تستوقفنا ملحمة الطفّ الخالدة بكلّ أبعادها الدينية والأخلاقية والتربوية والمأساوية وغيرها، لمراجعة الذات وتقيّم علاقتنا بإمامنا الحسين "عليه السلام" ومدى التزامنا بنهجه الرسالي الذي هو نهج القرآن، لنأخذ الدروس والعبر منها، ولننظر في سلوكياتنا وأخلاقياتنا فكلّ ما في هذه المدرسة العريقة من فكر وثقافة ومنهاج يوحي إلينا بعدالة القضية وسمو الأهداف التي ثار من أجلها سيد الشهداء، وتواصلاً مع هذه المسيرة الخالدة أعدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية برنامجاً عزائياً خاصاً للأيام العشر الأولى من شهر محرم الحرام، حافلاً بالمحاضرات الدينية والنشاطات الثقافية، حيث استضافت خلاله خطيب المنبر الحسيني سماحة السيد منتظر الحيدري ليتحف الحضور في أولى محاضراته بما تجود به ذاكرته عن ثورة الإمام الحسين "عليه السلام"، تلك الثورة الرائدة في مضمونها وأبعادها الرسالية.
وأشار في محاضراته إلى بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسلوكية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمس الحاجة إليها، مُهيباً بجميع الشباب المُسلم بالوعي إلى خطورة المرحلة من الناحية الفكرية، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بتهذيب سلوكياتنا وأفكارنا من خلال تمسكنا بنهج أهل بيت النبوة وتضحيات الإمام الحسين "عليهم السلام" التي أمست مناراً للإنسانية جمعاء عبر مدرسته العظيمة الحافلة بالقيم والمعاني السامية والتي وجهت الأمة نحو الخير والصلاح.
أعقب ذلك قراءة القصائد الرثائية بمشاركة نخبة من الرواديد الحسينيين عَبّرت جميعها عن عظيم هذه المصيبة التي تجددت فيها أحزان أهل البيت "عليهم السلام".