أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-10
154
التاريخ: 8-10-2014
2103
التاريخ: 2024-09-04
482
التاريخ: 10-10-2014
2641
|
قال تعالى : {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف : 36].
اللَّه سبحانه عادل وحكيم لا يسلط الشياطين على عباده ليغريهم بالضلال والمعصية ثم يعاقبهم عليها ، كيف وهو القائل : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر : 42] ,والقائل {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت : 46] ؟ وعليه يكون معنى الآية من ينصرف عن دين اللَّه وشريعته إلى الشهوات والملذات يتخلى سبحانه عنه ، ويكله إلى نفسه الأمّارة ، وإلى شياطين الإنس والجن تفتك به ، وتقوده إلى المهالك ، ولا يردعه اللَّه عن المعصية بالجبر والقهر . وتقدم مثله في الآية 25 من سورة فصلت .
« وإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ » . الضمير في انهم يعود إلى الشياطين لأن المراد بالشيطان الجنس ، وضمير يصدونهم يعود إلى أتباع الشياطين ، والسبيل هو طريق الهدى والحق « ويَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ » . الشياطين يقودون أتباعهم إلى الضلال ، والأتباع يعتقدون انهم على الهدى في الانقياد إلى الشياطين . . وأشقى الناس من سار على طريق الهلاك ، وهو يعتقد انه على طريق السلام والصراط القويم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [الكهف : 103، 104].
« حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ » .
في جاءنا وقال ضمير مستتر يعود إلى الذي اتبع الشياطين والمضللين ، وفي الكلام حذف أي ان التابع يقول غدا للمتبوع : ليتني كنت بعيدا عنك بعد المشرق عن المغرب ، فبئس الصاحب كنت لي والرفيق ، ومثله : {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ } [البقرة : 166]. « ولَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ » . الخطاب في ينفعكم للتابعين ، والمعنى قد يهون عذاب الدنيا بعض الشيء على صاحبه إذا رأى غيره يعاني مما يعانيه ، أما عذاب الآخرة فهو هو في شدته ، سواء أكان خاصا بالتابعين أم عاما لهم وللمتبوعين ، فاشتراك هؤلاء مع أولئك في العذاب لا يخفف منه شيئا ، ولا يجدي التابعين نفعا .
« أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ومَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » . لقد ختمت الشهوات على أعينهم وقلوبهم وآذانهم ، فكيف يرون الحق ويسمعون كلمته ؟.
وتقدم مثله في الآية 42 من سورة يونس و 80 من سورة النمل و 52 من سورة الروم « فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ » . الخطاب لرسول اللَّه (صلى الله عليه واله)، وضمير منهم وعليهم للمشركين ، والمعنى ان اللَّه سبحانه لا يدع المشركين على ما هم عليه ، فإن انتقل الرسول إلى رحمة ربه قبل أن يسلموا أو يستسلموا انتقم اللَّه منهم ، وان بقي الرسول حيا أظهره اللَّه عليهم وأخضعهم لأمره مرغمين ، وفاء لوعد اللَّه تعالى . وهذا ما حدث بالفعل .
فلقد دخل الرسول الأعظم مكة فاتحا واستسلم له عتاتها بعد أن أخرجوه منها خائفا يترقب ..
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|