أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
3493
التاريخ: 15-11-2014
2478
التاريخ: 15-10-2014
3607
التاريخ: 17/10/2022
1820
|
مؤلفه :
هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي السيوطي ،
ولد سنة (849هـ) ، وتوفي سنة (911هـ).
وهو ينحدر من أسرة في مدينة أسيوط إحدى مدن
مصر الكبرى .
كان السيوطي ذا ذاكرة قوية ، وجد واجتهاده ،
حفظ القرآن الكريم ولم يبلغ الثامنة من عمره .
درس وتتلمذ على أستاذه ، حتى أصبح من كبار
الحفاظ ، الرواة ، والمؤلفين ، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من خمسمائة مؤلف ، ولأغلبها
فوائد جمة ؛ مما يدلل على عمقه وتبحره في مختلف العلوم والمعارف (1) .
تفسيره :
لقد ألف السيوطي تفسيراً مبسطاً جمع فيه
الآثار مع أسانيدها ، وأسانيد الكتب المخرجة منها ، ثم اختصره بحذف الأسانيد وسماه
بـ " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " .
وفيه يقول :
" فلما الفت كتاب " ترجمان القرآن
" وهو التفسير المسند عن رسول " (صلى الله عليه واله وسلم) ، وأصحابه ،
وتم بحمد الله في مجلدات ، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله ، ورغبتهم في الاقتصار
على متون الأحاديث دون الأسناد وتطويله ، فلخصت منه هذا المختصر ، مقتصراً فيه على
متن الأثر مصدراً بالعزو والتخريج الى كل كتاب معتبر ، وسميته بـ " الدر
المنثور في التفسير بالمأثور " (2) .
وهو أجمع تفسير بالمأثور في كتب أهل السنة .
منهجه في التفسير :
يذكر المؤلف المأثور الوارد حول نزول السورة
وفضلها ، وفضل قراءتها ، ثم يذكر في ذيل كل آية ما ورد حولها من الروايات .
وفيه أن المؤلف اقتصر في تفسيره هذا على جمع
أحاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ، والآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين
بلا نقد ، او تمحيص ، او ترجيح ؛ أي أنه لم يتعرض لتلك الآثار بالجرح والتعديل ،
من حيث الصحة ، والوضع ، والحسن ، والضعف ، لذلك جاء في الجمع هذا الغث والسمين ،
بل أورد فيه الكثير من الموضوعات والإسرائيليات ؛ كما في قصة هاروت وماروت ، وقصة
الذبيح على أنه إسحاق (عليه السلام) ، وقصة يوسف ، وداود ، وسليمان وإلياس (عليهما
السلام) ، وأسرف في ذكر المرويات حول بلاء أيوب (عليه السلام) مما لا صحة له ،
وإنما هو من الإسرائيليات الكاذبة .
وعلى هذا الأساس فإن هذا التراث الضخم بحاجة
الى تحقيق وتمحيص للاستفادة منه في تفسير الكتاب العزيز .
مثال من تفسيره : سورة المائدة
أخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة قال :
المائدة مدنية . وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه ، والنسائي وابن
المنذر والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في سننه ، عن جبير بن نفير قال : حججت
فدخلت على عائشة فقالت : لي يا جبير تقرأ المائدة ؟ فقلت : نعم ، فقالت : أما إنها
آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه ، وما وجدتم من حرام فحرموه ...
الخ .
قوله تعالى : {اليوم اكملت لكم دينكم}[المائدة : 3].
أخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس
قال : أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا تحتاجون الى زيادة
أبداً ، وقد أتمه فلا ينقص أبداً ، وقد رضيه فلا يسخطه أبداً ، وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة في قوله : {اليوم أكملت لكم دينكم} قال أخلص الله لهم دينهم ،
ونفى المشركين عن البيت قال : ويلغنا أنها أنزلت يوم عرفة ووافقت يوم الجمعة .
واخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : { اليوم اكملت لكم دينكم} قال ذكر لنا أن هذه
الآية نزلت على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم عرفة يوم جمعة حين نفى
الله المشركين عن المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال
: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعاً فلما نزلت " براءة " فنفي
المشركون عن البيت الحرام ، وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من
المشركين ، فكان ذلك من تمام النعمة ، وهو قوله { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ...} وهكذا ينقل عن كعب ، وعن معاوية ، وعن سمرة بأنها نزلت على رسول
الله (صلى الله عليه واله وسلم) بعرفة في يوم جمعة .
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن
أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عليا يوم غدير
خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه بهذه الآية { اليوم اكملت لكم دينكم } ،
وأخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : لما كان
يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :
من كنت مولاه فعلي مولاه ، فأنزل الله : { اليوم أكملت لكم دينكم }.. الخ
قوله تعالى : { ياأيها الذين اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } [المائدة : 35].
أخرج عبد بن حميد ، والفريابي ، وابن جرير ،
وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في قوله : {ابتغوا إليه الوسيلة} قال : القربة .
وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة في قوله : {وابتغوا إليه الوسيلة} قال : القربة . وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة في قوله : {وابتغوا إليه الوسيلة} قال :
تقربوا الى الله بطاعته ، والعمل بما يرضيه . وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي وائل قال
: الوسيلة هي الإيمان .
وأخرج الطستي ، وابن الانباري في الوقف
والابتداء عن ابن عباس ان نافع ابن الأزرق قال له : اخبرني عن قوله عزوجل : { وابتغوا إليه الوسيلة } قال : الحاجة ، قال وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت عنترة
وهو يقول :
إن الرجال لهم إليك
وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي (3) .
______________________
1- التفسير والمفسرون ، معرفة ، ج2 ، ص :
332 ، 333 ، وإيازي ، ص : 459 .
2- الدر المنثور ، ج1 ، ص : 2 .
3- راجع المدر المنثور .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
ملتقى مدرسة الحلة الكلامية شهد انعقاد جلسة بحثية ناقشت تراث المدينة العلمي والفكري
|
|
|