أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/11/2022
1868
التاريخ: 15-04-2015
3268
التاريخ: 11-8-2016
2684
التاريخ: 15-04-2015
3394
|
تفجرت السياسة الأموية ببركان مدمر من الظلم والجور عصف باقتصاد الأمة وأمنها ورخائها ولم يعد على الصعيد الاجتماعي أي ظل لكرامتها وعزتها وحريتها فقد أخذت ترزح مثقلة بالقيود تحت وطأة ذلك الحكم الذي كفر بحقوق الانسان وانحرف عن كل قصد سليم , وانطلقت الشعوب الاسلامية كالمارد الجبار بعد أن عانت الأهوال والخطوب من الحكم الأموي وهي تعلن العصيان المسلح في ثورات رهيبة متلاحقة حتى قضت على جبروت ذلك الحكم وطغيانه وكان من أهم الثورات التي حدثت في عصر الامام أبي جعفر (عليه السلام) ما يلي : وسماها المؤرخون بواقعة الحرة وهي أفجع حادثة في الاسلام بعد كارثة كربلاء فقد انتهكت فيها جميع الحرمات واستباح الجيش الآثم نفوس المسلمين وأموالهم وأعراضهم أما سبب هذه الثورة فهو أن خيار المسلمين من بقايا الصحابة وأبنائهم رأوا في عهد يزيد جورا شاملا وسلطانا ظالما قد اقترف جميع الموبقات وقد انتهك حرمة رسول الله (صلى الله عليه واله) بإبادته لعترته وسبيه لذراريه فرأوا أن الخروج عليه واجب شرعي وقد أدلى بذلك أحد زعماء الثورة عبد الله بن حنظلة يقول : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء .. ان رجلا ينكح الأمهات والبنات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا .. .
ويقول المنذر بن الزبير أحد قادة الثورة : إنه ـ أي يزيد ـ قد أجازني بمائة ألف ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره والله إنه ليشرب الخمر والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة , وأجمع رأي أهل المدينة على خلع بيعة يزيد فطردوا حاكمهم وأخذوا يطاردون الأمويين ويراقبونهم وخاف الدنس مروان بن الحكم على نسائه من أهل المدينة فخف إلى عبد الله بن عمر ليحميها من الثوار فاعتذر ابن عمر ولم يجبه إلى شيء فخف إلى الامام زين العابدين (عليه السلام) فأجابه (عليه السلام) إلى ذلك وتناسى إساءة مروان لأهل البيت (عليه السلام) وقام (عليه السلام) بالإنفاق عليها وهرب مروان من يثرب فزعا من الثوار وبعث الطاغية يزيد ابن معاوية جيشا مكثفا إلى احتلال يثرب وقد أسند قيادته إلى أخطر مجرم لم يعرف التأريخ البشري له نظيرا في قسوته وجفائه وتمرده على الحق أما ذلك المجرم فهو مسلم بن عقبة الذي سماه المؤرخون بالمسرف وقد قال إلى يزيد : والله لأدعن المدينة أسفلها أعلاها..
وعهد إليه يزيد باحتلال المدينة وأن يبيحها إلى جيشه ثلاثة أيام يصنعون بأهلها ما شاءوا وما أحبوا.
وزحف المسرف الأثيم بجنوده إلى يثرب فاحتلها بعد معارك دامية لم يبد فيها أهل المدينة بسالة ولا صمودا وراح الجيش الآثم يمعن في قتل الأبرياء والأطفال والعجز وقد استباحوا كل ما حرمه الله وقد فقدت المدينة في هذه الواقعة ثمانين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى لم يبق بها بدري كما فقدت سبعمائة من قريش والأنصار وعشرة آلاف من سائر الناس وقد أخذ الطاغية البيعة من أهل المدينة على أنهم خول وعبيد ليزيد يصنع بهم ما أراد ومن أبى ضربت عنقه وجرت أحداث مروعة ومذهلة على أهل المدينة فلم يرع الجيش الأموي حرمة
الرسول (صلى الله عليه واله) في أنصاره الذين ناظلوا عن الاسلام أيام محنته وغربته , ويقول بعض المؤرخين : إن الامام زين العابدين كان قد فزع إلى قبر جده رسول الله (صلى الله عليه واله) مستجيرا فألقي عليه القبض وجيء به إلى الطاغية المسرف في دماء المسلمين فلما رأى الامام ارتعدت فرائصه من هيبته وقام إليه تكريما وقال له : سلني حوائجك فأخذ يتشفع بمن حكم عليه بالإعدام فأجابه إلى ذلك وخرج الامام من عنده فقيل للطاغية السفاح رأيناك تسب هذا الغلام وسلفه فلما أتى إليك رفعت منزلته؟ فقال : ما كان ذلك لرأي مني ولكن قد ملئ قلبي منه رعبا .
وعلى أي حال فقد استسلمت مدينة النبي (صلى الله عليه واله) إلى جيش عات ظلوم قد عاث فيها فسادا وتركها واحة موحشة قد ملئت بيوتها بالثكل والحزن والحداد , ولما انتصرت جيوش يزيد في واقعة الحرة تمثل بقول شاعر قريش في معركة أحد وهو عبد الله بن الزبعرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
وزاد عليه قوله :
لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل
ثم عاد إلى الاستشهاد بقول ابن الزبعرى :
فجزيناهم ببدر مثلها وأقمنا ميل بدر فاعتدل
وتركت تلك الصور في نفس الامام الباقر (عليه السلام) اللوعة والأسى وكان عمره الشريف أيام تلك المحنة الحازبة ما يقارب السبع سنين.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|