الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
فضائل الأندلس / عن الحجاري
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص:155
2023-02-16
1821
فضائل الأندلس / عن الحجاري
ومن كلام الحجاري في " المسهب ": الأندلس عراق' المغرب عزة أنساب ، ورقة آداب ، واشتغالا بفنون العلوم ، وافتناناً في المنثور والمنظوم ، لم تضق لهم في ذلك ساحة ، ولا قصرت عنه راحة ، فما مر فيها بمصر إلا وفيه نجوم وبدور وشموس ، وهم أشعر الناس فيما كثره الله تعالى في بلادهم ، وجعله نصب أعينهم من الأشجار والأنهار والأطيار والكؤوس ، لا ينازعهم أ في هذا الشان ، وابن خفاجة سابقهم في هذا المضمار الحائز فيه قصب الرهان وأما إذا هب نسيم ، ودار كأس في كف ظبي رخيم ، ورجع بم وزير ، وصفق للماء خرير أو رقت العشية ، وخلعت السحب أبراد ها الفضية والذهبية ، أو تبسم عن شعاع ثغر نهر ، أو ترقرق بطل جفن زهر، أو خفق بارق ، أو وصل طيف طارق ، أو وعد حبيب فزار من الظلماء تحت جناح ، وبات مع من يهواه كالماء والراح إلى أن ودع حين أقبل رائد الصباح . أو أزهرت دوحة السماء بزهر كواكبها ، أو فوضت عند فيض نهر الصباح بيض مضاربها ، فأولئك هم السابقون السابقون، الذين لا يجارون" ولا يلحقون ، وليسوا بالمقصرين في الوصف إذا تقعقعت السلاح ، وسالت خلجان الصوارم بين قضبان الرماح ، وبنت الحرب من العجاج سماء ، وأطلعت شبه" النجوم أسنة" وأجرت شبه الشفق دماء ، وبالجملة فإنهم في جميع الأوصاف والتخيلات أئمة ، ومن وقف على أشعارهم في هذا الشأن فضلهم فيه على أصناف الأمة، وقد أعانتهم على الشعر أنسابهم العربية ، وبقاعهم النضرة وهممهم الأبية. ولشطار الأندلس من النوادر والتنكيتات والتركيبات وأنواع المضحكات ما تملأ الدواوين كثرته، وتضحك الثكلى وتسلي المسلوب قصته ، مما لو سمعه الجاحظ لم يعظم عنده ما حكى وما ركب ، ولا استغرب أحد" ما أورده ولا تعجب ، إلا أن مؤلفي هذا الأفق طمحت هممهم عن التصنيف في هذا الشأن فكاد يمر ضياعاً ، فقمت محتسبا للظرف فتداركته جامعا فيه ما أمسى شعاعا، انتهى.