المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة الفول الرومي
2025-01-13
طرق تكاثر وزراعة الفول الرومي
2025-01-13
Mediators of Inflammation and the Interferons
2025-01-13
Formation of Bone
2025-01-13
جنس Aspergillus
2025-01-13
أشباه الجزر الجنوبية
2025-01-13

الكمون
19-3-2017
إذاعة نوا
10-7-2021
مزايا الصحافة الالكترونية - 6- الحدود المفتوحة
7-6-2020
الحسين بن شاذويه أبو عبد الله الصفار
9-6-2017
اللقاء والرجوع
2023-04-01
فيّاض بن محمّد.
30-7-2016


الحاجة الى من يقوم مقام الاب  
  
3302   01:28 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص124-125
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 1938
التاريخ: 16-1-2023 1346
التاريخ: 19/12/2022 1659
التاريخ: 11-1-2016 2282

ـ يعد الاب في الوسط العائلي ركناً اساسياً في إيجاد التعاون والتوازن للطفل، والأم من خلال حنانها وعطفها توفر له الرقة والنعومة واللطافة، ولكن الاب ومن خلال صلابته واقتداره وقيموميته واتزانه يعمل على تعديل ذلك الحنان والعطف الانثوي.

هذان النوعان من السلوك والعلاقة هما على قدر كبير من الاهمية بالنسبة للطفل؛ وقد اشارت التجارب الى ان العيش بجانب الاب فقط، أو الى جانب الام فقط يؤدي الى تربية ناقصة، ففي الحالة الاولى ستواجه اطفالاً خشنين ومتصلبين، وأما في الحالة الثانية فإننا سنواجه اطفالاً رقيقي القلب واخلاقهم تشبه اخلاق النساء وعاداتهن وتصرفاتهن.

والطفل بحاجة الى قوة موجهة ومرشدة تنصره وتؤازره من جهة، وتضمن له الاشراف والتكفل خصوصاً من الناحية الانضباطية من جهة اخرى، والاب قادر على إيفاء هذا الدور في المحيط الذي يعيش فيه الطفل.

ـ عندما يودع الاب الدنيا ويرحل عنها، ستخلو إحدى كفتي ميزان حياة الطفل الوجودية وتخلق فراغاً، وسيفقد الطفل توازنه من الناحية السلوكية، ولذلك فهو بحاجة الى الارتباط والتعلق بشخص ما، يرنو اليه كما كان يرنو الى ابيه، وعلى ذلك الشخص ايضاً ان يتصرف في تعامله معه كما كان يفعل والد الطفل.

على الامهات اختيار شخص من الاقرباء، أو أي شخص آخر يمكن للطفل أن يستأنس به ليكون مشرفاً على الطفل بعد موت ابيه، وطبعاً من الافضل ان يكون لهذا المشرف الجديد أبناء، لكي يكون عالماً وعارفاً وملماً بأمور الاطفال وكيفية التعامل معهم، يُعد العم او الخال، او الاخ الاكبر، أو الجد للأب أو للأم اشخاصاً مناسبين لتكوين العلاقة والانس والالفة مع الطفل، وسنشير فيما بعد الى كيفية انتقاء الزوج الجديد إن كان هناك نية للزواج ثانية، وبشكل عام فإن هذا المشرف الجديد يجب أن يكون مديراً وقادراً على فهم لغة الطفل بشكل جيد، وان تتكون علاقته مع الطفل بشكل تدريجي ومتزن.

ـ الحاجة الى الارتباط :

الطفل بحاجة للارتباط بشخص ما والتعلق به، وهذا الارتباط يجب ان يمنح الطفل الاحساس بالقوة، وأن يلهمه التصور بأنه قادر على حل كل المشاكل والصعوبات التي قد تعترضه.

يشعر الطفل بأنه اقوى من الآخرين في ظل الارتباط والتعلق، وهذا ما سيدفعه الى التقدم وعدم الخوف من المشاكل والصعوبات، وسيتصرف في المشاكل والنزاعات التي تعترض حياته باطمئنان وقوة وثقة اكبر بالنفس.

يمكننا إرضاء حاجته بالتعلق والارتباط، وإشباعها من خلال إتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في امور الاسرة، ومنحه مكاناً خاصاً في الحياة العائلية، والاهتمام به في الحياة واحترامه واعتبار وجوده مصدر المرح النشاط في الاسرة والبيت.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.