1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : أسئلة وأجوبة عقائدية : أولياء وخلفاء وشخصيات : عمر بن الخطاب :

كيف نثبت ان عليا افضل من عمر ؟ وهل ذكر في مرويات كتب السنة حول الخليفة الثاني عمر شيئا من المثالب ؟ وهل لعمر دخل في قطع شجرة بيعة الرضوان ؟

المؤلف:  مركز الابحاث العقائدية

المصدر:  موسوعة الاسئلة العقائدية

الجزء والصفحة:  ج3 , ص 384

2024-10-22

462

السؤال : عندي الكثير من الأصدقاء السنّة ، وهم يسألوني بعض الأسئلة ، وأتمنّى منكم أن تجيبون عليها ، حيث يقولون : عمر بن الخطّاب أفضل من علي بن أبي طالب عليه ‌السلام.

أُريد منكم إن تعطوني بعض الأمثلة لأثبت أنّ علياً عليه ‌السلام أفضل من عمر ، ومن كتبهم.

 

الجواب : إنّ فضائل الإمام علي عليه ‌السلام قد ملأت الخافقين ، ممّا أجبرت الخصوم على الاعتراف ببعضها ، وقد صرّح كبار علماء الفريقين : بأنّ ما بلغنا من فضائل لأمير المؤمنين عليه ‌السلام هو أقلّ بكثير ممّا هو على حقيقته ، والفضل ما شهدت به الأعداء.

وأمّا عن عمر ، فننقل لك ما ورد عنه في كتب القوم :

قد لقّبه أهل الكتاب بلقب الفاروق (1) ، وهو لقب لعلي عليه ‌السلام ، لقّبه به الرسول صلى الله عليه واله (2) ، وابتز لقب أمير المؤمنين عليه ‌السلام لنفسه (3) ، وهو يعلم بأنّ هذا اللقب خاصّ بعلي عليه ‌السلام.

وقال في موارد متعدّدة : « لولا علي لهلك عمر » (4).

وكان يعتقد بإضافة سورتين مزعومتين ـ الخلع والحفد ـ إلى القرآن الموجود (5) ، وادعى آيات أُخرى (6) ، وكان يقول بتحريف القرآن ، ويرى أنّ أكثره قد ضاع (7) ، وحرّم السؤال والبحث في تفسير الآيات القرآنية (8).

وكان كثير الاعتراض على النبيّ صلى الله عليه واله ، فقد اعترض عليه في صلاته على عبد الله بن أُبي (9) ، واعترض في تبشيره صلى الله عليه واله الناس بالجنّة بقولهم كلمة التوحيد (10) ، وأنكر بشدّة عليه صلى الله عليه واله في الحديبية ، حتّى اعترف فيما بعد بشكّه في النبيّ صلى الله عليه واله والإسلام (11).

وكان لا يأتمر بأوامر النبيّ صلى الله عليه واله وشرعه ومنهاجه ، فقد تخلّف عن جيش أُسامة مع تشديد النبيّ صلى الله عليه واله ولعنه المتخلّفين (12).

وابتدع الجماعة في صلاة النوافل « التراويح » ، واستحسن هذه البدعة (13) ، ومنع عن متعة الحجّ ومتعة النساء ، واعترف أنّهما مشرّعتان من النبيّ صلى الله عليه واله (14) ، وغيّر تشريع الطلاق (15).

وكان يرى عدم وجوب الصلاة لمن أجنب ولم يجد ماءً (16) ، وكان يذعن ويعترف بقلّة علمه حتّى بالنسبة إلى النساء (17).

وقال قولته المشهورة عند وفاة رسول الله ، وبمحضره صلى الله عليه واله ، وردّاً لطلبه صلى الله عليه واله : إنّه ليهجر ، أو إنّه يهجر (18) ، قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله (19) ، حتّى لا يجعل الرسول صلى الله عليه واله الأمر لعلي عليه ‌السلام.

ويشهد التاريخ بمدى جبنه في الحروب!! (20) ، واعترف بانفلات بيعة أبي بكر لتضمّنها الشرّ (21) ، وهاجم بيت علي عليه ‌السلام وفاطمة عليها ‌السلام في جماعة ، لتثبيت بيعة أبي بكر ، وصار ما صار من الحرق ، وإسقاط الجنين (22).

