أثمَرَ مِنبَرُ زَعِيمِ الحَوزَةِ العِلمِيّةِ سَمَاحَةِ السَّيِّدِ الخُوئِي (قُدِّسَ سِرُّه) ثِمَارَاً عَظيمَةً جَليلةً هِيَ الأزكَى وَالأفضَلُ عَطَاءً عَلى صَعيدِ الفِكرِ الإسلامِيِّ وَفِي مُختَلَفِ العُلُومِ وَالقَضَايا وَالمَواقِفِ الإسلاميَّةِ المُهِمَّةِ؛ حَيثُ تَخَرَّجَ مِن بَينِ يَدَيهِ مِئَاتُ العُلَمَاءِ وَالفُضَلاءِ الذِينَ أخذُوا على عَاتِقِهِم مُواصَلَةَ مَسِيرَتِهِ الفِكرِيَّةِ وَدَربِهِ الحَافِلِ بِالبَذلِ وَالعَطَاءِ واَلتَّضحِيَةِ لِخِدمَةِ الإسلامِ وَالعِلمِ وَالمُجتَمَعِ؛ ومِن أبرَزِ أولئكَ العَبَاقِرَةِ نُبوغَاً وفَضلاً هُو سَمَاحَةُ آيةِ اللهِ العُظمَى السَّيّد عليّ الحُسَينِيّ السِّيستَانِيّ (دَامَ ظِلُّهُ الوارف).

إنّ لِسَمَاحَةِ السَّيِّدِ السِّيستَانِيّ (دَامَ ظِلُّهُ) شَخصِيَّةً فَذَّةً تَتَمَتَّعُ بِالخَصَائِصِ الرُّوحِيَّةِ التي حَثَّ عَلَيها أهلُ البَيتِ (عليهم السلام) والتي تَجعلُ مِنهُ مَظهَرَاً جَلِيَّاً لِكلمةِ (عَالِم رَبَّانِيّ).

 وَمِن أبرَزِ مَعَالِمِ شَخصِيَّتِهِ الفَاضِلَة:

1 ـ النُّبُوغُ العِلمِيُّ بالتَّفَوّقِ عَلَى أقرَانِهِ وَذلكَ فِي قُوَّةِ الإشكالِ وَسُرعَةِ البَدِيهةِ وَكَثرَةِ التَّحقيقِ وَالتَّتبُّعِ وَمُواصَلةِ النَّشاطِ العِلمِيّ وَالإلمَامِ بِكثيرٍ مِن النَّظريّاتِ فِي مُختَلَفِ الحُقُولِ العِلمِيَّةِ وَالحَوزَويَّة.

2 ـ كَثرةُ القِراءةِ وَالاطّلاعِ؛ انطلاقاً مِن عِشقِ العِلمِ والمَعرفَةِ ورغبةً في الوُصُولِ إلى الحَقيقةِ والإنصَاف.

3 ـ الابتعادُ عَن الجَدَلِ وَأسَاليبِ الإسكَاتِ والتَّوهِينِ فِي النِّقَاش.

4 ـ التَّأكيدُ عَلَى احترامِ العُلماءِ والالتزامُ بالأدبِ فِي نِقَاشِ أقوالِهِم والتَّحدُّثُ عن الأساتِذَةِ بِرُوحِيَّةٍ وَهِمَّةٍ عَالِيَة.

5 ـ الوَرعُ وَالزُّهدُ المُتَمَثُّلُ فِي ثِيَابِهِ المُتَواضِعَةِ وَمَسكَنِهِ الصَّغِيرِ وَأثَاثِهِ البَسِيط.

6 ـ امتِلاكُ الرُّؤيَةِ الثَّاقِبَةِ فِي المَسِيرَةِ العَالَمِيَّةِ فِي المَجَالِ الاقتِصَادِيِّ وَالسِّيَاسِيّ (1).

وَنختِمُ بِكلماتٍ نُهدِيهَا إلى سَمَاحَتِه (دَامَ ظِلُّهُ الوَارِف):

صَبرُكَ يَا بْنَ السَّادَةِ الأطهَارِ كَأيَّوبَ فِي صَبرِه، وَحِكمَتُكَ يَا سَيِّدِي كَلُقمَانَ فِي حِكمَتِه؛ أدَامَكَ اللهُ لِلإسلامِ فَخرَا، وِلِلعِراقِ ذُخرَا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر: السيرة الذاتيّة لسماحة السيّد (دام ظلّه الوارف) في الموقع الرسميّ.