المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مكونات النظام الصحي - إنتاج وتقديم الخدمات الصحية
2023-02-16
André Marie Ampère
7-7-2016
أبو منصور أحمد بن علي بن هبة الله بن الصاحب
7-9-2020
دلائل امامته (عليه السلام)
15-05-2015
فضال ومناقب الامام علي عليه السلام
30-07-2015
قطع الرحم
23-4-2022


ما يطلق على اللّه تعالى و على غيره من الصفات  
  
1643   02:39 صباحاً   التاريخ: 3-07-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص72 - 75
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015 1473
التاريخ: 6-08-2015 1276
التاريخ: 2-07-2015 1685
التاريخ: 4-08-2015 1894

 اعلم أن كل ما تطلق عليه سبحانه وعلى غيره فإنما تطلق عليهما بمعنيين مختلفين‌ ليسا في درجة واحدة، حتى إن الوجود الذي هو أعم الأشياء اشتراكا لا يشمله و غيره على ‌نهج واحد، بل كل ما سواه فإنما هو موجود به، إن اللّه يمسك السماوات و الأرض أن‌ تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده، وهكذا في سائر صفاته كالعلم و القدرة والإرادة و المحبة و الرحمة و الغضب و الجبار وغيرها، فكل ذلك لا يشبه فيه الخالق الخلق ‌بل هو في حق الخلق يصحبه نقص و شين بخلافه في حق الخالق فإنه مقدس عن ‌القصورات و النقائص، و إنما تطلق بعض الصفات كالرحمن الرحيم و العطوف و نحوها في ‌حقه تعالى باعتبار غاياتها التي هي الكمالات دون مباديها التي هي النقائص، و واضع ‌اللغات وضع هذه الأسامي أولا للخلق لأنها أسبق إلى العقول و الإفهام، و فهم معانيها في ‌حقه تعالى عسر جدا و بيانها أعسر منه بل كلما قيل في تقريبها إلى الإفهام فهو تبعيد له من‌ وجه كما تقدم في كلام أمير المؤمنين عليه السّلام إن قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود، و إن‌ قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم. وعن هشام بن الحكم عن الصادق عليه السّلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو قال: هو شي‌ء بخلاف الأشياء ارجع بقولي إلى إثبات معنى و إنه شي‌ء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم‌ و لا صورة و لا يحس و لا يجس و لا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام و لا تنقصه ‌الدهور و لا تغيره الأزمان. فقال له السائل فنقول إنه سميع بصير. قال: هو سميع بصير، سميع بغير جارحة، و بصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه و يبصر بنفسه، و ليس قولي إنه سميع‌ يسمع بنفسه و يبصر بنفسه أنه شي‌ء و النفس شي‌ء آخر، و لكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت‌ مسئولا و إفهاما لك إذ كنت سائلا فأقول سميع بكله لا أن الكل منه له بعض، و لكني أردت ‌افهامك و التعبير عن نفسي و ليس مرجعي إلى كل ذلك إلا إلى أنه السميع البصير العليم ‌الخبير بلا اختلاف الذات و لا اختلاف المعنى. و قد عرفت أن صفاته تعالى ذاته تعالى، فهو كما قيل وجود كله، وجوب كله، علم كله، حياة كله، لا أن شيئا منه علم و شيئا آخر قدرة ليلزم التركب في ذاته، و لا أن شيئا منه علم و شيئا آخر قدرة ليلزم التكثر في صفاته، ولا تتعجب من ذلك فإنك إذا حدثت نفسك بشي‌ء فأنت حينئذ عليم به سميع له بصير إياه‌ متكلم به، بل أنت إذ تراك علم و سمع و بصر و كلام. بل و أنت في الحال معلوم و مسموع‌ و مبصر، و كل ما يوهم التشبيه من الصفات من الغضب و الرضا و الفرح و الأسف و نحوها. فبدايته التي هي الانفعال منفية عنه تعالى، وغايته التي هي الكمال ثابتة له تعالى، و ذلك لأن صفات المخلوقات و الموجودات تختلف بحسب المظاهر و المقامات، فهي‌ إنما تكون في كل مقام بحسبه، فالغضب في الجسم جسماني يظهر بثوران الدم و حرارة الجلد و حمرة الوجه، وفي النفس نفساني إدراكي يظهر بإرادة الانتقام و التشفي عن الغيظ، و في العقل عقلي يظهر بالحكم الشرعي بتعذيب طائفة أو خزيهم لإعلاء دين اللّه، وهو بالنسبة إلى اللّه تعالى ما يليق بمفهومات صفاته الموجودة بوجود ذاته. و كذلك الشهوة فإنها في النبات الميل إلى جذب الغذاء و النمو، و في الحيوان الميل‌ إلى ما يوافق طبعه و يشتهيه، و في النفس الإنسانية الميل إلى ما يلائم الناطقة من كرائم الملكات، و في العقل الابتهاج بمعرفة اللّه و صفاته و أسمائه و أفعاله مما يعرف في اللّه‌ سبحانه كون ذاته مبدأ الخيرات و غايتها و خلقه الخلق لكي يعرف، و على هذا القياس سائر الصفات. و هو سبحانه بحسب كل صفة و نعت ليس كمثله شي‌ء في تلك الصفة، لأن المخلوق‌

لا يكون أبدا مثل خالقه في شي‌ء من الأشياء لأنه محتاج و خالقه غير محتاج، فلا حد لصفة اللّه و لا كيف لأنهما من خواص الممكن. و يمكن توجيه آخر للصفات التي توهم التشبيه ‌و هو أنها ترجع إلى خواص أوليائه و أمنائه، فإن أولياء اللّه لما قويت ذواتهم و كملت ‌صفاتهم و انشرحت صدورهم لم يحتجبوا بالخلق عن الحق، فكلما يصدر من الأفعال‌ و الأعمال و المجاهدات و المخاصمات كان للّه و باللّه و من اللّه و إلى اللّه و في اللّه، فإن غضب ‌كان غضبه للّه ، و إن أغضب فكذلك، و إن رضي أو أرضى فكذلك، و هكذا في جميع ما يفعل أو ينفعل فيصح نسبة صفاته و أفعاله إلى اللّه تعالى. كما ورد في الحديث القدسي الصحيح المتفق عليه بين الفريقين المروي في الكافي و غيره (لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها ) و روى الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن‌ الصادق عليه السّلام في قوله عز و جل: { فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } [الزخرف: 55]. قال إن اللّه سبحانه لا يأسف كأسفنا و لكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون و يرضون و هم‌ مخلوقون مربوبون، فجعل رضاهم رضاء نفسه، و سخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه و الأدلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك و ليس ذلك يصل إلى اللّه كما يصل إلى خلقه، لكن هذا معنى ما قال من ذلك، و قد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة و دعاني ‌إليها، وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [النساء: 80].و قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]. و كل هذا و شبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا و الغضب و غيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك، و لو كان يصل إلى المكوّن‌ الأسف و الضجر و هو الذي أحدثهما و أنشأهما لجاز لقائل أن يقول إن المكوّن يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر و الغضب دخله التغيير، فإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه بالإبادة و لوكان ذلك كذلك لم يعرف المكوّن من المكوّن، و لا القادر من المقدور، و لا الخالق من ‌المخلوق، تعالى اللّه عن هذا القول علوا كبيرا.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.