وخالف النبيّ صلى الله عليه واله وأبي بكر في جعله الخلافة في شورى بين ستة (23) ، وتعلّم سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة!! (24).

ومنع من نشر أحاديث الرسول صلى الله عليه واله ، بل وأمر بإحراقها (25) ، ومنع زيارة شجرة الرضوان وأمر بقطعها (26).

وأخيراً : وبعد هذا كُلّه ، كيف يكون أفضل من الإمام علي عليه ‌السلام ، وكيف يكون أولى بالخلافة منه؟!

 

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

السؤال : أُعلّق على شيء واحد : لا تصحّ قصّة قطع سيّدنا عمر لشجرة بيعة الرضوان عند المحقّقين من أهل السنّة ، والحافظ ابن حجر لو رجعتم إلى كلامه في فتح الباري ، لوجدتم أنّه قال : « ثمّ وجدت عند سعد بإسناد صحيح عن نافع أنّ عمر بلغه ... » (27) ، فالحافظ لم يصحّح إلاّ إسناد القصّة إلى نافع ، لكن يبقى أنّ هناك انقطاعاً بين نافع وعمر فلا تصحّ القصّة ، هذا من حيث السند ، وقد ضعّفها غير واحد.

ومن حيث المتن : فإنّ هذه الحادثة لا يمكن أن تكون صحيحة ، لمخالفتها ما ثبت في الصحيحين ، من أنّ مكان الشجرة قد خُفي على الصحابة ، وأنّ التابعين كانوا يبحثون عنها بعد وفاة سيّدنا عمر ، ولو كان قد قطعها لانتشر خبر ذلك بينهم.

ففي صحيح البخاري : « حدّثنا محمّد بن رافع حدّثنا شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري ، حدّثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال : لقد رأيت الشجرة ، ثمّ أتيتها بعد فلم أعرفها ، قال محمود : ثمّ أنسيتها بعد » (28).

وفيه أيضاً : « حدّثنا محمود ، حدّثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن قال : انطلقت حاجّاً فمررت بقوم يصلّون قلت : ما هذا المسجد؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه واله بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيّب فأخبرته ، فقال سعيد : حدّثني أبي أنّه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه واله تحت الشجرة ، قال : فلمّا خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إنّ أصحاب محمّد صلى الله عليه واله لم يعلموها ، وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم » (29).

وفيه أيضاً : « حدّثنا موسى حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا طارق عن سعيد بن المسيّب عن أبيه : أنّه كان ممّن بايع تحت الشجرة ، فرجعنا إليها العام المقبل فعميت علينا » (30).

يقول الطبري : « وزعموا أنّ عمر بن الخطّاب مر بذلك المكان بعد أن ذهبت الشجرة فقال : أين كانت؟ فجعل بعضهم يقول : هنا ، وبعضهم يقول : ههنا ، فلمّا كثر اختلافهم قال : سيروا ، هذا التكلّف فذهبت الشجرة ، وكانت سمرة ، إمّا ذهب بها سيل ، وإمّا شيء سوى ذلك » (31).

ولم يرتض الحافظ إنكار سعيد حيث قال : « لكن إنكار سعيد بن المسيّب على من زعم أنّه عرفها معتمداً على قول أبيه ، إنّهم لم يعرفوها في العام المقبل لا يدلّ على رفع معرفتها أصلاً ، فقد وقع عند المصنّف من حديث جابر الذي قبل هذا : لو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة ، فهذا يدلّ على أنّه كان يضبط مكانها بعينه ، وإذا كان يضبط موضعها ففيه دلالة على أنّه كان يعرفها بعينها ، لأنّ الظاهر أنّها حين مقالته تلك كانت هلكت إمّا بجفاف أو بغيره ، واستمر هو يعرف موضعها بعينه » (32).

قلت : حاصل ما ذكره الحافظ أن يقال : بأنّ مكان الشجرة كان خافياً على جماهير الصحابة ، وليس هناك ما يدلّ على علم سيّدنا عمر بمكانها.

