (KRT) وتقدم خدماتها لعدد كبير من الصحف من العملاء والمؤسسات الإعلامية يصل إلى 600 صحيفة ومجلة يبلغ حجم توزيعها اليومي 80 مليون نسخة. وتشمل الخدمات التي تقدمها الخدمة الإخبارية اليومية وتصل إلى نحو 300 موضوعا خبريا في السياسة والأعمال والرياضة والتسلية، خدمة الأخبار الاقتصادية وخدمة الرسوم الجرافيكية وخدمة الصور وخدمة الويب وخدمة الرسوم المتحركة وخدمة الكاريكاتور وخدمة الأطفال، بالإضافة إلى خدمة باللغة الأسبانية وأخرى باللغة الألمانية.

د خدمة مجموعة صحف سكريبس هوارد Scripps Howard News Services والتي تجاوز عمرها المائة عام ولها تاريخ طويل في تغطية أخبار الولايات المتحدة والعالم في مختلف المجالات من السياسة إلى التسلية ومن الرياضة إلى الصحة والعلوم والجريمة والتكنولوجيا والدين والمال والأعمال. وتقدم هذه الخدمة لعملائها الأخبار العاجلة القومية والدولية والمقالات والأعمدة والصور والرسوم والتحقيقات والتقارير والرسوم الكرتونية.

وقد أيقنت بعض المؤسسات الصحفية العربية، خاصة الكبيرة منها والتي يتوافر لديها الإمكانات البشرية القادرة على الكتابة في جميع الموضوعات، في السنوات الأخيرة أهمية إنشاء خدمات صحفية خاصة خلال وكالات أنشأتها لهذا الغرض تقدم الخدمات غير الإخبارية في الأساس بالإضافة إلى بعض الخدمات الإخبارية إلى من يطلبها من الصحف العربية. وتبرز في هذا الصدد (وكالة الأهرام للصحافة) التي أنشأتها مؤسسة الأهرام المصرية وتتولى تزويد الصحف العربية الراغبة بموضوعات وصفحات خاصة مثل موضوعات المناسبات والتحليلات الإخبارية ومقالات الرأي لكبار الكتاب.

______________

(1) لمزيد من التفاصيل راجع:

(1) James D. Harless, Mass Communication: An Introductory Survey, WMC. Brown Publishers (2nd ed.), 1990. Pp. 333-335.