أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2016
5885
التاريخ: 25-09-2014
6126
التاريخ: 10-7-2016
7145
التاريخ: 9-06-2015
5403
|
قال تعالى : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام : 75] . المراد بكذلك ان اللَّه سبحانه كما كشف لإبراهيم عن ضلال قومه في عبادتهم الأصنام فقد كشف له أيضا عن عجائب السماوات والأرض ليستدل ببديع نظامهما وغريب صنعهما على وجود اللَّه ووحدانيته وعظمته « ولِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ » فيؤمن عن حجة ودليل ، وتدل هذه الآية على أمرين :
الأول : ان عقيدة الإسلام تقوم على حرية الرأي والعقل ، لأن اللَّه سبحانه ما أوجب الإيمان به إلا بعد أن أقام الدليل عليه ، ودعاهم إلى النظر فيه .
الثاني : ان الدليل الذي أقامه على وجوده ميسور وسهل على جميع الافهام لا يحتاج إلى جهد ، ولا إلى علم وفلسفة ، فيكفي أن ينظر الإنسان إلى عجائب الكون والنظام الذي يحكمه ليهتدي إلى خالقه وصانعه المبدع .
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي } [الأنعام: 76]. كان قوم إبراهيم يعبدون الكواكب من دون اللَّه ، فأراد أن يستدرجهم إلى الحق ، ويلفتهم إلى منطق العقل والفطرة برفق ولين ، فانتظر حتى جن عليه الليل ، وستر الأرض بظلامه ، ورأى كوكبا مما يعبدون ، فقال محاكاة لزعمهم : هذا ربي . فاطمأنوا إليه ، ولما أفل الكوكب وغاب تحت الأفق أيقظ عقولهم ، ولفت نظرهم إلى أن الآلهة لا تتقلب وتتغير ، ولا يحجبها شيء .
{ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ } استدراجا لهم واستهواء لقلوبهم : { هذا رَبِّي } لأنه أسطع نورا وأكبر حجما من الأول « فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ » ، يشير إلى أنه غير مطمئن النفس لهذه الكواكب ، وانه لم يهتد بعد إلى الطريق ، وطلب من اللَّه أن ينقذه من هذه الحيرة .
{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 78] . لقد مضت التجربة الأولى والثانية والثالثة ، وبقي الشك كما كان ، إذن ، لا بد من البراءة من عبادة الكواكب ، لأنها لا تستأهل العبادة ، ولا تستحق الإكبار ، وبعد أن أعلن البراءة من آلهتهم توجه بقلبه إلى خالق الكون ، وقال : { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } . هذه هي النتيجة الحتمية للنظرة الفاحصة ، والتفكير الحنيف في أي شيء من أشياء هذا الكون ، نظرة واحدة لا غير بتجرد وتدبر إلى أية صورة من صور هذا العالم تؤدي حتما إلى اليقين الجازم بأن اللَّه وحده هو فاطر السماوات والأرض .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|