أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/12/2022
1220
التاريخ: 2023-06-05
1242
التاريخ: 17-12-2015
4864
التاريخ: 17-12-2015
5766
|
رغم أنّ أصحاب الفرق والملل مع موقفهم المتميّز ضدّ الشيعة لم يجعلوا من مبادئ الشيعة الأساسية : التقيّة والرّجعة «1» ، إلّا أنّ المتأخّرين من كتّاب الفرق الاسلامية ركّزوا على هذين الأمرين إضافة إلى مسائل فرعيّة اخرى.
قال الذهبيّ : «وأشهر تعاليم الإماميّة الاثني عشريّة امور أربعة : العصمة والمهديّة والرّجعة والتقيّة».
لذا كان لزاما بيان هذه الامور وموقعها العقائدي عند الشيعة.
أمّا التقيّة : وهي كتمان الحق وعدم الإفصاح به ، عند الخوف على النّفس ، فهي واجبة عند الشيعة ، كما روي رخصة في جواز الإفصاح بالحق عندها «2».
إلّا أنها «لا تدخل في باب العقائد عند الإمامية لأنّها إذن ورخصة تباح في بعض الحالات الخاصّة التي حددتها كتب الفقهاء ، لذا يعدّ الشيعة الامامية التقيّة من الفروع ولا ينزلونها منزلة العقائد ...».
وهي «مبدأ اسلامي ظهر في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) وأقرّه- كما بيّنّا- في حالتين ، وهي قضيّة عمّار بن ياسر «3» وقضيّة الرّجلين المسلمين مع مسيلمة الكذّاب.
وممّا يدلّ على أنّ التقيّة مبدأ إسلامي معروف ، هو أنّ جماعات اسلامية اخرى غير الإمامية أمثال طوائف من الخوارج والحنابلة أجازت اللّجوء إلى التقيّة عند الخوف على النفس ...» «4».
وفصّل كاشف الغطاء أحكامها فقال : «... والعمل بالتقيّة له أحكامه الثلاثة؛ فتارة يجب ، كما إذا كان تركها يستوجب تلف النّفس من غير فائدة ، واخرى يكون رخصة كما لو كان في تركها والتظاهر بالحق نوع تقوية له ، فله أن يضحّي بنفسه وله أن يحافظ عليها ، وثالثة يحرم العمل بها كما لو كان ذلك موجبا لرواج الباطل وإضلال الخلق وإحياء الظّلم ...» «5».
وعن دواعيها قال : «وتعرف أنّ اللّوم والتعيير بالتقيّة- إن كانت تستحقّ اللّوم والتعيير- ليس على الشيعة بل على من سلبهم موهبة الحريّة وألجأهم إلى العمل بالتقيّة» «6».
أمّا الرّجعة : فهي تعني الرجوع بعد الموت ، أي «أنّ اللّه تعالى يعيد قوما من الأموات إلى الدّنيا في صورهم التي كانوا عليها ، فيعز فريقا ويذل فريقا آخر ... وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليه وعليهم أفضل الصّلاة والسّلام» «7».
وقد ردّ المظفّر اعتبار الرّجعة نوعا من التناسخ الباطل بقوله : «والرّجعة نوع من المعاد الجسمانيّ ، فإنّ معنى التناسخ هو انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر منفصل عن الأوّل ، وليس كذلك معنى المعاد الجسمانيّ ، فإنّ معناه رجوع نفس البدن الأوّل بمشخّصاته النفسيّة ، فكذلك الرّجعة ، وإذا كانت الرّجعة تناسخا فإنّ إحياء الموتى على يد عيسى (عليه السلام) كان تناسخا ...» «8».
«وقد ورد في القرآن ما يثبت وقوع الرّجعة إلى الدّنيا لبعض الأموات؛ كمعجزة عيسى (عليه السلام) ... وكقوله تعالى : {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة : 259] » «9».