 

الجواب : نودّ أن نذكّركم بأنّ المقام مقام بحث وردّ وبدل ، وقرع الحجّة بالحجّة ، وليس المقام مقام إدلاء الكلام ، ورميه كيف ما كان ، فالبدء بالدليل جزء من البدء بغيره ، لأنّ الزمن أصبح زمن الدليل ، وولّى عصر الدعاوى التي لا تقوم على سند.

بالنسبة لشجرة بيعة الرضوان ، فالمروي عن نافع بسند صحيح : أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي قطعها.

يبقى الكلام في كون نافع ـ الذي لا يعرف له أب ولا أُمّ ولا رسم ـ مولىً لابن عمر ، وأنّ ابن عمر هو الذي أسره في بعض الغزوات ، فالرواية مرسلة هذا ملخّص الإشكال؟

والجواب أوّلاً : الحديث المرسل لم يقل أحد بأنّه لا يصحّ مطلقاً ، فهناك من فرّق بين إرسال كبار التابعيين وبين غيرهم ، فقد احتجّ بالمرسل مالك وأبو حنيفة ، وأحمد بن حنبل (33) ، ونافع من أئمّة التابعين فيمكن الاحتجاج بقوله.

وثانياً : إنّ نافعاً لم يسند الرواية إلى عمر بن الخطّاب حتّى نقول بأنّها مرسلة ، وإنّما جزم بأنّ عمر بن الخطّاب هو الذي قطعها ، وهذا لا يعني الإرسال ، لأنّ نافعاً معاصر لابن عمر بن الخطّاب ـ وهو مولاه ـ ولكثير من الصحابة ، فيكون هذا الأمر معلوم عنده بواسطة الصحابة الذين عاصروا عمر ابن الخطّاب.

ومن خلال معاصرته لزمن قريب من زمن عمر بن الخطّاب ، فقواعد الحديث أشبهت في تطبيقها هنا ، وإنّما هو قول لنافع مولى ابن عمر في أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي قطع الشجرة.

وثالثاً : على كُلّ تقدير ، فقد قال الإمام مالك في حقّ نافع : « إذا قال نافع شيئاً فاختم عليه » (34).

وقال الخليلي : « نافع من أئمّة التابعين بالمدينة ، إمام في العلم متّفق عليه صحيح الرواية ، منهم من يقدّمه على سالم ، ومنهم من يقارنه به ، ولا يعرف له خطأ في جميع ما رواه » (35).

وأمّا ما روي عن سعيد بن المسيّب فهو مطروح لعدّة أُمور.

أوّلاً : إنّ المبايعين تحت الشجرة بشهادة ابن المسيّب نفسه 1600 نفر ، أو 1500 نفر ، فكيف تعقل أنّ هؤلاء جميعاً نسوا مكان شجرة بيعة الرضوان ، مع أنّ مكان الشجرة يقع في الحديبية ، وهي تبعد مرحلة عن مكّة ، أي مسير نصف يوم (36) ، وفي هؤلاء المبايعين كثير من المهاجرين ، الذين هم من أهل مكّة ، وهم سكنة تلك المناطق.

أقول : مع هذا كُلّه ، كيف نتصوّر أنّهم أضاعوا المكان ولا يعرفوه؟!

بل أنّنا نجد شخصاً أنصارياً ـ وهو جابر بن عبد الله الأنصاري ـ يقول : لو كنت أبصرت اليوم لأريتكم مكان الشجرة (37) ، مع أنّه كان في زمن بيعة الرضوان شاباً يافعاً ، وهو مدني والحديبية تبعد عن المدينة تسع مراحل (38) ، ومع ذلك يقول : أنا أعرف مكانها ، وأعرف محلّها ، فما بالك بالمهاجرين ، والذين فيهم الكبار ، وهم أهل مكّة ، كيف لا يعرفونها مع هذا العدد الضخم؟ الذي لا يقل عن 1400 نفر من المبايعين؟!

