الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
فضائل الأندلس/ عن ابن سعيد
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص: 152
2023-02-06
1408
فضائل الأندلس/ عن ابن سعيد
وقال ابن سعيد ، لما ذكر جملة من محاسن الأندلسيين : يعلم الله تعالى أنتي ما أقصد إلا إنصاف المنصفين الذين لا يميل بهم التعصب ، ولا يجمع بهم الهوى ، ولكن الحق أحق أن يتبع ، فلعل مطلعا يقف على ما ذكره ابن غالب فيقول : تعصب هذا الرجل لأهل بلده ، يغمس التابع له والراضي بنقل قوله في هذه الصبغة ويحمله على ذلك بعده عن الأرضين:
152
ولو أبصروا ليلى أقروا بحسنها وقالوا بأني في الثناء مقصر
ويكفي في الإنصاف أن أقول : إن حضرة مراكش هي بغداد المغرب ، وهي أعظم ما في بر العدوة ، وأكثر مصانعها ومبانيها الجليلة وبساتينها إنما ظهرت في مدة بني عبد المؤمن ، وكانوا يجلبون لها صناع الأندلس من جزيرتهم ، وذلك مشهور معلوم إلى الآن. ومدينة تونس بإفريقية قد انتقلت إليها السعادة التي كانت في مراكش" بسلطان إفريقية الآن أبي زكريا يحيى بن أبي محمد ابن أبي حفص ، فصار فيها من المباني والبساتين والكروم ما شابهت به بلاد الأندلس وعرفاء صناعه من الأندلس وتماثيله التي يبنى عليها ، وإن كان أعرف خلق الله باختراع محاسن هذا الشأن ، فإنما أكثرها من أوضاع الأندلسيين ، وله من خاطره تنبيهات وزيادة ظهر حسن موقعها ، ووجوه صنائع دولته لا تكاد تجدهم إلا من الأندلس ، فصح قول ابن غالب ، انتهى.