ويردّ المظفّر على من يدّعي أنّ فكرة الرّجعة تسرّبت من اليهودية إلى الشيعة ، فيقول : «وبعد هذا ، أ فلا تعجب من كاتب شهير يدّعي المعرفة مثل أحمد أمين في كتابه (فجر الاسلام) إذ يقول : (فاليهودية ظهرت في التشيّع بالقول بالرّجعة) ...
والحقيقة أنّه لا بدّ أن تظهر اليهودية والنصرانية في كثير من المعتقدات والأحكام الاسلامية ، لأنّ النبيّ الأكرم جاء مصدّقا لما بين يديه من الشرائع السماوية ، وإن نسخ بعض أحكامها ، فظهور اليهودية أو النصرانية في بعض المعتقدات الاسلامية ليس عيبا في الاسلام ، على تقدير أنّ الرّجعة من الآراء اليهودية كما يدّعيه هذا الكاتب» «10».
ومع كل هذا ، فإنّ المظفّر صرّح بأنّ الرّجعة «ليست من الاصول التي يجب الاعتقاد بها والنّظر فيها ...» «11».
أمّا الحسني- وهو من علماء الشيعة- ، فقد أكّد على أنّ الايمان بالرّجعة ليس من العقائد ولا من الضروريات ، إذ إنّه نسب إلى الكثير من الشيعة التشكيك في صحّة ما روي بهذا الشأن ، وتأويله إن ثبت تأويلا يختلف عن ظاهره ، فيقول : «أمّا رجعة الأموات قبل المحشر فليست من عقائدهم ، ولا من ضروريّات مذهبهم ، مع العلم بوجود بعض المرويّات عن الأئمّة فيها ، ولكن الكثير منهم يدّعون أنّها من الموضوعات بين أحاديث أهل البيت ... ومجمل القول أنّ الرجعة ليست من معتقدات الامامية ولا من الضروريّات عندهم ، والنصوص التي تعرّضت لها ، لو صحّت عن الأئمّة (عليهم السلام) لا بدّ من تأويلها برجوع سلطان الأئمّة ومبادئهم بظهور محمّد بن الحسن الإمام الثاني عشر (عليه السلام)» «12».
وأضاف الحسني : «ولو تغاضينا عن ذلك وقلنا بأنّها من مختصّات الشيعة ، أو الإمامية كما يدّعي بعض الكتّاب كأحمد أمين وأمثاله ، ولكنّها ليست من مخترعاتهم ، ولا هي مستوردة من اليهودية كما يدّعون ، لأنّ حديث رجعة الأموات قد ردّده عمر ابن الخطّاب في اليوم الذي توفّي به الرّسول (صلى الله عليه وآله) ... وقد رواه أكثر المحدّثين عن الخليفة الثاني ولا يجهله أحد من الكتّاب والمؤرّخين» «13».
_______________________
(1)- راجع كتاب الملل والنحل للشهرستاني/ الباب السادس : الشيعة.
(2)- التبيان/ الطوسي/ ج 2/ ص 435. راجع للتفصيل : تاريخ الإماميّة/ ص 166.
(3)- راجع تفسير الآية 106 من سورة النحل في كتب التفاسير ، قوله تعالى : {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل : 106] ، وكذلك قوله تعالى : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران : 28].
(4)- تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة/ الفيّاض/ ص 167.
(5)- أصل الشيعة واصولها/ ص 235.
(6)- أصل الشيعة واصولها/ ص 235.
(7)- عقائد الإمامية/ ص 80.
(8)- م. ن./ ص 82.
(9)- م. ن./ ص 83.
(10)- م. ن./ ص 84.
(11)- م. ن./ ص 84.
(12)- الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة/ هاشم معروف الحسني/ ص 236- 237.
(13)- الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة/ هاشم معروف الحسني/ ص 237. وللمزيد من مصادر حديث رجعة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى الدّنيا كما ادّعاها عمر له ، راجع : طبقات ابن سعد ، مسند أحمد ، كنز العمّال ، تاريخ الذّهبي ، اليعقوبي وأبي الفداء وغيرهم.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|