أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-04-2015
1750
التاريخ: 5-11-2014
1904
التاريخ: 14-4-2016
1609
التاريخ: 24-10-2014
5984
|
قال الامام علي (عليه السلام) :
◄ " توقوا البرد في اوله ، وتلقوه في آخره ، فانه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار ؛ اوله يحرق ، وآخره يورق " (1).
تعليق : يعتمد هذا الكلام على مبدآ علمي هام ، وهو أن تأثير الاسباب الفاعلة ، في الاجسام المنفعلة ، يتعلق بشكل أساسي بحالة الأجسام عند تأثير المؤثر. فالنبات في اول الشتاء اذا جاءه البرد يجعل مجاريه تنقبض ، فيقف النسغ وتسقط الأوراق. آما في آخر الشتاء ، فان البرد الذي يكون قد خفت قدته نسبيا وبدآ يعتدل ، فانه يعمل على تفتيق البراعم بما فيها من اوراق وزهور ، فيكون فعله جيدا ومفيدا .
وهذا المبدأ منطبق على كل الكائنات ، ومنها الانسان.
قال ابن آبي الحديد :
هذه مسألة طبيعية ذكرها الحكماء ، وقالوا : لماذا كان تأثير الخريف في الأبدان وتوليد الأمراض كالزكام والسعال وغيرهما ، اكثر من تأثير الربيع ، مع آنهما جميعا فصلا الاعتدال؟
وقد اجابوا : بأن برد الخريف يفجأ الانسان وهو معتاد على الحر بالصيف ، فينكأ فيه [ اي يؤذيه ] ويسد مسام دماغه ، لآن البرد يكشف ويسد المسام. (وهو مثل ما يحدث للأشجار ، فالبرد يسد مسامها فتتساقط الاوراق ). فأما المنتقل من الشتاء الى فصل الربيع ، فانه لا يكاد برد الربيع يؤذيه ذلك الأذى ، لأنه قد تعود جسمه على برد الشتاء. اهـ.
ويمكن التعبير عن هذا المعنى بلغة عصرية ، فنقول : ان الله سبحانه أودع معجزات كثيرة في جسم الانسان. من هذه المعجزات مركز في قاعدة الدماغ ، قريب من موضع الغدة النخامية ، آو كل الله اليه مهمة تثبيت درجة حرارة الجسم عند الدرجة 5‘37ْ ، فاذا انخفضت درجة الحرارة في الشتاء أمر المركز اوعية الجسم المحيطية بالانقباض لتحافظ على درجة حرارة ثابتة للجسم ، واذا زادت درجة الحرارة في الصيف آمر المركز أوعية الجسم بالتوسع لتتخلص من الحرارة الزائدة في الجسم . وهو يعطي هذا الآمر بشكل تدريجي مع تغير الطقس.
فاذا جاء الصيف أعطى هذا المركز حاثات (هرمونات) معينة تعمل على توسيع الاوعية الدموية ، فتصبح منبسطة . فاذا حدث اي برد في الصيف وهي منبسطة ، فان تأثير البرد يدخل الى كل انحاء الجسم عن طريق الدم المتدفق في العروق ، ويكون تأثيره أعظميا ، ولذلك قيل في المثل : " برد الصيف أحد من السيف " .
وأما عند مجيء الشتاء ، فان هذا المركز يعطي حاثات تعمل على تضييق قطر الاوعية ، فاذا حدث البرد في آخر الشتاء و اول الربيع ، فانه لا يدخل الى الجسم بسهولة بسبب تضيق الاوعية ، فيكون تأثيره غير ضار ، بل انه ينشط الجسم في ايامه الاخيرة ، حيث تكون شدة البرد قد خفت مع اقتراب قدوم الربيع ، فهو يعمل على توسيع الاوعية ودب روح الحيوية من جديد في كل انحاء الجسم ؛ تماما كما يفعل في أغصان الاشجار ، حيث يفتق فيها البراعم والأزاهير بقدرة الله تعالى بعد همود وخمود.
______________________
1. نهج البلاغة ، حكمة ١٢٨ .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|