فهذا كُلّه يشهد لصحّة كلام نافع مولى ابن عمر ، من أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي قطعها ، ويبطل قول سعيد بن المسيّب ، بل لا يمكن تصحيح كلام سعيد بن المسيّب بتاتاً ، والقضية مشهورة عند علماء المسلمين ، وإليك بعض كلماتهم :

قال ابن أبي الحديد : « قد وجدنا في الآثار والأخبار في سيرة عمر أشياء تناسب قوله هذا في الحجر الأسود ، كما أمر بقطع الشجرة التي بويع رسول الله صلى الله عليه واله تحتها بيعة الرضوان في عمرة الحديبية ، لأنّ المسلمين بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه واله كانوا يأتونها فيقيلون تحتها ، فلمّا تكرّر ذلك أوعدهم عمر فيها ، ثمّ أمر بها فقطعت » (39).

واثبت هذا القول ابن الجوزي في « زاد المسير » (40) ، وذكرها السيوطي في « الدرّ المنثور » (41) ، والشوكاني في « فتح القدير » (42).

وأمّا ما نقلته عن الطبري فلا ربط له بالمقام ، إذ إنّ عمر مرّ بالمكان بعد أن ذهبت الشجرة ، والكلام هو فيمن أذهب الشجرة؟ لا بعد ذهاب الشجرة ، ولا يوجد أيّ مستند على ذهاب السيل بها ، أو شيء آخر ، وإنّما هو كلام بلا سند.

ثمّ إنّ في رواية سعيد بن المسيّب عن أبيه عبارة وهي : « أنسيناها » أو « نسيناها » ، والبخاري أورد « أتيناها » ، أي أن فعل الانساء خارج عن إرادتهم ، ولم يكن منهم ، فكأنّما الله أنساهم مكان الشجرة ، وهذا شيء فيه استفهام كبير ، إذ ما السر في انسائهم مكان شجرة التي بايعوا تحتها بيعة الحديبية.

وأمّا قولك أخيراً : « قلت : حاصل ما ذكره ... » ، فقد اتّضح ما فيه بعد وضوح كون الصحابة الذين بايعوا أكثر من أربعة عشر مائة ، ومنهم من المهاجرين ، والمكان لا يبعد عن مكّة إلاّ نصف يوم ، فكيف خفي عليهم؟!

وكيف لم يخف على جابر بن عبد الله الأنصاري الحدث السن في تلك الأيّام ، والذي يبعد عن مكّة أربعة أيّام ونصف ، ويخفى على المهاجرين أهل البلد؟!

هذا ملخّص ما جال في البال ، وإلاّ فللمقام كلام يطول به ، أعرضنا عنه اختصاراً.

____________

1 ـ تاريخ المدينة 2 / 662 ، الطبقات الكبرى 3 / 270 ، تاريخ مدينة دمشق 44 / 51 ، أُسد الغابة 4 / 57 ، تاريخ الأُمم والملوك 3 / 267.

2 ـ ذخائر العقبى : 56 ، شرح نهج البلاغة 13 / 228 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 42 ، ينابيع المودّة 22 / 144.

3 ـ تاريخ الأُمم والملوك 3 / 277 ، كنز العمّال 12 / 576 ، تاريخ مدينة دمشق 30 / 297 ، أُسد الغابة 4 / 71 ، تاريخ المدينة 2 / 678.

4 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 18 و 141 و 12 / 179 و 205 ، نظم درر السمطين : 130 ، المناقب : 81 ، جواهر المطالب 1 / 195 ، ينابيع المودّة 1 / 216 و 227 و 3 / 147.

5 ـ مسند أحمد 1 / 199 ، فتح الباري 9 / 12 ، مجمع الزوائد 7 / 35 ، كنز العمّال 2 / 421 ، تفسير القرآن العظيم 2 / 419 ، الدرّ المنثور 3 / 296.

6 ـ صحيح البخاري 8 / 26 ، الدرّ المنثور 1 / 106 و 4 / 371 ، مسند أبي داود : 12 ، مسند أحمد 1 / 47 ، فتح القدير 3 / 471 ، السيرة النبوية لابن هشام 4 / 1072 ، مجمع الزوائد 1 / 97 ، فتح الباري 12 / 131 ، المصنّف للصنعاني 5 / 441 و 9 / 50 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8 / 570 ، المعجم الكبير 5 / 121 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 127 ، كنز العمّال 2 / 596 و 5 / 429 و 6 / 208 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 476 ، الدرّ المنثور 1 / 106 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 446.

