المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تأثير الطعام على نفس الإنسان  
  
35   07:04 صباحاً   التاريخ: 2025-04-24
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص47ــ52
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-07 188
التاريخ: 2024-01-04 1673
التاريخ: 2023-10-10 1641
التاريخ: 2025-02-16 376

لا يقتصر أثر الغذاء على جسد الإنسان وعقله فحسب بل يتعداه إلى مشاعره وأحاسيسه النفسية، فإذا كان الغذاء متكاملاً من حيث الكمية والنوعية فإنَّه يبعث في الإنسان الطاقة والحيوية والهدوء والسعادة وإن لم يكن كذلك فإنه يؤدي إلى الكسل والخمول والبلادة وبالتالي يحدث الانطواء والبُعد عن المجتمع.

وقد لاحظ علماء النفس والتغذية أنَّ هناك علاقة بين البدانة والنحافة والانطواء والانبساط في شخصية الإنسان فالمنطوي على نفسه يميل إلى البدانة والمُنبسط يميل إلى النحافة.

والسر في تأثير الغذاء على الحالة النفسية يكمن في تأثيره على الغدد والهرمونات التي تتحكم في حالة الإنسان العصبية والنفسية بما تلقى من منتجات إفرازها في مجرى الدم فإنَّ هذه المفرزات هي التي تُسبب الفرح والحزن والخوف والغضب، وهي التي تبعث الحنان في المرأة والقسوة عند الرجل.

قال د. لبيب بيضون: ((في الحقيقة إنَّ عواطف الإنسان وهيجاناته وأحاسيسه، شديدة التأثر بالحالة العضوية للإنسان، والمركبات والهرمونات التي تجول في دمه. فلقد أثبت العلم أنَّ الإنسان عندما يغضب، فإنَّ هناك غدة اسمها (الكتلر) تقع أعلى الكلية، تفرز مادة الكظرين (أدرنالين) فتسبّب الغضب. وإذا وجدنا بعض الأشخاص لا يغضبون إلا قليلاً، ونسميهم حلماء، فما ذلك إلا لأنَّ إفراز هذه الغدة يكون عندهم ضعيفاً. وقد أجرى العلماء تجربة على كلب كان بوضعية عادية، ثم حقنوه بجرعة من الأدرنالين، فوجدوه بعد فترة قد أصابه الغضب وانتفخت أوداجه وبدأ يلهث، معلناً غضبه الشديد، دون أن يكون هناك أي مؤثر خارجي يدعو إلى الغضب.

ومن هذا القبيل ((الهرمونات الجنسية))، فالذي يحدد نوع الأحاسيس العاطفية والميول عند الرجل والمرأة هو وجود الهرمون المذكر والهرمون المؤنث فيهما فهرمون (الأندروجين) هو الذي يجعل الرجل يشعر برجولته وبميله إلى المرأة. بينما هرمون (الإستروجين) فهو الذي يجعل المرأة تشعر بأنوثتها وميلها إلى الخضوع لرجل وهذان الهرمونان موجودان معاً في الرجل، وكذلك في المرأة، ولكن يكون الأندروجين 90% في الرجل، و10% في المرأة وبالعكس تكون نسبة الإستروجين.

وعلى هذا فإنَّ الَّذي يحدد عواطف الجنس وميوله ليس هو وجود الأعضاء الجنسية فقط، بل الهرمون الجنسي أيضاً. وبهذه الحقيقة نفسر تحير الجنس عند بعض الرجال أو النساء، وذلك عندما تصبح نسبة الهرمونين فيهم متساوية 50٪ مثلاً، فلا يُدرى أهم من الذكور أم من الإناث. فقد نجد ذكراً عنده ميول أنثوية، وقد نجد أنثى عندها ميول ذكرية، رغم أنَّ الأعضاء الجنسية معاكسة للميل. وقد حقق العلماء هذه النظرية عندما أعطوا امرأة هرمون الرجل، فبدأ صدرها بالضمور وصوتها بالخشونة وظهرت على وجهها علامات الذكورة في الشارب والذقن وبدأت تشعر بالرغبة إلى معاشرة النساء.

كل هذا يدلُّ على تأثير المواد الكيميائية والمركبات الغذائية الموجودة في جسم الإنسان ودمه على وظائفه وميوله وشعوره(1).

وقد ذكر علماء التغذية أطعمة تتحكم في الحالة النفسية لدى الإنسان منها:

الثوم: فإنَّه يحسّن المزاج ويشعر الإنسان بالعافية.

