المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أجناس العنب
2023-12-13
الامام علي (ع) وكتابة السنة
11-10-2018
المراجع الرجاليّة وسائر كتب الرجال.
2023-07-26
مفتاح مُحَول changeover switch
15-4-2018
الأخلاق و الإدارة العامة
24-4-2016
رأي عام عربي
10-7-2019


احساس الطفل بالنسبة للأب  
  
10340   09:37 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص27- 28
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2022 2674
التاريخ: 25-7-2016 2129
التاريخ: 22/12/2022 2270
التاريخ: 12/10/2022 2524

يمضي الطفل تسعة اشهر من عمره عندما يكون جنيناً في رحم الام وفي ظروفه الخاصة، ومن الطبيعي ان يُعتبر الطفل بضعة وفلذة من وجود الام، وان يستأنس الطفل بدقات قلب امه وخصائصه ومميزاته الكيمائية والدموية.

وبعد الولادة يبقى الطفل مدة طويلة نسبياً متعلقاً بأمه، وفي احضانها، فيرتبط عن طريق فمه مع حليب الام، وعن طريق الحواس واللمس مع بدن الام، وعن طريق تبادل الحب والتفاهم مع عاطفة الام وروحها. وطيلة مدة الحياة الرحيمة للطفل ليس للأب تدخل مباشر فيه، والامر نفسه يصدق ايضاً في الاسابيع الاولى بعد ولادة الطفل. ولكن في الشهر الثاني تقريباً يشرع الطفل بالتعرف على ابيه كشخص يقوم بتأمين الحماية والمداعبة له، ويشرع بتكوين علاقة متبادلة ومتناغمة معه، ولعله من السابق لأوانه أن يكون الطفل حتى الآن قد استأنس بهذا الشخص بشكل كامل. او انه فهم دوره وقدره وقيمته في حياته.

وقبل ان يستأنس الطفل بوجه ابيه فإنه يتعرف على صوته وملاطفاته ومداعباته له، وهو ما يتفاوت بشكل كامل عما يشاهده من امه في هذا المجال. واما تقبل الاب قلبياً من قبل الطفل فيحصل تدريجياً ومع مرور الزمان. أجل! صحيح أن اساس حياة وأنس الطفل هو مع امه ولكن هذا الكلام لا يعني ان دور الاب في حياة الطفل هامشي او معدوم. ولعلنا نصل بعد ذلك الى نتيجة مؤداها ان الدور الانضباطي والتوجيهي للأب في حياة الطفل هو اكثر بدرجات من دور الام، او على الاقل في مستواه.

ـ التعلق بالأب :

ينمو الطفل بالتدريج، ويتمكن من التكلم، والمشي، ويقيم مع الآخرين علاقات التفاهم والانس، وكما يقال يصبح اجتماعيا. وفي مثل هذه الحالة والسن، فإن صورة وملامح وجه الاب تصبح هي الاكثر معروفية وتميزاً عن سواها، ويصبح وجود الاب اغلى وجود يستمد الطفل منه القوة والقدرة، ويتعلق به في الوقت ذاته. ويتدخل في تعلق الطفل بأبيه عوامل كثيرة جداً واهمها عبارة عن:

درجة حضور الاب في البيت، ودرجة ارتباط الطفل وأنسه به، ملاعبة الطفل وقص القصص والحكايات له، وإيجاد جو الانس والتفاهم والمشاركة في امور الطفل بحيث يجد الطفل اباه جليساً ومشاركاً في تأمين احتياجاته ومتطلباته في جميع جوانب الحياة وامورها، المحبة الممزوجة بالهيبة والدعم، والتي توجد حالة من الانضباط والمحاسبة في حياة الطفل، التمتع بحماية الاب والاستفادة من جو الاطمئنان والثقة والامان و.. الخ.

اجل! من الممكن في بعض الاحيان ان ينزعج الطفل من ابيه بسبب عقابه له على عمل ارتكبه، وان يتصور الطفل نفسه بعيداً عن الاب، ومنفصلاً عنه ومحروماً من محبته، ولكنه في الحقيقة والواقع لا يريد ان ينفصل عن ابيه، وحتى لو انه تعرض للعقوبة منه، فإنه يحب ان يبقى الى جانبه، وان يبقى تحت ظله ورعايته وقد شاهدنا حالات للأطفال طردهم آباؤهم ولكن الاطفال لجؤوا اليهم ثانية.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.