أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-23
![]()
التاريخ: 2023-04-04
![]()
التاريخ: 2023-09-06
![]()
التاريخ: 2023-04-19
![]() |
إن صلاة الجمعة - قبل كل شئ - عبادة جماعية ولها أثر العبادات عموما ، حيث تطهر الروح والقلب من الذنوب ، وتزيل صدأ المعاصي عن القلوب ، خاصة وأنها تكون دائما مسبوقة بخطبتين تشتملان على أنواع المواعظ والحكم ، والحث على التقوى وخوف الله .
أما من الناحية السياسية والاجتماعية فهي أكبر مؤتمر أسبوعي عظيم بعد مؤتمر الحج السنوي ، لهذا نجد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول في الرواية التي نقلناها سابقا من أن الجمعة حج من لا يملك القدرة على المشاركة في الحج . ويعطي الإسلام في الحقيقة أهمية خاصة لثلاثة مؤتمرات كبيرة :
التجمعات التي تتم يوميا لصلاة الجماعة .
التجمع الأسبوعي الأوسع في صلاة الجمعة .
ومؤتمر الحج الذي يعقد في كل سنة مرة .
ودور صلاة الجمعة مهم جدا خاصة وأن من واجبات الخطيب هو التحدث في الخطبتين عن المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبذلك سيكون هذا التجمع العظيم والمهيب منشأ للبركات والنعم التالية :
أ - توعية الناس على المعارف الإسلامية والأحداث السياسية والاجتماعية
المهمة .
ب - توثيق الاتحاد والانسجام بين المسلمين أكثر لإخافة الأعداء .
ج - تجديد الروح الدينية وتصعيد معنويات المسلمين .
د - إيجاد التعاون لحل المشكلات العامة التي تواجه المسلمين . ولهذا فإن أعداء الإسلام يخافون دائما من صلاة الجمعة الجامعة للشرائط .
ولهذا أيضا - كانت صلاة الجمعة مصدر قوة سياسية في أيدي حكومات العدل كحكومة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي استثمرها أحسن استثمار لخدمة الإسلام ، وكذلك كانت مصدر قوة أيضا لحكومات الجور كدولة بني أمية الذين استغلوها لتحكيم قدرتهم وسيطرتهم وإضلال الناس .
وعلى مدى التأريخ نلاحظ أن أي محاولة للتمرد على النظام تبدأ أولا بالامتناع عن صلاة الجمعة خلف الإمام المنصوب من قبل الحاكم ، فقد جاء في قصة عاشوراء أن بعض الشيعة اجتمعوا في دار ( سليمان بن صرد الخزاعي ) ثم بعثوا رسالة إلى الإمام الحسين من الكوفة جاء فيها ( . . والنعمان بن بشير في قصر الإمارة ، لسنا نجتمع معه في جمعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله " (1).
وفي الصحيفة السجادية عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) : " اللهم إن هذا المقام لخلفائك وأصفيائك ومواضع امنائك ، في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزوها " (2) .
وفي خطبة الجمعة يتم تبديد جميع الإشاعات التي كان الأعداء قد بثوها خلال الأسبوع ، وتدب بعد ذلك الحياة في جموع المسلمين ويبدأ دم جديد بالتدفق .
ومن الجدير بالإشارة إليه أن فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) ينص على عدم جواز إقامة أكثر من جمعة واحدة في منطقة نصف قطرها فرسخ ، كما يمكن أن يشارك في صلاة الجمعة من كان يبعد عنها بمسافة فرسخين ( أي ما يعادل أحد عشر كم )
كل هذا يعني أنه لا يمكن إقامة أكثر من صلاة جمعة في مدينة واحدة صغيرة أو كبيرة ، مع أطرافها وضواحيها ، وبناء على هذا فسيكون هذا التجمع هو أوسع تجمع يقام في تلك المنطقة .
ولكننا نجد مع الأسف أن هذه المراسم العبادية السياسية التي تستطيع أن تكون مصدر حركة عظيمة في المجتمعات الإسلامية ، نجدها بسبب سيطرة الحكومات الفاسدة على بعض الدول الإسلامية قد فقدت روحها ومعناها ، إلى الحد الذي لا تترك أي أثر إيجابي ، وأصبحت تقام باعتبارها مراسم حكومية رسمية لا أكثر ، وذلك مما يحز بالنفس ويؤلم كثيرا . إن أهم صلاة جمعة تقام على طول العام هي الصلاة التي تقام قبل الذهاب إلى عرفات في مكة ، حيث يشارك فيها عدد غفير من الحجاج الذين تجمعوا من مختلف أنحاء العالم . ويكون هناك تمثيل حقيقي لكل فئات المسلمين في الكرة الأرضية ، ومن اللائق أن يهيأ لمثل هذه الصلاة الحساسة خطبة عظيمة يشارك في إعدادها أئمة الجمع ليعرضوا فيها أمور المسلمين المختلفة .
ومن الطبيعي أن تعطي مثل هذه الخطبة اكلها ، وتفيض بالبركات والوعي بين المسلمين وتحل مشاكلهم الخطيرة .
ولكن مع شديد الأسف نرى أن خطبة الجمعة في هذه الأيام لا تتناول سوى الأمور الهامشية ، أو يتم التحدث عن أمور معروفة للجميع ، ولا يتم التحدث عن الأمور الأساسية التي تهم المسلمين ! !
ألا ينبغي البكاء على ذهاب هذه الفرص الذهبية وضياع هذه الثروة المعنوية ؟ ! ألا يدعو ذلك إلى الأسف ويتطلب الإسراع في الإصلاح ؟ !
_____________________
1. بحار الانوار , ج44 , ص333.
2. الصحيفة السجادية , دعاء 48.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
عقد جلسة حوارية عن ضحايا جرائم التطرف ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ذاكرة الألم
|
|
|