الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أساسيات التواصل
المؤلف: د. لورا ماركهام
المصدر: آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة: ص89ــ90
2024-12-19
122
((أعظم درس استخلصته من موقعك ومن رسائلك الإلكترونية اليومية هو أن نتذكر ببساطة أن كل ما نحتاج إليه جميعنا هو الحب. يبدو الأمر بسيطاً جداً، لكنه يمكن أن يصير صعباً في خضم اللحظة. منذ أن تعرفتُ على عملك، بدأت أعيد على مسامع ابني ما يقوله أو يرغب فيه. سواء كنت على استعداد أن ألبي رغبته أو لا، أعرف أنني ألبي حاجته الماسة إلى الشعور بأنه مسموع وذو قيمة. بالنسبة إليه أحيانًا، تكون معرفة أنني أسمع كافية... ويتضح أن التواصل معي كان في الحقيقة، هو كل ما يحتاج إليه)).
- آشلي، حبلى وأم لطفل في الثانية من عمره
في الممارسة العلاجية، كثيرًا ما أرى أسرا تصل إلى نقاط التأزم حينما يبلغ أطفالهم أعمارًا محددة. يحدث هذا أولا في سن قريبة من ثلاثة عشر شهرا، عندما يصير الرضع أطفالا دارجين، ويبدأون نوبات الغضب. في هذه المرحلة، يبحث الآباء عن استراتيجيات إيجابية تسمح لهم بإبقاء طفلهم الدارج آمنًا ويمنحونه التوجيه، في حين يقنعونه بأنهم إلى جانبه. هذه الأسر في طريقها إلى صفقة رابحة، فما دامت تواصل الاستماع وتقاوم العقاب، وتعتني بأي تصدعات، ستبقى قريبة من طفلها مدى الحياة.
ماذا عن الأسر التي تبدأ بمعاقبة طفلتها الدارجة؟ إنها تدفع صغيرتها بعيدا في كل مرة، وتضعف قدرتها التأثيرية في طفلتها من دون حتى أن تدرك. فما دمنا نستطيع أن نخيفها وأن نزج بها في الإبعاد المؤقت، ستمتثل طفلتنا إلى توجيهاتنا. لكن رغبتها في الاستماع إلينا تتضاءل مع كل عقاب وبحلول الوقت الذي تبلغ فيه سن الخامسة أو السادسة، وتصير أكبر من أن نتحكم بها جسديًا، ستصير سلوكياتها متمردة. وسوف يستمر هذا في التفاقم حتى سنوات المراهقة، عندما يخرج الأطفال من المنزل، ويصفقون الباب خلفهم باحثين عن الحب في كل الأماكن الخطأ، رافضين عن غير قصد شبكة أمان الأسرة.
إذا كنت تعاقب طفلك، قد تظن أن هذا السيناريو تهويلي. إن طفلك يحبك بعد كل شيء حتى إنه يفعل ما تطلبه منه في معظم الأحيان. وأنت محق إلى حد ما. لقد جبل الأطفال على حب آبائهم - حتى وإن كان هؤلاء الآباء يؤذونهم، للأسف. لكن امتناعهم عن الإذعان لتوجيهات الكبار الذين ليسوا في صفهم يزيد من فرصة نجاتهم، وإذا كنت تعاقب، يتلقى طفلك وفرة من الأدلة على أنك لست دائما في صفه. لذلك فإن العقاب يبدد قدرتك التأثيرية، ويقوض قربك من طفلك، الأمر الذي يزداد وضوحًا عندما يكبر طفلك، ويقل اعتماده عليك.
هل فات الأوان؟ مطلقا. يمكنك دائما تقوية رابطتك المهترئة مع طفلك. بيد أن الأمر يتطلب جهدًا وعزما فولاذيين وكثيرًا كثيرًا من الحب.