مع كل ما للعشرة من فوائد ومزايا للطفل فإن لها آثاراً جانبية غير مرغوبة، فإن كان اصدقاء اطفالنا ورفاقهم في جميع الاعمار افراداً سيئي التربية ومنحرفي السلوك ونماذج سيئة، فإن ذلك سيخلق المناخ المناسب لكثير من سوء التعليم والانحراف، وهذا بحد ذاته احد اسباب سوء السلوك والانحراف الخلقي. غالباً ما تتأثر روح الطفل بالأمور بسرعة اكبر بسبب نقائها وصفائها الذاتي، فتجذب كل ما تجده دون ان تقوّمه او تعرف ابعاده.

اولئك الذين يحيطون بطفلك خارج الاسرة يقومون احياناً بعرض معارفهم وافكارهم على الطفل او ينقلونها إليه، فيتقبلها الطفل سريعاً، وبذلك يتهدم كل ما تبنيه تربوياً بشكل لا شعوري، ويصادف هذا الامر بشكل اكبر في سن البلوغ والشباب، وكما يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (ذوي العيوب يحبون إشاعة معايب الناس ليتسع لهم العذر في معايبهم).

وللمعاشرة آثار سلبية ايضاً الى درجة ان الكثير من القبائح والمفاسد تسري للآخرين من خلال اخلاق المعاشرين وتتحول الى امراض معدية تنتشر بينه، والقول بأن الافراد يعرفون من خلال معرفة اصدقائهم ورفاقهم حقيقة واقعية. وبشكل عام فإن مصاحبة الافراد المنحطين والانانيين تقضي على روح الاخلاق والفضائل في الافراد وتسوقهم نحو الانحطاط.    

ـ العشرة مع من ؟

لو بحثنا عن الجواب في كلام رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : سنصل الى هذه النتيجة     (المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل)، فينبغي اختيار صديق يبعث على الفخر والاعتزاز والكرامة والسعادة، ويجعلنا ننطلق في طريق الخير والهناء وليس في مسير الانحطاط وسبل الانحراف لا شعورياً.

ويجب الالتفات والانتباه عند اختيار الصديق الى اخلاق اسرته وتدينهم والتزامهم، ولا سيما والديه، كما يجب النظر الى ثقافتهم ورأيهم بالشهادة والاسلام والايمان والجهاد والمقاومة والامن، ما هي؟ وكيف هي؟ .

واحياناً يقوم بعض الاطفال بمشاهدة علاقات والديهم الاخلاقية و... والخ.

فينقلونها الى الآخرين، ويسمع بعضهم بعض الالفاظ السوقية من سب وذم وتقبيح، او ان لديهم لساناً قذراً، فيقومون باستعمال ذلك مع الاصدقاء، ومن الطبيعي ان لا يكون هؤلاء الافراد أصدقاء ورفاق لائقين.