أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
4972
التاريخ: 19-09-2014
2194
التاريخ: 2-12-2015
9648
التاريخ: 5-11-2014
1936
|
إن اختيار الكلمة القرآنية مع ما لها من قيمة بيانية ، نجد فيها قيما كثيرة قد تكون اقتصادية كما مر معك في قوله {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ } [النساء : 5] وقد تكون تاريخية كما في قوله {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة : 14] كما ستعرف فيما بعد ، وقد تكن علمية ، وذلك كما نرى في قوله سبحانه :
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } [التكوير : 1، 2] وفي آية أخرى {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} [الانفطار : 1، 2]
ألا ترى أن القرآن استعمل كلمتين اثنتين ، فبجانب النجوم ذكر الأنكدار ، وبجانب الكواكب ذكر الانتثار ، ولما كانت النجوم مضيئة كانت الكلمة التي تلائمها ، وتناسبها ، ما ذكره القرآن الكريم (الانكدار) ، ولما كانت الكواكب ليست كالنجوم وانما هي أجسام صلبة مضيئة بذاتها كانت الكلمة التي تناسبها (الانتثار) لأنها تتحطم أجزاؤها وتتناثر .
وتدبر هاتين الكلمتين المتشابهتين وهما كلمة بناء وبنيان ، قال الله تعالى {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ } [الصافات : 97] وقال : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف : 4] ، أما كلمة (بناء) فقد جاءت في قوله سبحانه {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة : 22]. فانظروا أرشدكم الله الى سر التعبير القرآني ، كلمة (بنيان) جاءت فيما يعرفه الناس ، فهم يبنون بيوتهم بطرق معلومة لهم من وضع الحجارة أو اللبنات بعضها فوق بعض .
لكن كلمة البناء جاءت حديثا من السماء ، ولا ريب بأن تغاير الكلمتين في كتاب الله فضلا عما له من قيمة بيانية يعطينا قيمة علمية كذلك ، فبنيان الأرض له قواعده وأسسه ، أما الأجرام السماوية ، فتختلف اختلافا تاما عما عهده الناس في الأرض ، فبناؤها ليس باللبنات ، ولا الحجارة ، ولكن يشد بعضها الى بعض بما أودعه الله في هذا الكون من قوانين الجاذبية وغيرها .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|