أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017
3507
التاريخ: 11-5-2017
3523
التاريخ: 17-5-2017
2981
التاريخ: 5-7-2017
3373
|
الطائف من مصايف الحجاز ومن المناطق الخصبة، الكثيرة الزرع فيها، وتقع الطائف في الجنوب الشرقي من مكة على بعد (12) فرسخا منها، وقد كانت ولا تزال بسبب مناخها اللطيف، وبساتينها المثمرة، ونخيلها الكثيرة مقصدا بل مركزا وموطنا لطلاب اللذة والراحة من أهل الحجاز.
وقد كانت قبيلة ثقيف التي كانت تعدّ من القبائل العربية القوية الكثيرة العدد تسكن في هذا البلد.
وكانت أعراب ثقيف من الذين شاركوا في معركة حنين ضدّ الاسلام والمسلمين، ثم لجئوا بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بهم على أيدي جنود الاسلام الظافرين إلى بلدهم الذي كان لهم آنذاك فيه حصن قويّ ومنيع.
ولتكميل الانتصار الاسلامي أمر الرسول القائد (صلى الله عليه واله) بملاحقة الهاربين المنهزمين في معركة حنين.
من هنا كلّف (صلى الله عليه واله) أبا عامر الأشعري وأبا موسى الأشعري وفريقا من جنود الاسلام بملاحقة من لجأ منهم إلى أوطاس فقتل القائد الأوّل في هذه الواقعة، واستطاع الثاني أن يحرز انتصارا كبيرا على العدو ويفرق جمعه.
وأما النبي (صلى الله عليه واله) نفسه فقد توجه بالبقية من جيشه الى الطائف ، ومرّ في طريقه على حصن مالك بن عوف النصري مثير فتنة حنين ورأس المؤامرة، فهدمه وسوّاه بالأرض.
على أن تهديم حصن مالك لم يكن بدافع انتقاميّ بل كان لأجل ان لا يترك وراءه نقطة اعتماد وملجأ للعدوّ.
تحركت أعمدة الجيش الاسلامي الواحدة تلو الاخرى، واستقرت حول مدينة الطائف.
كان حصن الطائف حصنا منيعا، مرتفع الجدران، قوي البنيان، فيه أبراج للمراقبة مسيطرة على خارج الحصن سيطرة كاملة.
ومنذ أن استقرّ الجيش الاسلامي خارج الطائف بدأ حصاره لها، غير أنّ الحصار لم يتكامل بعد حتى عمد العدو إلى رمي المسلمين للحيلولة دون تقدّمهم نحو المواقع المرسومة لها، فقتل بهذا جماعة من المسلمين في بداية هذه الواقعة.
فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) الجيش بالانسحاب والتراجع التكتيكي الى نقطة بعيدة عند مرمى العدوّ، والتمركز فيها ريثما تصدر الاوامر الجديدة وهنا اقترح سلمان الفارسي الذي سبق له أن اقترح حفر الخندق في معركة الاحزاب، وكان ذا خبرة بفنون القتال، اقترح على رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يرمي الحصن بالمنجنيق ، وكان هذا الجهاز الذي كان يستخدم في حروب تلك الأعصر يؤدى نفس دور الدبابة في الحروب الراهنة.
فقام امراء الجيش الاسلامي بنصب المنجنيق بإرشاد وتوجيه من سلمان، وأخذوا يرمون الحصن المذكور وأبراجها الشاهقة بالحجارة طوال عشرين يوما متوالية.
ولكن العدوّ لم يسكت تجاه هذه العمليات القوية التي بدأها المسلمون، فزاد من رميه واستمر في ذلك، فوقعت بين المسلمين بعض الاصابات نتيجة ذلك.
والآن يجب أن نرى كيف حصل المسلمون على جهاز المنجنيق، هذا؟
يرى البعض أن سلمانا هو الذي صنع هذا الجهاز وعلّم المسلمين كيفية استخدامه في هذه الغزوة.
ويرى آخرون ان المسلمين حصلوا على هذا الجهاز وغنموه من اليهود في خيبر عند فتح قلاعهم وحصونهم واصطحبوه معهم إلى الطائف واستخدموه في غزوها.
ولا يبعد أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي قد ادخل بعض التحسينات على ذلك الذي جلبه المسلمون من خيبر، وعلّم المسلمين كيفية نصبه واستخدامه في القتال، فانه يستفاد من التاريخ أن المنجنيق لم يكن منحصرا في المنجنيق الذي حصل عليه من يهود خيبر، لأن النبي (صلى الله عليه واله) بعث الطفيل بن عمرو الدوسي لتحطيم أصنام لقبيلة دوس في وقت متزامن مع خروجه الى معركة حنين ثم الطائف فعاد الطفل فاتحا مع من خرجوا تحت إمرته من جنود الاسلام الاربعمائة، وكانوا برمتهم من أبناء قبيلته، فقد قدم الطائف على رسول الله (صلى الله عليه واله) مع عدد واحد من جهاز المنجنيق وعربتين حربيتين خاصتين، وقد استخدمت هذه الآليات في غزوة الطائف.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|