7 ـ الدرّ المنثور 5 / 179 و 6 / 422 ، المصنّف للصنعاني 7 / 330 ، كنز العمّال 1 / 517 و 5 / 431 ، مجمع الزوائد 7 / 163 ، المعجم الأوسط 6 / 361 ، فيض القدير 4 / 700.

8 ـ الدرّ المنثور 2 / 7 و 227 ، سنن الدارمي 1 / 55 ، كنز العمّال 2 / 331 و 383 ، تاريخ مدينة دمشق 23 / 411 ، فتح القدير 1 / 319 ، الإصابة 3 / 370.

9 ـ صحيح البخاري 2 / 100 ، السيرة النبوية لابن هشام 4 / 979 ، المحلّى 11 / 209 ، الجامع الكبير 4 / 343 ، سنن النسائي 4 / 68 ، تحفة الأحوذي 8 / 393 ، صحيح ابن حبّان 7 / 449.

10 ـ صحيح مسلم 1 / 45.

11 ـ المعجم الكبير 1 / 72 و 6 / 88 ، مجمع الزوائد 6 / 145 ، فتح الباري 5 / 254 و 13 / 245 ، كنز العمّال 1 / 372 ، الدرّ المنثور 6 / 77 ، سبل الهدى والرشاد 5 / 53.

12 ـ الملل والنحل 1 / 23.

13 ـ المغني لابن قدامة 1 / 798 ، تحفة الأحوذي 3 / 450 ، نصب الراية 2 / 174 ، كنز العمّال 8 / 407 ، تلخيص الحبير 4 / 247 ، كتاب الموطّأ 1 / 114 ، تنوير الحوالك : 137 ، الشرح الكبير 1 / 747 ، نيل الأوطار 3 / 63 ، صحيح البخاري 2 / 252 ، فتح الباري 4 / 219 ، المصنّف للصعناني 4 / 259 ، صحيح ابن خزيمة 2 / 155.

14 ـ مسند أحمد 3 / 356 ، شرح نهج البلاغة 1 / 182 و 12 / 251 و 16 / 265 ، كنز العمّال 16 / 521 ، أحكام القرآن للجصّاص 1 / 352 و 191 ، الجامع لأحكام القرآن 2 / 392 ، علل الدارقطني 2 / 156 ، تاريخ بغداد 14 / 202 ، تاريخ مدينة دمشق 64 / 71 ، تهذيب الكمال 31 / 214 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 366 ، المبسوط للسرخي 4 / 27 ، المغني لابن قدامة 7 / 572 ، الشرح الكبير 7 / 537 ، المحلّى 7 / 107.

15 ـ صحيح مسلم 4 / 183 ، مسند أحمد 1 / 314 ، المستدرك 2 / 196 ، السنن الكبرى للبيهقي 7 / 336 ، فتح الباري 9 / 297 ، المجموع 17 / 122 ، المحلّى 10 / 168 ، سبل السلام 3 / 172 ، نيل الأوطار 7 / 14 ، عون المعبود 6 / 190 ، سنن الدارقطني 4 / 31 ، الجامع لأحكام القرآن 3 / 130.

16 ـ مسند أحمد 4 / 265 ، السنن الكبرى للبيهقي 1 / 211 و 226 ، صحيح ابن حبّان 4 / 128 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 517.

17 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 182 و 12 / 208 ، الدرّ المنثور 2 / 133 ، السنن الكبرى للبيهقي 7 / 233 ، مجمع الزوائد 4 / 284 ، كنز العمّال 16 / 537 ، فيض القدير 2 / 8 ، كشف الخفاء 1 / 269 و 2 / 118 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 478 ، فتح القدير 1 / 443.

18 ـ صحيح مسلم 5 / 76 ، السنن الكبرى للنسائي 3 / 435 مسند أحمد 1 / 355 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 436 ، الكامل في التاريخ 2 / 320 ، أضواء على السنّة المحمّدية : 55.

19 ـ مسند أحمد 1 / 325 ، صحيح البخاري 1 / 37 و 5 / 138 و 8 / 161 ، الطبقات الكبرى 2 / 244 ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 192.

