الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ماهية الخطاب الثقافي
المؤلف: الاستاذ فاضل الكعبي
المصدر: الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة: ص181 ـ 183
25-12-2021
3457
يشكل الخطاب الثقافي، بلغته، وأشكاله، جانباً مهماً في عملية التثقيف والاتصال والتأثير الثقافي في الفرد، إذ ان هذا الخطاب هو جوهر الإطار الثقافي، وروح الثقافة في حمل عناصرها وآلياتها من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، ليؤدي وظائفه في عملية التثقيف.. بغض النظر عما يحمله هذا الخطاب الثقافي، من مؤثرات سلبية كانت أم ايجابية، خلال نشاطه وتفاعله المباشر وغير المباشر أثناء التخاطب..
والخطاب، لغة، واصطلاحاً، ومفهوماً، يعني التخاطب، والتواصل، والاتصال، لإيصال اللغة والرموز والمدلولات المعرفية، وأحداث الأثر المطلوب في المتلقي الذي يوجه له الخطاب بأساليبه ومضامينه واتجاهاته المتنوعة والمتعددة، بناء على أوجه الحياة المتعددة، وتعدد منافذ الثقافة وعناصرها في التجسيد الفني والتربوي والاجتماعي، الذي يختلف ويلتقي في نهاية المطاف في مصب واحد يشكل آلية الخطاب الثقافي الكلية، التي تنشط في وظائفها المعرفية والجمالية، المؤثرة في مساحة الوعي والحس الإنساني.
ويتشكل الخطاب الثقافي من دوافع ومحركات وقواعد عديدة، ينهض بها عدد من الأفراد المؤثرين والفاعلين في مكونات هذا الخطاب.. وهؤلاء هم المعنيون بقضايا الطفل المختلفة من علماء ومفكرين ومربين ومعلمين وآباء ومثقفين وأدباء وكتاب وفنانين ودارسين وباحثين ومرشدين، وغيرهم خارج هذه المسميات ممن لهم تأثير غير مباشر في خلق المناخ المؤثر في اتجاهات الخطاب الثقافي.. إذ ينطلق كل هؤلاء، في مناهجهم، وطرقهم ووسائلهم من (المرجعية المعرفية لثقافة الأطفال) ليأخذوا من أسسها ومفاهيمها وأصولها، ما يعينهم على بناء تصورات، واجتهادات، وقواعد، وبناءات معرفية وأسلوبية وجمالية وفنية متناسقة ومتوافقة مع القاعدة العلمية، سواء في صميم جوهرها، أو في إطارها المعرفي، ليكون توجههم صحيحاً، حين يتوجهون بشكل خاص إلى الطفل ليحيطونه بنوع من المعرفة والقيم والمبادئ والتربية والرعاية والخيال والجمال والمتعة، كل حسب توجهه وهدفه وغاياته ووسائله وطرقه في التعبير عن خطابه الثقافي.. ليشكل هذا المجموع، بالنتيجة، تراكماً معرفياً في قاعدة الخطاب الثقافي، وفي توسيع مدياته، لإسناد ثقافة الأطفال، ودعـم تـطـورها، وتوسيع آليات فهمها، والتجاوب معها في القواعد الاجتماعية والفكرية والعلمية للمجتمع.
وبذلك تتسع القاعدة العلمية للتعامل مع الطفل ومخاطبته بخطاب إنساني، معرفي، متعدد الأساليب، ومن اتجاهات متعددة، قد تفترق أو تلتقي، إلا أنها بالنتيجة الكلية، تصب في إطار واحد، هو الإطار العام لثقافة الأطفال..
وتنوع هذا الخطاب يأتي من تنوع المعنيين بالطفل، واختلاف وظائفهم، وأهدافهم، وتوجهاتهم، وأساليبهم، في التعامل مع لغة الخطاب ووجهته.. إذ ان هذا الاختلاف، وهذا التنوع لا يشكل اختلافاً في الجوهر وفي البنية المعرفية، ولا تناقضاً في فهم الطفل وإفهامه.. بل يأتي الاختلاف والتنوع في الأساليب والطرق، ليشكل بنتيجته تكاملاً في الغايات والأهداف، التي تطمح جميعها إلى الارتقاء بمستوى الطفل وقدراته.. فالأب – وهذا ما تفرضه وتقره القاعدة البديهية للتربية - لا يتقاطع مع المعلم في أهداف تربية الطفل وتنمية ثقافته ويأتي المفكر والدارس والمربي والمرشد ليعين المعلم والأب ويسندها لبلوغ هدفها السامي والفاعل في شخصية الطفل، كذلك الأديب والكاتب والفنان حين ينطلقون بأساليبهم الأدبية والفنية، من روح الجمال والخيال وسحر التعبير الأخاذ لتجسيد القواعد التربوية الصحيحة تجسيداً فنياً رائعاً، يجذب الطفل ويشده إلى تلك القواعد التربوية بطريقة أخرى بعيداً عن المباشرة والروتينية والنقل المباشر. . وبذلك فان هؤلاء بأساليبهم الفنية الواضحة، والمؤثرة يدعمون وظائف المعلم والأب ويعززون أهدافهما لتنمية الطفل وتطوير قدراته .