تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
منبع الحرارة الأرضية عند إخوان الصفا (القرن 4هـ / 10م)
المؤلف: سائر بصمه جي
المصدر: تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة: ص367–368
2023-05-18
928
يعود سبب ارتفاع درجة حرارة بعض الينابيع العادية (غير الينابيع الحَارَّة في الشتاء وبرودتها في الصيف بسبب التضاد في ظاهرتي الحرارة والبرودة؛ ففي الشتاء يبرد الجو فتهرب الحارة نحو باطن الأرض فتسخن المياه الجوفية، ويحدث العكس في الصيف. أما سبب وجود حرارة في بعض العيون صيفا وشتاءً، فيعود إلى التربة الكبريتية التي تختزن الحرارة بشكل دائم، وعندما تمرُّ المياه فوقها فإنها تأخذ منها الحرارة وتخرج على وجه الأرض دافئة، طبعًا تفقد حرارتها لدى ملامستها للهواء، وقد تتجمد، أو تتحول إلى زئبق أو رصاص أو غيرها من المواد حسب التربة التي اختلطت بها.
قال إخوان الصفا: «أمَّا عِلَّة حرارة مياه أكثر العيون في الشتاء، وبردها في الصيف، فهي من أجل كون الحرارة والبرودة ضدَّين لا يجتمعان في مكان واحد، فإذا جاء الشتاء وبرد الجو، فرَّت الحرارة فاستَجنَّت في باطن الأرض، فسخنت تلك المياه في باطنها وعمقها، فإذا جاء الصيف وحمي الجو، فرَّت البرودة واستَجنَّت في باطن الأرض، وبردت تلك المياه التي في باطنها وعمقها. وأما علة حرارة بعض العيون في الشتاء والصيف على حالة واحدة فهي أن في باطن الأرض وكهوف الجبال مواضع تربتُها كبريتية، فتصير تلك الرطوبات التي تنصب هناك دهنية، وتكون الحرارة فيها راسية دائمة، بينها أو فوقها مياه في جداول وعروق نافذة، فتسخن تلك المياه بمرورها هناك وجوازها عليها، ثم تخرج وتجري على وجه الأرض وهي حارَّةٌ حامية، فإذا أصابها نسيم الهواء وبرد الجو بردَت، ورُبَّما جمدَت، إذا كانت غليظة، أو انعقدت وصارت زئبقا، أو رصاصا، أو قيرًا، أو نفطًا، أو ملحًا، أو كبريتا، أو بورقًا ، أو شبا، أو ما شاكل ذلك بحسب اختلاف ترب البقاع وتغييرات الأهوية.»19
اعتمادًا على تفسيرهم السابق يرى إخوان الصفا أن المعادن تتشكل في باطن الأرض من الأبخرة المحتبسة هناك إضافةً للرطوبات، فإذا تعرَّضَت الأبخرة والرطوبات للحرارة صعدت إلى أسقف المغارات وبقيت هناك زمنًا، حتى يبرد باطن الأرض في الصيف، عندها إذا امتزجت بتُربة تلك المواقع فمنها ما يُصبح كبريتا ومنها ما يُصْبِحُ زئبقًا؛ حيث تصنع منهما بقية المعادن لدى اختلاف نسب امتزاجهما مع بعضهما.
قال إخوان الصفا: اعلم يا أخي أنَّ الرطوبات المختنقة في باطن الأرض والبخارات المحتبسة هناك إذا احتوت عليها حرارة المعدن تحللت ولطفت، وخفَّت، وتصاعدت علوا إلى سقوف تلك الأهوية والمغارات ومكثت هناك زمانًا، وإذا برد باطن الأرض في الصيف جمدت وغلظت وتقاطَرَت راجعةً إلى أسفل تلك الأهوية والمغارات، واختلطت بتربة تلك البقاع وطينها، ومكثت هناك زمانًا، وحرارة المعدن دائمًا في نضجها وطبخها، وهي تصفو بطول وقوفها وتزداد ثقلا وغلظًا، وتصير تلك الرُّطوبات بما يُخالطها من الأجزاء الترابية وما يأخذ من ثقلها وغلظها وإنضاج الحرارة وطبخها إياها زئبقا رجراجا، وتصير تلك الأجزاء الهوائية الدهنية، وما يتعلق بها من الأجزاء الترابية بطبخ الحرارة لها بطول الزمان، كبريتا مُخترقًا.» 20 هذا الرأي نفسه سنجده يظهر مرةً أخرى عند القزويني في كتابه (عجائب المخلوقات).21 وكذلك عند ابن فضل الله العمري (تُوفِّي 749هـ / 1349م) في كتابه (مسالك الأمصار). 22 طبعًا والجميع يستظل بظل النظرية الأرسطية.
_______________________________
هوامش
19- إخوان الصفا، رسائل إخوان الصفا، ج 2، ص 98.
20- المرجع السابق نفسه، ص106.
21- القزويني، زكريا بن محمد، عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات نشر فردناند فستنفلد، إعادة طبعة جوتنجن، معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية فرانكفورت، 1994م، ص202.
22- ابن فضل العمري أحمد بن يحيى مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ، ط 1، تحقيق: كامل سلمان الجبوري – مهدي النجم، ج 22، دار الكتب العلمية، بيروت، 2010م، ص376.