20 ـ المصنّف لابن أبي شيبة 8 / 525 ، مجمع الزوائد 6 / 150 و 9 / 124 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 93 ، البداية والنهاية 7 / 373 ، المستدرك 3 / 37 ، كنز العمّال 10 / 462.

21 ـ السنن الكبرى للنسائي 4 / 272 ، صحيح ابن حبّان 2 / 158 ، شرح نهج البلاغة 2 / 26 و 9 / 31 و 12 / 147 و 20 / 21 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 158 ، لسان العرب 2 / 67.

22 ـ الإمامة والسياسة : 30 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 443 ، 3 / 203 ، شرح نهج البلاغة 2 / 56 و 6 / 48 ، المختصر في أخبار البشر 1 / 219.

23 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 160.

24 ـ الدرّ المنثور 1 / 21 ، تنوير الحوالك : 216 ، الجامع لأحكام القرآن 1 / 40.

25 ـ الطبقات الكبرى 6 / 7 ، البداية والنهاية 8 / 115 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 7 ، الأم 7 / 358 ، كنز العمّال 2 / 285 ، المستدرك 1 / 102.

26 ـ المصنّف لابن أبي شيبة 2 / 269 ، الدرّ المنثور 6 / 73 ، شرح نهج البلاغة 12 / 101 ، فتح القدير 5 / 52 ، فتح الباري 7 / 345 ، سبل الهدى والرشاد 5 / 50.

27 ـ فتح الباري 7 / 345.

28 ـ صحيح البخاري 5 / 64.

29 ـ المصدر السابق 5 / 65.

30 ـ نفس المصدر السابق.

31 ـ جامع البيان 26 / 112.

32 ـ فتح الباري 7 / 344.

33 ـ الباعث الحثيث : 57.

34 ـ سير أعلام النبلاء 5 / 98.

35 ـ تهذيب الكمال 29 / 306.

36 ـ معجم البلدان 2 / 229.

37 ـ صحيح البخاري 5 / 63.

38 ـ معجم البلدان 2 / 229.

39 ـ شرح نهج البلاغة 12 / 101.

40 ـ زاد المسير 7 / 167.

41 ـ الدرّ المنثور 6 / 73.

42 ـ فتح القدير 5 / 52.

 

 

مواضيع ذات صلة


هل وردت في كتب أهل السنّة حادثة اعتداء عمر بن الخطّاب بالقول على الرسول محمّد صلى الله عليه واله قبل وفاته وذلك عندما أراد أن يكتب وصيّته ؟
هل صحيح ما ورد في نهج البلاغة من رثاء الامام علي عليه السلام للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ؟
هل صحيح إنّ من بين الفارّين في يوم أُحد عمر وعثمان ؟ أتمنّى لو احصل على نصّ الحديث
هل تؤيدون إنطباق ما جاء في الأسفار والإنجيل على الخليفة الثاني ؟
هل تشمل التوبة الخليفة الثاني في قوله تعالى : {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ } البقرة: 187 ، ؟ وكيف يتوب عليه وهو المغتصب لحقّ آل البيت؟
متى توقّف عمر عن شرب الخمر؟ وهل لذلك علاقة بقوله تعالى : إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ } [المائدة: 91]
ما هي المصادر التي نقلت قول عمر : لولا علي لهلك عمر ، وأقواله الأُخرى في حقّ الإمام علي عليه ‌السلام ؟
ما هو نسب الخليفة عمر ؟ ومن هي امه ؟
ما هو الرد المناسب على هذه الرسالة ؟
ما مدى صحّة قول الخليفة الثاني عمر في يوم الحديبية : ما شككت بنبوّة محمّد مثل شكّي يوم الحديبية؟ وأرجو ذكر المصادر
ما رأيكم بنصيحة الإمام علي لعمر بعدم غزو الروم ؟ وهل تتضمن اعتراف الامام بخلافة عمر؟ وأنّ عمر هو المرجع الوحيد للناس في زمن خلافته ؟
ما حقيقة وصف بعض الشيعة عمر بن الخطّاب بأنّه أساء إلى الخلافة ؟
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي