المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



آداب ما بعد الطعام  
  
38   07:08 صباحاً   التاريخ: 2025-04-24
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص299ــ305
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-10 1770
التاريخ: 2023-10-22 1591
التاريخ: 27-6-2016 2589
التاريخ: 18-4-2018 2380

1- لعق الأصابع ومصها، وكذا لطع القصعة ولحسها بعد الفراغ:

ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنَّه: ((كان إذا فرغ لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها واحدة واحدة ويلطع القصعة ويقول: من لطع القصعة فكأنما تصدق بثمنها))(1).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((من أكل طعاماً فليمص أصابعه فإن في مص أحدها

بركة))(2).

وعن الإمام علي (عليه السلام): ((مَن لعق قصعته صلّت عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق ويكتب له حسنات مضاعفة))(3).

2- الخلال بعد الطعام:

الخِلال وهو استعمال أعواد الأشجار الصغيرة لإخراج الطعام من بين الأسنان.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام))(4).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((الخلال يحببك إلى الملائكة فإنَّ الملائكة تتأذى بريح من لا يتخلل بعد الطعام))(5).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((تخلّلوا، فإنَّه من النظافة والنظافة من الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجَنَّة))(6).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من أكل طعاماً فليتخلّل ومن لم يفعل فعليه حرج))(7).

وأمَّا فوائده المذكورة في الروايات الشريفة فهي:

1- يطيب الفم.

2- مصحة للفم واللثة.

3- ينقي الفم.

4ـ يجلب الرزق ولعله من جهة الوقاية من الأمراض مِمَّا يوفر الكثير من النفقات على الأدوية.

وقد ذكرت الأحاديث الشريفة لزوم لفظ ما يخرج بواسطة الخلال إذا كان بين الأسنان دون ما إذا كان على اللثة وذلك لأنَّ ما يكون بين الأسنان يكون عرضة للتلوث بالجراثيم المتواجدة في تلك الأمكنة بخلاف الموجود على اللثة أو الذي يمكن استخراجه حين يُدار اللسان إليه فإنَّه يكون في موضع يتدفق اللعاب إليه باستمرار فلا يكون ثمة فسحة لتكاثر الجراثيم فيه.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما دارت عليه لسانك فأخرجته فابلعه، وما أخرجته بالخلال فارم به))(8).

وقد ذكر بعض الأطباء: ((أنَّ من يداوم على أكل ما يخرج بالخلال فإنَّه يخشى عليه قرحة الأثني عشري والمعدة)) وهو تصديق لقول الإمام الصادق (عليه السلام): ((لا يزدردن أحدكم ما يتخلل به فإنه يكون الدبيلة))(9). والدبيلة حرج في الجوف وهو المعروف بالقرحة.

ثم وبعد ذلك نجد الأحاديث تحثُ على المضمضة بعد التخلّل.

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((تخلّلوا بعد الطعام وتمضمضوا فإنَّها مضجعة (مصحة) الناب والنواجذ))(10).

عن الإمام الحسين (عليه السلام): ((كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمرنا إذا تخلّلنا أن لا نشرب الماء حَتَّى نمضمض ثلاثاً))(11).

3- الاستلقاء على الظهر:

فإنه يساعد على استرخاء الأعصاب والأعضاء كلها، وذلك أن عملية الطعام وما فيها من عمل الجهاز الهضمي يترافق بزيادة في نشاط القلب، فيأتي الاسترخاء ليساعد على رجوع القلب وبقية الأعضاء إلى الوضع الأساس الذي كانت عليه قبل الطعام.

عن الإمام الرضا (عليه السلام): ((ومن أراد أن يستمرئ طعامه (أي يسهل هضمه) فليتكئ بعد الأكل على شقه الأيمن ثم ينقلب بعد ذلك على شقه الأيسر حَتَّى ينام))(12).

حذرت دراسة علمية من ممارسة أي نشاط عضلي بعد تناول الطعام مباشرة مثل لعب الكرة أو السباحة أو العدو أو الاتصال الجنسي حتى لا يكون ذلك سبباً في الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك لأنه بعد تناول الطعام تذهب كمية كبيرة من الدم إلى المعدة والأمعاء، وإذا مارس الشخص أي نشاط عضلي فإنَّ الدم سرعان ما يذهب إلى العضو الذي يبذل مجهوداً ولا يتبقى للمخ إلا القليل، وبالتالي يمكن أن يُصاب الشخص بالسكتة الدماغية.

وأوضحت الدراسة أنَّ الشخص قد يشعر أثناء تأدية عمله بأنَّه غير قادر على تحريك ذراعه اليسرى مع شعور ببعض التنميل في الذراع وفي الوقت نفسه عند استدعاء الطبيب قد يحتسي المريض فنجاناً من الشاي وتتحسن حاله ويصبح طبيعياً.

ويقول الدكتور أسامة الغنام - أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب الأزهر بالقاهرة - إنَّ تكرار هذه الأعراض يحدث في نسبة 30٪ قبل حدوث السكتة أو الشلل ذلك يجب الذهاب فوراً إلى طبيب المخ والأعصاب حتى لا يحدث انسداد كامل للشريان.

وللوقاية من السكتة الدماغية يجب الاعتدال في تناول الطعام وتجنب السمنة والاهتمام بتناول الخضراوات الطازجة، خاصة الخس والجزر لاحتوائهما على مواد تذيب الدهون التي قد تترسب على شرايين المخ.

كما يجب عدم النوم مباشرة بعد تناول أي وجبة دسمة ويفضل الانتظار من ساعتين إلى ثلاث ساعات علماً بأنَّ الرياضة والاعتدال على تناول الطعام والشراب يقي الإنسان كثيراً من السكتة الدماغية(13).

4- عدم النوم بعد الطعام:

يقول الأطباء: ((عرف الطبّ نوعاً جديداً من الموت أثناء الليل دون مرض سابق، وذلك بسبب تناول الطعام الدسم ليلاً مِمَّا يزيد من دهنية الدم ويساعد على تلاصق صفائح الدم، وإلى حدوث جلطة مفاجئة تسد الشريان التاجي للقلب الذي يؤدي إلى وفاة مفاجئة أثناء النوم، وننصح المرضى بعدم تناول الطعام ثم النوم، وخاصة مع الطعام الدسم، وامتلاء المعدة))(14).

هضم الطعام

إنَّ الإسراع في ابتلاع لقمة الطعام، أو تناول الطعام الحاوي على كثير من الهواء كالمياة الغازية يكون سبباً في إرباك المعدة وتجمع الهواء فيها وللتخلص من ذلك ينصح بأمور عديدة منها:

قال النبي (صلى الله عليه وآله): ((إنَّ هذا جبرئيل (عليه السلام) يخبرني أنَّ في التمر تسع خصال: يطيب النكهة، ويطيب المعدة، ويهضم الطعام))(15). وجاء في تفسير قوله تعالى عن النخل: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: 148].

عن الإمام الباقر (عليه السلام): ((ما أعظم بركة السويق، إذا شربه الإنسان على الشبع أمرأ، وهضم الطعام، وإذا شربه الإنسان على الجوع أشبعه ونعم الزاد في السفر والحضر السويق(16).

عن الإمام الصَّادق (عليه السلام): ((الفجل، أصله يقطع البلغم، ولبه يهضم، وورقه يحدر البول تحديراً))(17).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((كلِ الفجل فإنَّ فيه ثلاث خصال: ورقه يطرد الريح، ولبّه يسهل البول والهضم، وأصوله تقطع البلغم))(18).

روى الإمام علي الرضا (عليه السلام) في الماء البارد: ((إنَّه يطفئ الحرارة، ويسكن الصفراء، ويهضم الطعام))(19).

عن الإمام الرضا (عليه السلام): ((ما عطس عاطس إلا هضم له طعامه، أو تجشأ إلا مریء طعامه))(20).

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((كل الخس؛ فإنَّه يورث النعاس، ويهضم الطعام))(21).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((الاستلقاء بعد الشبع: يسمن البدن، ويمرئ الطعام، ويسلُّ الدَّاء))(22).

عن الحارث بن المغيرة قال: شكوت إلى الإمام الصادق (عليه السلام) ثقلاً أجده في فؤادي وكثرة التخمة من طعامي، فقال: ((تناول من هذا الرمان الحلو وكله بشحمه فإنَّه يدبغ المعدة دبغاً، ويشفي التخمة، ويهضم الطعام، ويسبح في الجوف))(23).

ومن النباتات المفيدة لإزالة التخمة وطرد الغازات (النعناع) فهو يرخي العضلة المستديرة في أسفل المري مِمَّا يساعد على خروج الغاز من المعدة.

وينصح الطبيب (توماس غون) المتخصص في الهضم بتناول 8 نقط من عصر النعناع و 60 غرام من الماء الفاتر، ويقول: أنَّ الشاي المضاف إليه أوراق النعناع يفيد تبعاً لنسبة تركيز المادة الفعالة فيه(24).

____________________________

(1) مهذب الأحكام: 226.

(2) مستدرك الوسائل ج 3 ص 6.

(3) المصدر نفسه ص 94.

(4) الآداب الطبية: ص 272.

(5) المصدر نفسه: ص 273.

(6) المصدر نفسه: ص 276.

(7) المصدر نفسه: ص 274.

(8) علم الطب: ص 23.

(9) الآداب الطبية: ص 278.

(10) المصدر نفسه: ص278.

(11) المصدر نفسه: ص279.

(12) طب المعصومين: ص 397.

(13) مجلة الطب والصحة.

(14) تفكر: ص 153.

(15) طب المعصومين: ص 400.

(16) المصدر نفسه.

(17) المصدر نفسه.

(18) طب المعصومين: ص400.

(19) المصدر نفسه.

(20) المصدر نفسه.

(21) مكارم الأخلاق، ج 1، ص 396، ح1344.

(22) بحار الأنوار، ج 66، ص 412، ح9.

(23) طب المعصومين: ص 42.

(24) مجلة (طبيبك). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.