أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2021
![]()
التاريخ: 13-1-2016
![]()
التاريخ: 2023-03-14
![]()
التاريخ: 17-1-2019
![]() |
الأمر الذي يؤدي الى فشل الأبوة والأمومة هو إهمال الأولاد والانشغال بالعمل والمنزل وغيرهما, وقد حث الإسلام كثيرا على إعطاء الأولاد وقتا للعب والراحة وأن يقوم الوالدان بأنفسهما بهذا الدور, قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من كان له صبي فليتصاب له (1). وعن عبد الله بن الزبير قال : (أنا احدثكم بأشبه أهله إليه وأحبهم إليه الحسن ابن علي, رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته أو ظهره, فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل, لقد رأيته يجيء وهو راكع, فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر)(2) .
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (قال والدي: والله لأصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي وأكثر له المحبة وأكثر له الشكر, وإن الحق لغيره من ولدي, ولكن محافظة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف إخوته)(3) .
وقد أكد علماء التربية هذه الحقيقة , يقول موريس تي يش: (يجب أن تسلكوا مع أولادكم كأصدقاء, أن تعملوا معهم, أن تشاركوهم في اللعب ... أن تتحدثوا معهم بعبارات الود والصداقة ... إن الفرد يجب أن يعرف كيف يجعل نفسه بمستوى الأطفال ويتكلم بلغة يفهمونها)(4) .
وهذا أمر يحتاجه الطفل خاصة في بداية حياته الى لعب ولهو ليعيش طفولته ويتنعم بها , الشيء الذي يعطيه السعادة الآنية والراحة النفسية في المستقبل ليتدرج في شؤون الحياة وينطلق من ثم الى مرحلة الشباب, على العكس ما لو حرم من طفولته, فإنه يبقى يعيش عقدة الطفولة وفقدانه للسعادة مما يؤثر على مستقبله وتربيته لأولاده .
فينبغي للآباء والأمهات مداعبة وملاطفة أبنائهم وبناتهم, وممازحتهم والتصابي لهم, ومعنى التصابي للأولاد أن يجعل الأب أو الأم نفسه بمرتبة الصغير فيفعل مع ابنه ما يفعله الصغار معهم, ينبغي أن لا يتعيب الإنسان من ذلك مهما كان عمره وشأنه, فإن لنا أسوة حسنة برسول البشرية (صلى الله عليه واله) الذي كان يتصابى لأولاده وأحفاده صلوات المصلين عليهم أجمعين .
وعند التصابي للأولاد وملاطفتهم تحصل لدى الإنسان السعادة الحقيقية التي تملأ البيت سرورا وفرحا وراحة بال وهدوء حال مباركة من الله جل اسمه إلا أن نجاح ذلك متوقف على حسن تثمين الوقت ومراعاة الأولوية في الحياة, والطلب من الله سبحانه في ذلك, ومن يدع أنه لا وقت له للتصابي مع أولاده فنقول له: الوقت موجود لديك وإنما تفتقر الى نظم وقتك والذي هو سر النجاح خصوصا عندما تزدحم الهموم وأعباء الحياة كما في عصرنا الحالي, بل أن السعادة تكون بالعمل الصحيح الناتج عن الطريقة الصحيحة (5) .
___________________
1ـ ميزان الحكمة : ج10،ص700 .
2ـ مختصر تاريخ دمشق ج7،ص10.
3ـ مستدرك الوسائل ج12،ص626 .
4ـ الطفل بين الوراثة والتربية ج2،ص97 .
5ـ الوقت هو الحياة : 96.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
عقد جلسة حوارية عن ضحايا جرائم التطرف ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ذاكرة الألم
|
|
|