تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
مفهوم الانتقال من الكُمُون الحراري إلى الحرارة الكامنة عند أبو رشيد النيسابوري (القرن 5هـ/11م)
المؤلف: سائر بصمه جي
المصدر: تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة: ص196–197
2023-05-04
1039
يختلف أبو رشيد النيسابوري (تُوفّي نحو 440هـ / 1048م) مع رأي شيخه أبي القاسم الكعبي حول الكُمُون الحراري، الذي سبق وأن أنكره؛ فالدليل على صحة ما قاله المؤيدون لمذهب النظام – حسب أبي رشيد – هو أنَّ «النار التي تحصل بالقدح في الحجر لا تخلو من أن تكون قد ظهرت من الحجر عند القدح، كما نقوله أو يكون ذلك مما يحدث عند فعل الله تعالى بالعادة أو يكون الهواء بقدحنا في الحجر يستحيل نارًا فتكون الحرارة من فعلنا، ولا يجوز أن يُقال إنَّ النار تحصل من فعل الله بالعادة؛ لأنَّ الحال في ذلك تستمر على طريقة واحدة، ولو كان ذلك حاصلًا بالعادة لكان لا يمتنع أن يكون الحجر لا تنقدح منه النار أصلا، وإن رقق وقُدح بالحديد المموه.» 42
المدهش في الأمر أنَّ التجربة التي أجراها همفري ديفي43 في القرن 19م تكلم عنها أبو رشيد هنا، ونفى إمكانية أن يصدر عن احتكاك قطعتي جليد حرارة، لكنَّ أبا رشيد لم يُكمل لنا نتيجة التجربة، فما حصل عليه ديفي هو انصهار الجليد وهو ما لم يُشر إليه أبو رشيد.
قال أبو رشيد في وصف تجربته: «وَمَرَّةً تنقدح النار إذا ضرب قطعة جليد على قطعة أخرى من الجليد، وقد علمنا فسادَ ذلك، ولا يجوز أن يُقال إنَّ الحرارة تحصل من فعلنا؛ لأن المولّد لها يجب أن يكون الاعتماد، فكان يجب من غير القدح بالحجر أن نفعل في الهواء حرارةً إذا اعتمدنا عليه وأن نحيله نارًا، وبعد فكان يجب ألا تفترق الحال سواء قدحنا بحديدٍ مموه أو بما لا يكون سبيله هذا السبيل، وكان يجب ألا يقترف بعض الأحجار من بعض لأن المعتبر فيما تولَّد بالاعتماد، والاعتماد حاصل على حدٍّ واحدٍ في سائر الأحوال. على أنا لو قدرنا على الحرارة لقدرنا على البرودة، ولو قدرنا عليها لكان لا تخلو حال ما نفعله من البرودة أمرين: إما أن تكون مباشرةً أو متولدة، ولا يجوز أن تكون مباشرة؛ لأن أحدنا ربما يقوى داعيه إلى أن يبرد جسده عندما يجب من حر الهواء، ومع ذلك فإنه لا يتمكّن من ذلك، ولا يجوز أن يكون متولّدة في غير محل قدرته؛ لأن السبب الذي يُعدى به الشيء عن محل القدرة ليس إلا الاعتماد، فكان يجب أن يُقال في الاعتماد إنه كما يولد الحرارة يولد البرودة، وإن كان كذلك لكان يجب أن يولد الحرارة والبرودة في حالة واحدة، وذلك محال.» 44
وقد تصدى أبو رشيد بالإجابة لأولئك الذين طَرحُوا السؤال الآتي: «قالوا لو كان في الخشب نار كامنة لكان يجب أن تحترق الخشبة وبعد فكان يجب إذا سحقنا الخشب أن تظهر تلك النار، وكان يجب بعد سحق الحجر وتفتته أن تظهر النار.» فكان الجواب: «إن النار التي في الخشب مفتوقة في مواضع منه، وهي يسيرة قليلة وفي الخشب صلابة تمنع النار من الاشتعال والتأجج؛ فلذلك لا يحترقُ بها ولا تظهر النَّارُ بسحق الخشب لأنَّ بالسحق تفترقُ أجزاء النار وهي يسيرة فتتبدد عند ذلك فلا تظهر ولا تجتمع، وإنما لم يجز أن يُسحَق الحجر فتظهر النار لما ذكرنا من قلته وصلابة الحجر.» 45
___________________________________________________
هوامش
42- النيسابوري، أبو رشيد، كتاب المسائل في الخلاف بين البصريين والبغداديين (الكلام في الجواهر)، تحریر: آرثر بيرما، ليدن، 1902م، ص36.
43- لقد عُرِفَ عن همفري ديفي إذابته للجليد تحت ناقوس مفرغ وتحت درجة الحرارة (-2°مئوية)، في يوم شتوي بالغ الصقيع، وذلك بوساطة احتكاك قطعتي جليد إحداهما بالأخرى، مُثبِتًا بذلك أنَّ الحرارة اللازمة لإذابة الجليد كانت نتيجةً للحركة. لكن أحاطت التساؤلات بمدى مصداقية هذه التجربة؛ إذ كان يمكن للحرارة التي صهَرَت الجليد أن تأتي من الوسط المحيط. وحتى لو احتفظ ديفي بالنظام كله في درجة تجمد الماء، فإن الماء المتكون نتيجة الاحتكاك كان سيتجمد ثانيةً.
44- النيسابوري، أبو رشيد، كتاب المسائل في الخلاف بين البصريين والبغداديين (الكلام في الجواهر)، ص 37-36.
45- النيسابوري، أبو رشيد، كتاب المسائل في الخلاف بين البصريين والبغداديين (الكلام في الجواهر)، ص 37.