المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18220 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

SWITCHING ALGEBRA-Introduction
5-1-2017
البولميرات المنتظمة فراغياً
2024-04-03
تـحليـل VRIO
13-4-2022
البيئـة التسويقيـة الخارجيـة ( البيئـة العامـة)
28-2-2019
Physical properties of the group 2 elements
17-1-2018
تشجيع الأولاد وعدم السخرية من أخطائهم
1-1-2017


الماءُ أصلُ الحياة  
  
2440   07:46 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص474-478.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-21 1321
التاريخ: 7-10-2014 2046
التاريخ: 23-11-2014 2035
التاريخ: 21-04-2015 4291

قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء : 30] . 
 قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (كلّ شيء خُلق مِن الماء) (1) .
تدلّنا النصوص الشرعية الصادرة عن منابع الوحي على أنّ الماء هو أَوّل ما خَلق الله مِن الجسمانيات ، فقد روى الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن جابر ابن يزيد الجعفي ( تابعيّ ثقة صدوق : 128) أنّ رجلاً مِن علماء أهل الشام جاء إلى أبي جعفر الإمام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) وقدّم إليه أسئلة زعم أنّه قدّمها إلى سائر أصناف الناس فاختلفوا ولم يَتَبين وجه الصواب ، فمِن ذلك سؤاله عن بدء الخِلقة ، فكان فيما أجابه الإمام (عليه السلام ) قوله : (فأوّل شيء خَلَقه مِن خَلْقه الشيء الذي جميع الأشياء منه ، وهو الماء) (2) .
وهكذا رواه ثقة الإسلام الكليني في روضة الكافي ، قال (عليه السلام) : (وخَلَق الشيء الذي جَميع الأشياء منه ، وهو الماء الذي خلق الأشياء منه ، فجعل نسب كل شيء إلى الماء ، ولم يَجعل للماء نسباً يُضاف إليه) (3) .

وأيضا بإسناده عن محمّد بن مسلم (الثقة الجليل) عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) : ( كان كلّ شيء ماءً ، وكان عرشه على الماء) (4) .

وفي قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود : 7] ، دلالة على أنّ الماء وُجد قبل أن تُوجد عوالم الكون مِن سماء وأرض ؛ لأنّ العرش كناية عن عرش التدبير ، وهو عِلمه تعالى بمصالح الوجود على الإطلاق ، فإذ لم يكن سوى الماء ، فإنّ عرشه تعالى لم يكن مستوياً على شيء سوى الماء ، فالآية كناية عن أنّه تعالى كان ولم يكن معه شيء ، سوى أنّه خلق الماء قبل أن يخلق سائر الموجودات .

وفي القرآن الكريم أيضاً مواضع تُشير إلى أنّ أصل الحياة مِن الماء ، في نشأتها وتكوينها وظهورها في عالم الوجود ، قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء : 30] وقال (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) ، وقال في خصوص الإنسان بالذات : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا} [الفرقان : 54].

اختلف أهل التفسير في المراد مِن هذا الماء الذي هو نشأة الحياة .

قال الإمام الرازي : ذكروا في هذا الماء قولين : ( أحدهما ) أنّه الماء الذي خلق منه أُصول الحيوان ، وهو الذي عناه بقوله : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور : 45] ، (والثاني) 
أنّ المراد النطفة ، لقوله : {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق : 6] ، {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة : 8] (5).

وقال ـ في قوله تعالى : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ } [النور : 45] ـ : في ذلك وجوه :

( الأَوّل ) ـ وهو أحسنها ـ ما قاله القفّال : إنّ قوله ( من ماء ) صلة ( كلّ دابة ) ، وليس مِن صلة ( خلق ) ، والمعنى : أنّ كلّ دابة متكوّنة مِن الماء ـ أي متولّدة مِن انعقاد النطفة ـ فهي مخلوقة لله تعالى .

(الثاني) : أنّ أصل جميع المخلوقات مِن الماء ؛ لأنّ الماء هو الأصل الأوّل الذي خَلَقه الله ، كما ورد في الحديث : أَوّل ما خَلق الله الماء .

(الثالث) : أنّها متولّدة مِن النطفة ، أو لأنّها لا تعيش إلاّ بالماء (6) .

ولكنّ المحقّقين مِن أهل التفسير لم يزالوا على القول بأنّ المراد مِن هذا الماء هو الذي منه أصل جميع المخلوقات ، فإنّ مِن الماء نَشَأة الحياة وبذرت بذرتها الأُولى ، بشكل حيوان بسيط ذي خليّة واحدة ( الأميبا ) (7) وارتقت إلى حيوانات معقّدة الأعضاء ذوات الخلايا العديدة ، فوق الملايين .

أمّا وكيف وُجدت أَوّل ما وُجدت الحياة ـ في المياه : البحار والبحيرات والمستنقعات ـ ؟ فهذا ممّا لم يجد له العلم إجابةً صحيحة صالحة للقبول على مسرح العلوم التجريبية المجرّدة .

