الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مرحلة الحمل وما قبله
المؤلف: السيد علي عاشور العاملي
المصدر: تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة: ص9ــ11
2024-12-18
85
إن لمرحلة الحمل وما قبله تأثيراً مهماً على تربية الأولاد وبقدر ما يعتني الأب والأم بهذه المرحلة بقدر ما يسهل الأمر في المراحل التالية، فما زرع هنا يُحصد هناك.
إن نوعية الطعام وكيفيته حتى التي يتناولها الرجل قبل أن يأتي أهله أو التي تأكلها المرأة في فترة الحمل لها الأثر البالغ على وضع الجنين وعلى صفاء وطهارة قلبه، فلا بد وأن يكون حلالاً اكتسبه من عمله المشروع، لا من هنا وهناك أو بأساليب خداعة أو كان مسروقاً أو مشبوهاً، وأن يكون طاهراً غير نجس.
وكذلك في استمرار الغذاء الروحي والمادي للجنين، فبقدر ما تهتم المرأة الحامل بنفسها وبطفلها وبغذائها بقدر ما ينعكس ذلك على صفاء الطفل ونقائه وحسن أخلاقه بل وحسن خلقه وبَشَرته وجماله.
إن كل ما يفعله الرجل قبل التقاء النطفة مع نطفة زوجته، وكل ما تفعله المرأة في فترة حملها ـ كما يأتي تفصيلاً - يؤثر، فإن كان حزناً ومقتاً وغضباً فسوف يكون الجنين سييء الخلق.
وإن كان عبادة لله وطاعة له وللوالدين وللزوج كان عيشه هادئاً وبعيداً عن العصبية والشَّجَار ولعنة الشيطان، فسوف يتنعم الطفل بالأخلاق الحسنة والسلوك المهذب.
وهكذا بالنسبة للطعام الذي تتناوله المرأة في فترة حملها لا بد وأن يكون طاهراً حلالاً وقد تناولته على طهارة ووضوء، وبدأت به بتسمية الله تعالى، فإنّ كلّ شيءٍ لا يُبدأ به «باسم الله» فهو أبتر، كما في الحديث(1)، وأن تتناول طعامها بحالة نفسية مطمئنة ومزاج هادئ.
وكذلك على الزوج أن يعتني بطعامه قبل إتيان أهله وبالتسمية الله تعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وأن يلتزم بما جاء في الشريعة في الليلة الأولى وكذلك عليه أن يهيئ لزوجته الطعام الحلال الطاهر والعيشة الهنيئة البعيدة عن المشاكل، فإنّه يؤثر على سلوك الطفل ومستقبله.
قال علماء الأخلاق: أما ما يجب أن تلتفت إليه النساء في الحمل، فهو مدة الحمل وهي التي يتقرر فيها مصير الطفل، فعلى الحامل أن تنتبه إلى حالتها النفسية والتي تنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل في بطنها....
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((السعيد مَنْ سُعد في بطن أُمه، والشقي مَنْ شُقي في بطن أُمّه))(2).
((والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الأم، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثراً بالحالة الصحية الجسدية والنفسية للأم، فتولّد فيه استعداداً للشقاء أو للسعادة، فبعض الأمراض الجسدية تؤثر على الجنين فيولد مصاباً ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له، أو يكون سالماً من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية، فالقلق أو الاطمئنان، والاضطراب أو الاستقرار، والخوف وعدمه، وغير ذلك يؤثر في الجنين ويبقى ملازماً له ما لم يتوفر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي أو يبعده عن السلامة في صحته الجسدية والنفسية))(3).
وقال أحد علماء النفس على الرجل حين يصل باب داره أن ينظف حذاءه من الطين خارج المنزل، وعليه كذلك أن يُنظف ما في داخله من الغيظ والغضب قبل ورود المنزل، حتى لا ينعكس شيء مما في الخارج على داخل المنزل، وكذا المرأة مسؤولة عن تهيئة نفسها لزوجها وإن لم تفعل فهي آثمة. و
يقول هذا العالم النفساني أيضاً: إنّ الزوجة ترمي بالأوساخ والأتربة، قبل مجي زوجها إلى البيت، لكي يبدو بيتها نظيفاً ومرتباً، وأهم من ذلك أن ترمي ما في نفسها من أدران وهموم قبل مجيئه، حتى تكون على استعداد كامل لإدامة الحياة الزوجية بشكلها الطبيعي.
إن الآباء والأمهات كثيراً ما يهتمون بلباس أبنائهم وبدروسهم، لكنهم يتناسون تربيتهم تربية سامية تسعدهم.
______________________________
(1) وسائل الشيعة: 4/ 1194، ح9035، ومنية المريد: 274.
(2) انظر كنز العمال: 49.
(3) انظر تربية الطفل في الإسلام: 37، مركز الرسالة، قم.