أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
836
التاريخ: 26-8-2017
1265
التاريخ: 27-8-2017
1581
التاريخ: 17-9-2017
987
|
قدوم المأمون إلى العراق
لما وقعت هذه الفتن بالعراق بسبب الحسن بن سهل و نفور الناس من استبداده و أخيه على المأمون ثم من العهد لعلي الرضا بن موسى الكاظم [عليهما السلام] و إخراج الخلافة من بني العباس و كان الفضل بن سهل يطوي ذلك عن المأمون و يبالغ في إخفائه حذرا من أن يتغير رأي المأمون فيه و في أخيه و لما جاء هرثمة للمأمون و علم أنه يخبره بذلك و أن المأمون يثق بقوله أحكم السعاية فيه عند المأمون حتى تغير له فقتله ولم يصغ إلى كلامه فازدادت نفرة الشيعة و أهل بغداد و كثرت الفتن و تحدث و القواد في عسكر المأمون بذلك ولم يقدروا على إبلاغه فجاؤا إلى عين الرضا و سألوه إنهاء ذلك إلى المأمون فأخبره بما في العراق من الفتنة و القتال و أنهم بايعوا إبراهيم بن المهدي فقال المأمون : إنما جعلوه أميرا يقوم بأمرهم ! فقال: ليس كذلك وإن الحرب الآن قائمة بين ابن سهل وبينه وإن الناس ينقمون عليك مكان الفضل والحسن ومكاني وعهدك لي فقال له المأمون: ومن يعلم هذا غيرك؟ فقال يحيى بن معاذ و عبد العزيز ابن عمران و غيرهما من وجوه قوادك فاستدعاهم فكتموا حتى استأمنوا إليه ثم أخبروه بما أخبره به الرضا و أن الناس بالعراق يتهمونه بالرفض لعهده لعلي الرضا و أن طاهر ابن الحسين مع علم أمير المؤمنين ببلائه قد دفع إلى الرقة و ضعف أمره و البلاد تفتقت من كل جانب و إن لم يتدارك الأمر ذهبت الخلافة منهم فاستيقن المأمون ذلك و أمر بالرحيل و استحلف على خراسان غسان بن عباد و هو ابن عم الفضل بن سهل و علم الفضل بن سهل بذلك فشرع في عقاب أولئك القواد فلم يغنه و لما نزل المأمون شرحبيل وثب بالفضل أربعة نفر فقتلوه في الحمام و هربوا و جعل المأمون جعلا لمن جاء بهم فجاء بهم العباس بن الهيثم الدينوري فلما حضروا عند المأمون قالوا له : أنت أمرتنا بقتله ! و قيل بل اختلفوا في القول فقال بعضهم : أمرنا بقتله ابن أخيه و قال آخرون بل عبد العزيز بن عمران من القواد و علي و موسى و غيرهم و أنكر آخرون فأمر المأمون بقتلهم و قتل من أقروا عليه من القواد و بعث إلى الحسن بن سهل و سار إلى العراق و جاءه الخبر بأن الحسن بن سهل أصابته الماليخوليا و اختلط فبعث دينارا مولاه و وكله بأمور العسكر و كان إبراهيم بن المهدي و عيسى بالمدائن و أبو البط و سعيد بالنيل و الحرب متصلة بينهم و المطلب بن عبد الله بن مالك قد اعتل بالمدائن فرجع إلى بغداد و جعل يدعو إلى المأمون سرا و إلى خلع إبراهيم و أن يكون منصور بن المهدي خليفة للمأمون و دخله في ذلك خزيمة بن خازم و غيره من القواد و كتب إلى علي بن هشام و حميد أن يتقدما فنزل حميد نهر صرصر و علي النهروان و عاد إبراهيم بن المهدي من المدائن إلى بغداد منتصف صفر و قبض على منصور و خزيمة و منع المطلب مواليه فأمر إبراهيم بنهب داره ولم يظفر و نزل حميد و علي بن هشام المدائن و أقاما بها و زوج المأمون في طريقه إبنته من علي الرضا و بعث أخاه إبراهيم بن موسى الكاظم على الموسم و ولاه اليمن و كان به حمدوية بن علي ابن عيسى بن ماهان قد غلب عليه و لما نزل المأمون مدينة طوس مات علي الرضا فجأة آخر صفر من سنة ثلاث من عنب أكله و بعث المأمون إلى الحسن بن سهل بذلك و إلى أهل بغداد و شيعته يعتذر من عهده إليه و أنه قد مات و يدعوهم إلى الرجوع لطاعته ثم سار إلى جرجان و أقام بها أشهرا و عقد على جرجان لرجاء بن أبي الضحاك قاعدا وراء النهر ثم عزله سنة أربع و عقد لغسان بن عباد من قرابة الفضل بن سهل على خراسان و جرجان و طبرستان و سجستان و كرمان و روبان و دهارير ثم عزله بطاهر كما نذكره ثم سار إلى النهروان فلقيه أهل بيته و شيعته و القواد و وجوه الناس و كان قد كتب إلى طاهر أن يوافيه بها فجاء من الرقة و لقيه هنالك و سار المأمون فدخل بغداد منتصف صفر من سنة أربعة فنزل الرصافة ثم نزل قصره بشاطيء دجلة و بقي القواد في العسكر و انقطعت الفتن و بقي الشيعة يتكلمون في لبس الخضرة و كان المأمون قد أمر طاهر بن الحسين أن يسأل حوائجه فأول شيء سأل لبس السواد فأجابه و قعد للناس و خلع عليه و عليهم الثياب السود و استقامت الأمور كانت الفتنة قد وقعت بالموصل بين بني شامة و بني ثعلبة و كان علي بن الحسن الهمداني متغلبا عليها في قومه فاستجارت ثعلبة بأخيه محمد فأمرهم بالخروج إلى البرية ففعلوا و تبعهم بنو شامة في ألف رجل و حاصروهم بالقوجاء ومعهم بنو ثعلب و بعث علي و محمد إليهم بالمدد فقتلوا جماعة من بني شامة و أسروا منهم و من بني ثعلب فجاء أحمد بن عمر بن الخطاب الثعلبي إلى علي فوادعه و سكنت الفتنة ثم إن علي بن الحسين سطا بمن كان في الموصل من الأزد عسفا في الحكم عليهم و قال لهم يوما : ألحقوا بعمان فاجتمعت الأزد إلى السيد بن أنس كبيرهم و قاتلوه و كان في تلك النواحي مهدي بن علوان من الخوارج فادخله علي ابن الحسين و بايعه و صلى بالناس و اشتدت الحرب ثم كانت اصرا على علي و أصحابه و أخرجهم الأزد عن البلد إلى الحديثة ثم اتبعوهم فقتلوا عليا و أخاه أحمد في جماعة و لجأ محمد إلى بغداد و ملك السيد بن أنس و الأزد الموصل و خطب للمأمون و لما قدم المأمون بغداد وفد عليه السيد بن أنس فشكاه محمد بن الحسين بن صالح و استعداءه عليه بقتل أخويه و قومه فقال : نعم يا أمير المؤمنين ! أدخلوا الخارجي بلدك وأقاموه على منبرك وأبطلوا دعوتك فأهدر المأمون دماءهم.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|