ومِن ثَمّ فإنّ نظرية التطوّر في الحياة ـ على أنحائها وأشكالها ـ إنّما تبتدئ مِن عصر ما بعد الخليّة ، أمّا عصر ما قبلها فمجهول ، سوى أنّه أمرٌ تحقّق بإرادة الله  المهيمن على مقدّرات هذا الكون ، الأمر الذي لا محيص عن الإذعان به ما دام  التسلسل باطلاً وكان التولّد الذاتي مستحيلاً ، وقد أَبطله العلم على أساس التجربة أيضاً .

قال سيّدنا الأُستاذ الطباطبائي ( قدس سرّه ) ـ عند قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء : 30] ـ : والمراد أنّ للماء دخلاً تامّاً في وجود ذوي الحياة ، كما قاله : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور : 45] ، قال : وفي ظلّ البحوث العلمية الحديثة ظهرت صلة الحياة بالماء (8) معجزة قرآنية خالدة .

قال سيّد قطب : وأمّا قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) فيُقرّر حقيقةً خطيرة يَعدّ العلماء كشفَها وتقريرها أمراً عظيماً ، ويُمجّدون ( دارون ) لاهتدائه إليها ! وتقريره : أنّ الماء هو مَهد الحياة الأَوّل .

وهي حقيقة تُثير الانتباه حقاً ، وإن كان ورودها في القرآن الكريم لا يُثير العَجب في نفوسنا ، ولا يزيدنا يقيناً بصدق هذا القرآن ، فنحن نستمدّ الاعتقاد بصدقه المطلق ، في كلّ ما يُقرّره ، مِن إيماننا بأنّه مِن عند الله ، لا مِن موافقة النظريات أو الكشوف العلمية له ، وأقصى ما يقال هنا كذلك : إنّ نظرية النشوء والارتقاء لدارون وجماعته لا تعارض مفهوم النصّ القرآني في هذه النقطة بالذات .

ومنذ أكثر مِن ثلاثة عشر قرناً كان القرآن الكريم يُوجّه أنظار الكفّار إلى عجائب صُنع الله في الكون ، ويستنكر أن لا يؤمنوا بها وهم يرونها مبثوثة في الوجود ( أفلا يؤمنون؟ ) وكلّ ما حولهم في الكون يقود إلى الإيمان بالخالق المدبّر الحكيم (9) .

وقال أيضاً ـ عند قوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ) ـ : وهذه الحقيقة

الضخمة التي يعرضها القرآن بهذه البساطة ـ حقيقة أنّ كل دابّة خُلقت مِن ماء ـ قد تعني وحدة العنصر الأساسي في تركيب الأحياء جميعاً ، وهو الماء ، وقد تعني ما يُحاول العلم الحديث أن يُثبته مِن أنّ الحياة خرجت مِن البحر ونشأت أصلاً في الماء ، ثمّ تنوّعت الأنواع ، وتفرّعت الأجناس .

ولكنّنا نحن ـ على طريقتنا في عدم تعليق الحقائق القرآنية الثابتة على النظريات العلمية القابلة للتعديل والتبديل ـ لا نزيد على هذه الإشارة شيئاً ، مكتفين بإثبات الحقيقة القرآنية ، وهي أنّ الله خَلق الأحياء كلّها مِن الماء فهي ذات أصل واحد ، ثمّ هي ـ كما ترى العين ـ متنوّعة الأشكال منها الزواحف تمشي على بطنها ، ومنها الإنسان والطير يمشي على قدمين ، ومنها الحيوان يدبّ على أربع ، كلّ ذلك وِفق سنّة الله ومشيئته ، لا عن فلتة ولا مصادفة ، فالنواميس والسُنن التي تعمل في الكون قد اقتضتها مشيئة الله الطليقة ( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (10) .
_____________________________
 (1) بحار الأنوار : كتاب السماء والعالم ج54 ص208 رقم 170 ، وراجع الدرّ المنثور : ج4 ص317 .

(2) بحار الأنوار : ج54 ص67 رقم 44 عن كتاب التوحيد ص67 رقم 20 باب التوحيد .

(3) الكافي : ج8 ص94 رقم 67 ، البحار : ج54 ص97 رقم 81 .

(4) الكافي 6 ج8 ص95 رقم 68 وص153 رقم 142 ، البحار : ج54 ص98 رقم 82 .

(5) التفسير الكبير : ج24 ص101 .

(6) التفسير الكبير : ج24 ص16 .

(7) قد بسط الأُستاذ الطنطاوي الكلام حول هذا الحيوان ( ذي الخليّة الواحدة ) في تفسيره الجواهر ( ج12 ص226 ) عند قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً ) .

ولشيخنا الأُستاذ محمّد تقي الفلسفي أيضاً مقال لطيف حول مسألة الحياة ، بَحث فيه على ضوء الآراء الحديثة عن الحياة ونشأتها وتطوّرها ، على أُسلوبه الشيّق ، فراجع تفسيره لآية الكرسي : ص39 ـ 98 .

(8) تفسير الميزان : ج14 ص305 .

(9) في ظِلال القرآن : ج5 ص531 .

(10) في ظلال القرآن : ج6 ص111 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .