اختبار سمية المبيدات باستخدام النباتات والحيوانات

يتم قياس سمية المبيدات من قبل الباحثين في الشركات ومصانع المبيدات في العالم عن طريق إعطاء حيوانات التجربة كالفئران مثلاً جرعات معروفة ومحددة من المبيدات المراد قياس سميتها ثم يقومون بعد ذلك بملاحظة النتائج، حيث يتم بواسطة هذه الطريقة تثبيت الجرعة القاتلة أو التركيز القاتل للمبيدات. ويستخدم الباحثون البيانات التي يتم الحصول عليها من قياس سمية المبيد في التنبؤ عن المخاطر التي قد تنتج والتي قد يتأثر منها الإنسان والحيوان، بالإضافة إلى الكائنات الأخرى غير المستهدفة. كما يستخدم العلماء أيضا اختبارات أخرى لقياس السمية وذلك بهدف تحديد الحد الأعلى لجرعات المبيدات التي يمكن للإنسان والحيوان أو الكائنات الحية الأخرى في البيئة أن يتعرضوا إليها بدون حدوث أية أضرار.

كما يقوم الباحثون باختبار المبيدات مخبريا وحقليا وتجربتها على النباتات والحيوانات الحية لتحديد سميتها وبالتالي التنبؤ بالأخطار التي قد تقع بعد ذلك على الإنسان والنباتات والحيوانات غير المستهدفة، حيث تساعد تلك الاختبارات في تحديد مستويات التعرض لهذه المبيدات، بالإضافة إلى أنها يمكن أن توفر بيانات عن طريقة فعل المبيدات. وفي بعض الحالات يتم في المختبرات البحثية تغذية الحيوانات على غذاء يشتمل على جرعات صغيرة ومحددة من المبيد، فإذا أظهرت النتائج أن الجرعات كانت أقل من الجرعة القاتلة فإن هذه الجرعات تسمى بالجرعات تحت القاتلة. والمعروف أن مثل هذه الدراسات يتم استخدامها لتحديد ما يسمى بمستويات التأثير غير الملاحظ وبالتالي توفير معلومات عن التأثيرات المزمنة وطويلة الأمد Chronic. كما يمكن أن تظهر هذه الدراسات قدرة المبيد في أن يسبب العقم والعيوب الخلقية (العيوب المصاحبة منذ الولادة)، بالإضافة إلى السرطان وغيرها من المشاكل للإنسان.

المصدر: د. حمود بن درويش بن سالم الحسني(2012م). مبيدات الآفات الزراعية وقوانينها. وزارة الزراعة والثروة السمكية- سلطنة عمان.