أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3520
التاريخ: 7-2-2019
2746
التاريخ: 9-02-2015
3170
التاريخ: 22-11-2015
3117
|
ضاق القرشيّون ذرعا من دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) واشتدّ فزعهم منها وزادهم أسى وحزنا إيمان بعض أبنائهم وغلمانهم ونسائهم وعبيدهم وهم يسخرون بآلهتهم ويعيبون عليهم تقاليدهم وعاداتهم ويحكمون بنجاستهم فأجمع رأي الطغاة والرؤساء منهم على اعتقال النبيّ وسائر بني هاشم وبني المطّلب وحبسهم في شعب أبي طالب خارج مكّة وكتبوا فيهم صحيفة سجّلوا فيها بنودا قاسية وعلّقوها في جوف الكعبة وهذه بعض موادها :
١ ـ حرمانهم من المواد الغذائية.
٢ ـ منع الدخول عليهم.
٣ ـ عدم الزواج منهم.
٤ ـ منع ايصال الماء لهم.
٥ ـ منع ايصال الفراش لهم.
٦ ـ عدم فكّ الحصار عنهم إلاّ أن يسلّموا لهم النبيّ.
٧ ـ إقامة حرس على باب الشعب لمنع كلّ من يحاول الهرب منهم .
ووقّع على الصحيفة أبو سفيان وأبو جهل والعاص بن وائل وأبو البختري وأبو لهب وعمرو بن العاص وغيرهم من طغاة القرشيّين وعلّقوا الصحيفة في جوف الكعبة وحاول مردة القرشيّين اغتيال النبيّ في الشعب فخاف عليه أبو طالب فكان يقيم ولده الإمام أمير المؤمنين في مكانه واستمر الحصار الظالم ثلاث سنين عجاف وكانت السيّدة الزكية أمّ المؤمنين خديجة هي التي تمدّهم بما يحتاجونه من الطعام والشراب وغير ذلك من النفقات حتى أنفقت عليهم جميع ما عندها من الثراء العريض حتى فرّج الله عنهم , وبعث الله تعالى الأرضة على صحيفتهم فأتت عليها ولم تترك منها كلمة سوى لفظ الجلالة وأحاط النبيّ (صلى الله عليه وآله) عمّه أبا طالب علما بذلك فخرج من الشعب إلى الحرم فاجتمع القرشيّون فقال لهم : إنّ ابن أخي أخبرني أنّ الله أرسل على صحيفتكم الأرضة فأكلت ما فيها من قطيعة رحم وظلم وتركت اسم الله تعالى فأحضروها فإن كان صادقا علمتم أنّكم ظالمون لنا قاطعون لأرحامنا وإن كان كاذبا علمنا أنّكم على حقّ وإنّا على باطل فانبروا مسرعين إلى الصحيفة فوجودها كما أخبر عنها أبو طالب واشتدّت صولته وخاطب قريش قائلا : إنّكم أولى بالظلم والقطيعة وقال في ذلك :
وقد كان في أمر الصّحيفة عبرة متى ما يخبّر غائب القوم يعجب
محا الله ذكراهم وأفنى عقوقهم وما نقموا من ناطق الحقّ معرب
فأصبح ما قالوا من الأمر باطلا ومن يختلق ما ليس بالحقّ يكذب
وأفرج الله تعالى عن نبيّه وسائر من كان معه من الهاشميّين فقد انبرى ابن اميّة إلى قريش فخطب فيهم خطابا بليغا وطلب منهم فكّ الحصار عن الهاشميّين فردّه أبو جهل ردّا عنيفا إلاّ أنّ كوكبة من قريش انضمّوا إلى زهير ودعموا مقالته فاستجابت قريش لهم ورفعوا الحصار عن النبيّ وسائر من معه تبنّي أبي طالب الدعوة الإسلامية : وقام أبو طالب بدور إيجابي ومتميّز في الدعوة إلى الإسلام وقد دعا ملك الحبشة إلى اعتناق الإسلام وكتب له رسالة بذلك وختمها بهذه الأبيات :
أتعلم ملك الحبش أنّ محمّدا نبيّ كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الّذي في هداهما فكلّ بأمر الله يهدي ويعصم
وأنّكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث التّراجم
فلا تجعلوا لله ندّا وأسلموا فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم
لقد كان أبو طالب داعية الإسلام وحاميه والذابّ عنه وكان يذيع فضائل النبيّ (صلى الله عليه وآله) وينشر مناقبه ومآثره وممّا قال فيه :
ظهرت دلائل نوره فتزلزلت منها البسيطة وازدهت أيّام
وهوت عروش الكفر عند ظهوره وبسيفه قد شيّد الإسلام
وأتاهم أمر عظيم فادح وتساقطت من حوله الأصنام
صلّى عليه الله خلاّق الورى ما أعقب الصّبح المضيء ظلام
وقال أيضا :
ألا يا بني فهر أفيقوا ولا تقم نوائح قتلاكم لتدعى بالتّندّم
على ما مضى من بغيكم وعقوقكم وإتيانكم في أمركم كلّ مأثم
وظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى وأمر أتى من عند ذي العرش قيّم
فلا تحسبونا مسلميه ومثله إذا كان في قوم فليس بمسلم
فهذي معاذير وتقدمة لكم لئلاّ تكون الحرب قبل التّقدّم
لقد كانت مواقف أبي طالب متميّزة بروح الإيمان فقد اعتنق الإسلام وجاهد في سبيله كأعظم ما يكون الجهاد ولو لاه لما قام الإسلام على سوقه عبل الذراع شامخ الكيان فما أعظم عائدته على الإسلام والمسلمين .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|