الفلفل الحرّ: فإنَّ المادة الموجودة فيه المولدة للحدة في الطعام تعمل على تحريض نهايات الأعصاب مِمَّا يحملها على إطلاق إشارات ألم غير صادقة إلى الدماغ ونتيجة تلك الإشارات الكاذبة يفرز الدماغ هرمون إندروفين القاتل الطبيعي للألم والمُسبّب لنشوة الذهن وهكذا كلما كثر أكل الإنسان للحرّ قوى تأثير المُهدئ في دماغه.

الخبز الأسمر: فإنَّه يُساعد الدماغ على استيعاب الرسالة التي يحملها جزر الحمض الأميني تريبتوفان وهي الرسالة الداعية إلى استرخاء الإنسان وإحساسه بالسعادة وذلك لأنها ترفع مستوى السيروتونين وهي المادة التي تجلب الهدوء والراحة.

الماء: فإنَّه يُعطي النشاط والحيوية.

الموز والجوز والمكسرات والخضر العريضة: ففي هذه المأكولات مادة مساعدة على جلب النوم الهادئ وطرد القلق والشدة.

البرتقال والغريفون: ففيهما فيتامين جـ (سي) وهو من المكوّنات الرئيسية المولدة للطاقة ويساعد على إزالة التعب والكآبة والعصبية.

السمك: فإنَّ له تأثير على رفع الاكتئاب لا سيما لدى النساء وذلك لوجود الأحماض الدهنية التي تُسمى (أوميغا ـ 3) وقد قام عدد من الأطباء النفسانيين بتجربة على 32,4 شخص فتبين أنَّ الأشخاص الذين تناولوا السمك مرة واحدة في الأسبوع ارتفعت حالات إصابتهم بالاكتئاب بخلاف الذين تناولوا طعام السمك مرتين.

وقد ذكرت النصوص الدينيَّة مأكولات تتحكم بالصحة النفسية، منها:

العنب: فهو يزيل الغم ويذهب الغضب.

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): شكا نبي من الأنبياء إلى الله تعالى الغمّ فأمره بأكل العنب(2).

وعنه (عليه السلام): ((العنب يشدُّ العصب ويذهب الغضب ويطيب النفس))(3).

وعنه (عليه السلام): ((لما حسر الماء عن عظام الموتى ورأى ذلك نوح (عليه السلام) جزع جزعاً شديداً واغتم لذلك فأوحى الله إلى نوح (عليه السلام) أن كلِ العنب الأسود ليذهب غمك))(4).

الزيت: فإنَّه يحسّن الأخلاق ويزيل الغمّ فعن الإمام علي (عليه السلام): ((عليكم بالزيت فإنَّه يكشف المُرَّة ... ويحسّن الخلق ويطيب النفس ويذهب بالغم))(5).

الزبيب: يزيل التعب ويحسّن الخلق فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((عليكم بالزبيب فإنَّه... ويذهب بالأعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس ويذهب بالغم))(6).

السفرجل: يُحسّن الأخلاق ويزيد في الشجاعة.

عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((أطعموا حبالكم السفرجل فإنَّه يحسّن أخلاق أولادكم))(7).

عن الإمام علي (عليه السلام): ((أكل السفرجل قوَّة للقلب الضعيف، ويطيب المعدة، ويذكي الفؤاد، ويشجع الجبان، ويحسن الولد))(8).

التفاح: عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ((لو علم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به إلا أنه أسرع شيء منفعة للفؤاد خاصة فإنَّه يفرحه))(9).

الدرّاج: وهو صنف من الطيور يذهب الغضب والغم.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من سره أن يقتل غيظه فليأكل الدراج))(10).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدرّاج))(11).

وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ((إذا وجد أحدكم غماً أو كرباً لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدرّاج فإنَّه يسكن إن شاء الله))(12).

القرع: وهو يزيل الحزن.

عن الإمام علي الرّضا (عليه السلام): ((إذا طبختم الطعام فأكثروا القرع فإنَّه يُسر القلب الحزين))(13).

الحرمل: عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((شكا نبي الله تعالى جُبن أمته، فأوحى الله إليه: ((مر أمتك أن تأكل الحرمل فإنَّه يزيد الرجل شجاعة))(14)

_____________________________

(1) معالم العلوم ص 148.

(2) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 303.

(3) المصدر نفسه ص391.

(4) المصدر نفسه: ص303.

(5) المصدر نفسه ص391.

(6) المصدر نفسه ص391.

(7) المصدر نفسه ص 389.

(8) المصدر نفسه: ص 326.

(9) المصدر نفسه: ص 326.

(10) المصدر نفسه: ص 180.

(11) المصدر نفسه: ص 180.

(12) المصدر نفسه ص 180.

(13) المصدر نفسه: ص321.

(14) المصدر السابق: ص 126. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.