بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
صدق الله العلي العظيم
ونحن نعيش أجواء عاشوراء الحسين عليه السلام الذي خرج طلبا للإصلاح ومحاربة الفساد ومواجهة الباطل للحفاظ على الإسلام من الزيف والتحريف تكررت الجريمة النكراء لحرق القرآن الكريم بموافقة رسمية من الحكومة السويدية تلك الجريمة التي استهدفت في مضامينها مشاعر المسلمين واستفزازهم وسط صمت دولي أو رد فعل خجول لا يرتقي إلى حجم العمل المشين بحق مقدسات الإسلام.. تلك المقدسات التي سالت من أجل الحفاظ عليها الدماء على مر التاريخ وفي عصرنا الحالي كانت التضحيات الجسام بالمال والأنفس بعد صدور فتوى الدفاع الكفائي ليسطر الملبّون أروع الملاحم لحماية المقدسات.. ولا بد والحال هذه أن تتظافر الجهود وتتوحد الأصوات لمحاربة الأفكار المنحرفة في زمن تكالب فيه الإعداء على الإسلام ورموزه في حادثة حرق القرآن الكريم بحجة حرية التعبير فهي جريمة تؤدي إلى الاحتقان والكراهية وتتحمل الحكومة السويدية النتائج الوخيمة المؤدية الى أعمال التحريض العنصري.
نضم صوتنا إلى صوت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمي السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف الذي قال في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة (إن المرجعية الدينية العليا إذ تبدي إدانتها واستنكارها لما وقع تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرار أمثاله ودفع الدول الى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها، وتدعو الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع).
لذا ندعو المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والجهات المعنية بالقانون الدولي ومحكمة العدل الدولية والمؤسسات الدولية الناشطة إلى إدانة هذا الفعل المشين والوقوف بوجه المروجين له واتخاذ إجراءات رادعة بحقهم باستصدار قرار دولي ملزم لمنع أي تصرف يؤدي إلى نشر البغض والكراهية والتطرف بين مختلف الطوائف والأديان للحفاظ على السلم العالمي. 
نسأله تعالى أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء وبلاء وأن يعجل فرج وليّه ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا إنه سميع مجيب.
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
3 محرم الحرام 1445 هـ / 22 تموز 2023 م